شكراً رجال الجيش..!! بقلم عبدالباقي الظافر

شكراً رجال الجيش..!! بقلم عبدالباقي الظافر


03-01-2018, 02:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519911646&rn=0


Post: #1
Title: شكراً رجال الجيش..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 03-01-2018, 02:40 PM

01:40 PM March, 01 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لم يتلعثم الدكتور ربيع عبدالعاطي في حديثه لقناة (سكاي نيوز).. فقد نسب مستشار وزير الإعلام المحاولة الانقلابية للواء ركن كمال عبدالمعروف.. لكن الناطق الرسمي باسم الجيش سرعان ما تدخل مصححاً المعلومة المغلوطة.. في أغلب الظن أن ربط عبد المعروف بالمحاولة الانقلابية كان سببه أنه كان القائد المباشر للعميد (ود إبراهيم) العقل المدبر للعملية في عملية تحرير حقول النفط في منطقة هجليج.. سوء الظن لم يمنع الرجل من شغل منصب المفتش العام للجيش.. بل تم إنصافه بالكامل عبر تعيينه البارحة رئيساً لهيئة الأركان المشتركة.

بالأمس قدمت القوات المسلحة درساً آخر في التزامها الصارم بالتقاليد العسكرية.. بكل هدوء انتقلت مقاليد القيادة من الفريق أول مهندس عماد الدين عدوي إلى رفيقه الفريق أول دكتور كمال عبدالمعروف.. قبل عامين بالتحديد كان عدوي يستلم الراية من سلفه الفريق أول مصطفى عثمان عبيد.. وبعد عامين أو ثلاثة ستحدث عملية الإحلال والإبدال بذات السلاسة.

ربما يتبادر سؤال كيف احتفظت القوات المسلحة بهذه التقاليد الصارمة..؟ أغلب الظن أن الجيش السوداني ورث كثيراً من هذه التقاليد من الجيش البريطاني.. بل تم التجديد في كثير من الممارسات اعتماداً على القاعدة الهرمية المعمول بها في القوات العسكرية.. عبر هذه القاعدة يتم التسابق استناداً على المؤهلات.. هنالك دورات حتمية وأخرى تفضيلية.. كما تتم عمليات التنقلات على نحو يكسب الضباط دراية بالواقع السوداني.. بل أن مؤسسة الجيش احتفظت بقوميتها وبعدها عن المحاصصة.. لهذا لا يفاجيء التغيير أو الإحالة للمعاش أي من منسوبي هذه المؤسسة العريقة.

في تقديري أن التغييرات هذه ربما تكون سانحة لشكر قيادة الجيش لمهنيتها العالية وبعدها عن الميدان السياسي الملئ بالألغام.. لم تفلت كلمة من الفريق أول مهندس عماد عدوي يشتم فيها رائحة السياسة أو عدم اللباقة في التعبير.. ذات التقدير يمضي إلى نائبه الفريق أول يحيى محمد خير .. رغم أن الفريق أول يحيى عمل والياً في النيل الأزرق في ظروف استثنائية وبعدها وزير دولة بالدفاع إلا أنه احتفظ بمساحة من السياسة حفظت له وقاره بين الناس.. بل من الصعب التفريق بين المغادرين والقادمين من حيث البذل والعطاء والاستعداد للتضحية.

في تقديري أن الجيش السوداني يستحق أن نحفظ له مكانته.. فقد كان الجيش دائماً في الموعد.. حافظ على التراب الوطني رغم طول أمد الحرب الأهلية.. لم ينكسر مثل غيره من جيوش المنطقة التي هزمتها حركات التمرد.. بل إن جيشنا انحاز للشعب في ثورتين حينما تأكد له أن التغيير مطلب شعبي.. لهذا من المهم خلق إجماع شعبي حول مؤسسة الجيش.. ستظل القوات المسلحة المؤسسة الأولى التي تبرز تنوعنا وقوة انسجامنا.. بل هي رصيد شعبي مدخور للأزمات ونوائب الدهر.

بصراحة.. تمنيت أن لا يتلازم تغيير قيادة أركان الجيش بمسلسل التغيير الشامل الذي شمل مؤسسات عديدة.. وذلك حتى لا يقرأ بمؤشرات سياسية.. تغيير قيادة الجيش تقليد ثابت وراسخ في مسيرة جيشنا.

assayha