هل يمكن إحداث تحول ديمقراطي ناجح... بقلم عبدالباسط محمدالحاج

هل يمكن إحداث تحول ديمقراطي ناجح... بقلم عبدالباسط محمدالحاج


02-26-2018, 11:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519683704&rn=0


Post: #1
Title: هل يمكن إحداث تحول ديمقراطي ناجح... بقلم عبدالباسط محمدالحاج
Author: عبدالباسط محمد الحاج
Date: 02-26-2018, 11:21 PM

10:21 PM February, 26 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباسط محمد الحاج-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





دون التاريخ الحديث التحول الديمقراطي الذي حدث لدولة بولندا بعد فترة طويلة من حكم نظام ديكتاتوري (شيوعي) وأصبحت تجربتها نموذج يهتذى به بالإضافة إلي المواقف الصلبة التى سجلتها القوي السياسية المعارضة والحراك الدؤوب الجاد رغم القبضة الأمنية والتنكيل الذي كانت تتعرض له المعارضة ، وقد بدأت تلك الإرهاصات عندما أجبرت المعارضة الديمقراطية والكنيسة النظام القائم بالسماح بتكوين نقابة عمالية والتى إندرج تحتها طيف هائل من المدنيين وكانت نسبة عالية جعلتهم يتوقعون سقوط النظام الشيوعي تحت أقرب ظرف ممكن ، ولكن إستبق النظام خطوات المعارضة الديمقراطية وأعلن الأحكام الدستورية العرفية وفرض حالات الطوارئ وأعتقل قيادات المعارضة كما فعلها من قبل "نميرى" عندما أعلن حالات الطوارئ و إعمال الأحكام العرفية وتفعيل محاكم "العدالة الناجزة" سيئة السمعة التى كان يترأسها عادة قضاة من الأخوان المسلمون لتطبيق الشريعة .
إما فى الحالة البولندية فقد إستمرت المعارضة في عملها المتماسك تجاه الحقوق المدنية والسياسية التى كانت مهضومة من قبل النظام الشمولي إلى أن تم حصار النظام القائم وقتذاك ضمن خيارات ضيقة أفضلها هو القبول بالتحول الديمقراطي وإتاحة الحريات العامة في المجال السياسي وإقرار الحقوق المدنية وقد إختار النظام آنذاك التحول الديمقراطى وخوض إنتخابات آملا في تثبيت أركانه ولكن حدث ما لم يتوقعه النظام الشيوعي وهو فوز المعارضة الديمقراطية بالإنتخابات بنسبة 75% فأصبح (ليخ فاونسا) أول رئيس لبولندا ما بعد النظام الشيوعي في العام 1990.
من الثوابت السياسية أن بعد ذهاب أى نظام شمولي تصبح هنالك ضرورة ملحة لإحداث تحول ديمقراطي يتأسس علي توافق سياسي وإعداد الساحة السياسية العامة لإنتخابات تعقب مرحلة النظام الديكتاتوري وهذا التحول الديمقراطي ضمن شروط إستقراره دستور جديد ومرحلة إنتقالية مؤقته مع دستور مؤقت وإنتخاب جمعية تأسيسية مناط بها وضع دستور ومعالجة الإشكالات دستورية للنظام القديم وتحديد مهام الجمعية وهذا بالطبع بعد الإتفاق علي شكل الدستورى مع الأخذ في الإعتبار كل أخطاء الأنظمة السابقة مثل تضمين مبدأ التعدد بكل أشكاله وتحجيم دور المؤسسة العسكرية منعاً لحدوث الإنقلابات ومبدأ الإنتقال السلمى للسلطة .
قد يسعى النظام الشمولي في كثير من الأحيان إلى الإمساك بزمام المبادرة في عملية التحول الديمقراطي وهنا أعنى النظام الشمولي بكل معانيه وأشكاله وحلفائه التاريخين والإيديولوجيين وذلك ليضمن مكان ما داخل الحكومة التى تلى ذهابه بأي حال من الأحوال وتكون هذه الخطوات عادة عبر تحريك الأحزاب المتواطئة معه للمساومة وتمرير عملية الإنتقال وفقاً لمصلحتها والإفلات من المحاسبة علي الإنتهاكات التاريخية . هنا تكون الفكرة العملية للمعارضة الديمقراطية هو الإتفاق علي وثيقة تحمل في طياتها روح الديمقراطية وتتجنب أخطاء الماضي فميدان السياسة مليئ باللاعبين اليوم وأجنداتنا متراكمة كلها قد تجمعت في مرحلة واحدة تمثلت في سوءات النظام القائم ، يقودنا هذا إلى وضع كل المعضلات والأزمات فوق الطاولة لتناولها بشكل جدي وإيجاد حلول نهائية لها .