أدب المؤانسة بقلم د. عمر بادي

أدب المؤانسة بقلم د. عمر بادي


02-25-2018, 11:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519597543&rn=0


Post: #1
Title: أدب المؤانسة بقلم د. عمر بادي
Author: د. عمر بادي
Date: 02-25-2018, 11:25 PM

10:25 PM February, 25 2018

سودانيز اون لاين
د. عمر بادي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

[email protected]

عمود : محور اللقيا
إستضافتني قناة أنغام الفضائية في الأيام الماضية في برنامج ( هلا بيكم ) و كان الموضوع عن كتاباتي الصحفية و تنوعها ما بين الأدب و السياسة و الإقتصاد و الإجتماع و العلوم و الرياضة , و كان التركيز على كتاباتي التي أخذت طابع الذكريات و المواقف الطريفة و التي كنت أنشرها في الصفحة الأخيرة في صحيفة ( أخبار اليوم ) ثم صحيفة ( الخرطوم ) ثم في الصحف الإليكترونية , و قد تعددت تلك المقالات على مر السنين فأصدرت منها كتابين ( شتات يا فردة ) و ( القيام بالدفرة ) في كل كتاب خمسين مقالة و الكتاب الثالث ( العافية درجات ) تحت الطبع .
كما أوضحت في مقدمة الكتاب الأول فإن هذا النوع من الأدب الضاحك قد ظهر منذ أمد بعيد لكنه كان نادرا لأن الطرائف دائما نادرة حتى أطلق عليها النوادر و الملح , و قد حاولت أن أستقصي كتب التراث في ذلك و وجدتها ليست بالكثيرة و أهمها خمسة كتب هي كالآتي :
1 – كتاب ( البخلاء ) للجاحظ
2 – كتاب ( العقد الفريد ) لإبن عبد ربه
3 – كتاب ( الإمتاع و المؤانسة ) لأبي حيان التوحيدي
4 – كتاب ( الحمقى و المغفلين ) لإبن الجوزي
5 – كتاب ( المستطرف في كل فن مستظرف ) لأبي الفتح الأبشيهي
إذا إعتبرنا أن تصنيف هذا النوع من الأدب هو أدب النوادر و الملح فهنالك تصنيفات أخرى معروفة للآداب كأدب الرحلات و أدب المدائح و أدب المهجر و أدب الخيال العلمي و أدب المرأة و الأدب المكشوف .
إن كتب التراث المذكورة أعلاه تزخر بالحكاوي و النكات الطريفة و الممتعة , لكن ليس فيها ترابط السرد المتنقل في تداعيات توارد الخواطر و الذي يبرز وحدة الموضوع و وحدة المقالة رغما عما يكتنف ذلك من تنوع ظاهري . أما في مقالاتي الضاحكة فقد درجت أن أكتبها كما في كتب التراث أعلاه من الواقع و ليس من الخيال و كل ما أكتبه قد حدث لي أو لغيري و أنا أذكره في نوع من توارد الخواطر يقفز دائما من مخزون الذاكرة على ذكر حادثة أو موقف مشابه و كل خاطرة تقود إلى أخرى فتصير الذكريات و المواقف كالحديث ذي الشجون بين الكاتب و نفسه , و الشجون دائما تكون محببة لأنها تكون جاذبة لمستمعيها و بذلك تكون فيها الطرافة التي تجعل الكاتب ينغمس في تداعياته فيكتب و هو يتبسم و يضحك !
لقد جُبلنا نحن على ممارسة ذلك عندما نتلاقى و ( نتلم ) و ندخل في ( الونسة ) أو ( الدردشة ) , و لذلك فهذه المقالات هي نوع من ( الونسة ) المكتوبة و بذلك هذه المقالات هي نوع من أدب سوف أطلق عليه أدب المؤانسة ! إن كلمة المؤانسة تعني الملاطفة و إزالة الوحشة و هذا هو المقصود من مثل هذا النوع من الأدب . لذلك فإن النوع الذي أوجدته من أدب المؤانسة أراه مختلفا في خصائصه عما ورد في الشكل الشبيه له قديما , خاصة و نحن في الألفية الثالثة و مع إنتشار أجهزة الكمبيوتر و الإنترنت أرى أننا قد دخلنا إلى مرحلة من أدب المؤانسة سوف تعم و تنتشر في شكل التخاطب الممتع خلال وسائل التواصل الإجتماعي بمسمياته المختلفة . إحقاقا للحق أذكر أنني كنت قد أوردت تصنيفي لأدب المؤانسة هذا في مقدمة كتابي الأول في سلسلة مجموعة الذكريات و المواقف الطريفة في عام 2003 أي قبل ظهور و إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي خاصة الواتساب , و هذا إستشراف مني للمستقبل قد صدق !
في عصرنا الحديث ظهر هذا النوع من الأدب الضاحك عند بعض الكتاب أذكر منهم في مصر الكاتب و الشاعر و الكاريكاتيرست صلاح جاهين و ايضا منهم الكاتب أحمد بهجت الذي كتب في أدب الرحلات و ف مواضيع أخرى , و في السودان أذكر الزميلين العزيزين الكاتب جعفر عباس و الكاتب الفاتح جبرا . لا أدري لماذا أُطلق النقادعلى هؤلاء الكتاب أنهم كتاب ساخرون , فالسخرية غير مستحبة في مجتمعاتنا لأنها صنو للإستهزاء و لل ( تريقة ) , و لكن أرى للترجمة يد في ذلك لأن بعض كتّاب الفرنج كالكاتب برنارد شو قد أُطلق النقاد عليهم أنهم كتاب ساخرون خاصة و أن لبرنارد شو مسرحيات و تعليقات محفوفة بالسخرية التي يتقبلونها في مجتمعهم . أنا في تجربتي في أدب المؤانسة أكتب كل حكاوي من الواقع و لا ألجأ للسخرية و لذلك فإن مادة الكتابة لا تكون متوفرة دائما و ذلك لندرتها , و نتيجة لذلك فإنني أنتقل للكتابة في مجالات أخرى خاصة كتابة الرأي .


Post: #2
Title: Re: أدب المؤانسة بقلم د. عمر بادي
Author: عثمان الحسن محمد نور
Date: 02-26-2018, 06:08 AM
Parent: #1

لك التحية اخي المهندس عمر محمد صالح المك ( ود بادي) ولقد سعدت بقراءة بعض
ما كتبته في ما تسميه بأدب الؤانسة وخاصة الحديث عن شخصيات لها أثر في
الحياة الفنية والاجتماعية والسياسية بمدينة حلفاية الملوك ، وفي اري ان مثل
تلك الكتابات قد استمتعت بها كثيرا لانها قد عادت بي الي ذكريات وايام جميلة
عشناها في مدينتنا المشهورة بالشخيات الظريفة والعلماء والشعراء والفانيين
وغيرهم .
ونأمل اخي ود بادي في المزيد من كتابات ادب الموانسة