الجزيرة تتوجس..!! بقلم الطاهر ساتي

الجزيرة تتوجس..!! بقلم الطاهر ساتي


02-24-2018, 04:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1519487708&rn=0


Post: #1
Title: الجزيرة تتوجس..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 02-24-2018, 04:55 PM

03:55 PM February, 24 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: ما أشبه الليلة بالبارحة.. كما كان حال الاهل بالبحر الأحمر قبل ثلاث سنوات، فالأهل بولاية الجزيرة أيضا يتوجسون على مصير جزيرتهم حين يغادرها الدكتور محمد طاهر ايلا - إلى الخرطوم - وزيراً باحدى وزارات القطاع الاقتصادي، كما تقول المصادر الموثوقة.. وليلة الخميس الفائت باستاد ود مدني، والجزيرة تختم النسخة الثالثة من مهرجان السياحة و التسوق، والنائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء يعدد ويحصي مشاريع حكومة الأمل والتحدي، فالسؤال عن خليفة طاهر إيلا كان يًزعج أذهان الجماهير..!!

:: لم يذهب طاهر ايلا إلى الجزيرة بمال قارون أو ذهب المعز، ولا بعصى موسى أو مصباح علاء الدين، ولكن ذهب إليها بروح العمل، ثم بفضيلتي ( الوعي والإرادة).. وهذا هو الفرق بين طاهر ايلا و آخرين لا تسمع بهم الا يوم تعيينهم ولا تراهم الا في مواقف الجبايات والأتاوات والتنطع و التطرف و (تبرير الفشل).. وكل من تأمل هتاف تلاميذ المدارس في فعاليات المهرجان، أو حدق في لوحات الشوارع ولافتات وفود القرى ومنظمات المجتمع المدني، أو تعمق في همس مجالس المدائن و استمع لبوح الوافدين من الأرياف، لمس توجس الشارع ..!!

:: لا يتوجسون فقط على ذهاب طاهر إيلا، ولكن أيضاُ على انهيار روح الأمل والتحدي التي سرت في مجتمعات مدن وقرى الجزيرة منذ ثلاث سنوات.. لطاهر إيلا تأثير إيجابي على الخدمة العامة وشركات القطاع الخاص، ولكن تأثيره الأكبر كان ولايزال على المجتمعات بمختلف ألوان طيفها السياسي .. وبهذا التأثير الإيجابي، كما نجح في البحر الأحمر، نجح أيضا في ولاية الجزيرة، وشكل أضلاع مثلث الإنجاز - الحكومة، القطاع الخاص، المجتمع - الذي رصف الأمل في النفوس قبل رصف الطرق، وشيد الطموح في القلوب قبل تشييد المدارس والمشافي وغيرها..!!

:: وعلى سبيل مثال للتأثير الإيجابي لحكومة ايلا على نشاط المجتمع، فان مهرجان السياحة والتسوق الذي يحدث حراكاً اقتصادياً في أسواق ود مدني، و حراكا ثقافياً وفنياً في كل محليات الجزيرة، لا تساهم حكومة الولاية في هذا الحدث السنوي إلا بجهد التخطيط والإشراف والرقابة فقط لاغير.. تكاليف هذه النسخة - 7.5 مليون جنيه- دفعتها شركات بالقطاع الخاص، لصالح الأسواق و أصحاب الفنادق والمطاعم والمتاجر والتكاسي والركشات و ستات الشاي وغيرها من مكونات المجتمع..!!

:: ومساء الخميس، في زحام المدينة و أسواقها وشاطئ نيلها، تساءلت مع بعض زملائي : كم أسرة تتكسب حلالا من رحمة هذا الزحام؟.. وليس زحام كورنيش النيل فقط، بل كل الأمكنة ذات الزحام ما هي إلا بوظائف ومصادر رزق - لفئات ضعيفة - جاد بها مناخ (الإدارة الواعية).. فالحكومة غير مطالبة بتوظيف الناس في أجهزة الدولة حتى تفيض العمالة وتتكدس ( بلا عطاء) ، ولكنها مطالبة بتوفير مناخ كهذا بحيث يفيض أشغالا ويمطر وظائفا للكسب الحلال..!!

:: وكما الحال بالبحر الأحمر سابقاً، فكثيرة هي المشاريع التي ظلمها ضوضاء مهرجان السياحة والتسوق بولاية الجزيرة أيضاً ..نعم، لم -ولن- تبلغ حكومة طاهر ايلا الكمال، ولكنها كشفت - لحكومات أخرى - معنى أن يكون المسؤول إيجابياً مبادراً و مخلصاً لجماهيره .. وهناك من يخشى انهيار روح الأمل والتحدي في مجتمع الجزيرة بعد ذهاب طاهر إيلا إلى الخرطوم، وللجميع حق التوجس .. لقد وضعت حكومة الأمل والتحدي (بصمتها) بولاية الجزيرة، ثم أتعبت الحكومة التي تأتي بعدها بإحساس (التوجس العام)..!!


fb