هندسة الأساليب الفاسدة..!! بقلم عبدالباقي الظافر

هندسة الأساليب الفاسدة..!! بقلم عبدالباقي الظافر


02-18-2018, 04:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518968932&rn=0


Post: #1
Title: هندسة الأساليب الفاسدة..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 02-18-2018, 04:48 PM

03:48 PM February, 18 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


اتسعت ابتسامة الوالي ايلا والرئيس البشير يمدحه في جمع من الناس.. وصل إعجاب البشير بواليه على الجزيرة مرحلة اقتراحه مرشحاً لرئاسة عموم السودان.. لكن الوالي محمد طاهر رغم طموحه الجامح إلا أنه لم يقبل العرض الرئاسي.. في المساء كان يرد التحية عبر وثيقة تأييد من رموز الجزيرة وأعضاء حكومته تعلن مبايعة البشير في انتخابات ٢٠٢٠م.

قبل أيام كان هنالك من يصنع تمثالاً للوالي محمد طاهر ايلا .. الأستاذ عبدالله بابكر عضو المجلس الوطني كان يتوعد معارضي ايلا بالقتل حينما قال "من أراد أن تثكله أمه فليترشح ضد ايلا في الانتخابات القادمة".. بل مضى رئيس كتلة الجزيرة إلى أبعد من ذلك حينما قال إن ايلا باقٍ في منصبه إلى أن يرث الله الأرض.. بالطبع هذا مصطلح جديد بتجاوز الرئاسة مدى الحياة إلى القيادة إلى يوم الدين.. يمضي النائب في تمجيد ايلا بشكل يثير الارتياب" ايلا باقٍ في منصبه بأمر الله والجماهير والرئيس".. هنا يتم تحصين القرار السياسي بإرادة السماء.

لكن المسرحية لم تبدأ من هنا.. في الجزيرة عقدت شورى الحزب الحاكم اجتماعاً مهماً.. لعبت فيه الهيئة دور المجلس التشريعي المحلول فأجازت خطط العام الماضي والعام الجديد.. ثم خرجت من اختصاصها وأعلنت البشير مرشحاً رئاسياً.. الحبكة في الفقرة التي سمت ايلا مرشحاً لمنصب الوالي.. بالطبع كل القرارات جاءت بالإجماع.. وتلك قصة أخرى.

قصة الإجماع هذه تفضحها استقالة مقرر هيئة الشوري بالجزيرة الرجل المحترم عصام حسن الشيخ.. فقد قال الشيخ "وجدت نفسي كمقرر بعيداً عن إدارة الشورى للوطني بالجزيرة ودفعت باستقالتي لأفسح المجال لشخص يتعامل معهم ويتعاملون معه".. هل تذكرون وثيقة استاد ود مدني.. الأستاذة أنعام وزيرة الإعلام بحكومة ايلا لم ترَ الوثيقة رغم ذلك جاء توقيعها وباللغة الإنجليزية.. إنه التزوير في أوراق رسمية.

في تقديري لا تكمن مأساتنا في أن يقدم الوالي ايلا تقارير غير دقيقة عن أداء حكومته.. أو أن يفتتح طريقاً يدفع فاتورته الوزير مكاوي.. أو يُشيّد عشرات المدارس ويوم الامتحان لا ينحح أحد .. المأساة إعطاء تلك الممارسات الفاسدة مسوغات شرعية.. هنا يحق علينا غضب الأرض والسماء.

بصراحة.. قتامة المشهد أن كل الذي يجري في الجزيرة يتم برضا ومباركة المركز.. بل بعد أيام ستتكرر مسرحية من أراد أن تثكله أمه في ولايات جديدة بعد أن يحجز كل والٍ مقعداً أمامياً.


assayha