وزارة التعليم العام!! بقلم عبد السلام كامل عبد السلام يوسف

05:46 PM February, 17 2018

سودانيز اون لاين
عبد السلام كامل عبد السلام-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

لربما هي الفرصة المجضة التي جعلتني أتصفح كتاب (قواعد النحو) للصف السابع من مرحلة الأساس فأصطدم بكل تلك الغلطات التي لو تكرارها لحسبتها أخطاء طباعية ولكنها تكررت بصورة راتبة مما يجعلني في مرحلة اليقين بأنها متعمدة ولم تأت خبط عشواء ..ولنكون أكثر دقة 9789994253883 هو الرقم الدولي للكتاب وهو مراجع من قبل حامل دكتوراة وثلاثة من الأساتذة من جامعة أفريقيا بعد أن وضعها أستاذ سابق ..وبعد تصفحي بعض أجزاء الكتاب وجدتني أسأل نفسي: أهل المشكلة من معدّ الكتاب في مادته أم ممن راجعه ونقحه أم هي من المراجعين أم من جامعي الحاسوب ؟
هناك عدد لا يكاد يحصى من الكلمات المنونة بفتحتين ولكن بدلا عن وضعهما على الحرف توضع على الألف ،ومن أمثلتها ..محوراً بدلا عن محورًا ، نطقاً بدلا عن نطقًا ، وساماً بدلا عن وسامًا ..شعباً طيب الأعراق بدلا عن شعبًا ، أحداً بدلا عن أحدًا ،عملاً مهمّاً بدلا عن عملًا مهمًّا ،علمت سعاد هنداً بدلا عن هندًا وتتتالى الأخطاء ..تكون جملةً أو ظرفاً أو جاراً ومجروراً بدلا عن تكون جملةً أو ظرفًا أو جارًّا ومجرورًا ..لم أتجاوز بعد الصفحة الرابعة عشرة!!من جملة تسع وأربعين ومائة من الصفحات ..
المرعب في الأمر أكثر أن آيات ربنا لم تخل من هذا الخطأ الشنيع ....إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً في الصفحة الخامسة ،والصحيح هو (نزلًا)..إني رأيت أحد عشر كوكباً ، في الصفحةالسابعة عشرة ، والصحيح هو كوكبًا.. وأخرجنا منه حبّاً في الصفحة الخامسة والعشرين ، والصحيح هو حبًّا..فأفوز فوزاً عظيماً في الصفحة التاسعة والعشرين ،والصحيح هو فوزًا عظيمًا ..إني آنست ناراًفي الصفحة نفسها ..فقولا له قولاً ليناً ،في الصفحة الثالثة والأربعين ،والصحيح هو قولًا لينًا ..هل أستمر؟ أعتقد أن هذه الأمثلة تكفي
والخطأ يظهر ليّا إذا كان الاسم المنون بفتحتين مشددا حرفه الأخير ..جاراً بديلا عن جارًّا ،والاولى تعني الملاصق للشخص ..والمعني المقصود معروف وشتان بين المعنيين..مهمًّا تصير مهمّاًولا تعطى حركة لحرف الميم مع أنه في الأعراب يقولون منصوب بفتحة ظاهرة على آخره ،أي على آخر الاسم ،والذي ينتهي بالميم وليس الألف فإذا نظرنا للكلمة نجد هناك ثلاث حركات فتح في الكلمة المنصوبة المشددة!!كيف يستقيم هذا ..كان عليّ أخاً وفيّاَ ..بل هو(كان عليٌّ أخًا وفيًّا) ..
العجيب أنه يضع التنوين عل التاء المربوطة المنصوبة كلمتها وكذلك الهمزة المتطرفة صحيحة فوق رأسيهما مثال حياةً ، ونداءً وعشاءً ورخيصةً وخليفةً، فكيف جاز هنا وضع علامتي النصب في آخر الكلمة ولم توضع ألف بعدها لتوضع فيها الفتحتان ؟وكذلك يصيبون عندما يضعون الفتحتين على الأسماء المقصورة في الحرف قبل الألف المقصور كقولهم هدًى وندًى وتقًى وسهًى ..الألف لا ينون (لاحظ الفرق بين الألف والهمزة)وذلك لأنه صوت وليس حرفا
ولنأت إلى أخطاء أخرى تتكرر في الكتاب ..فكلمة (ما فتئ) التي هي من أخوات كان ،تكتب في الكتاب أعلاه خمس مرات هكذا : (فتيء) فجعلوا من الفعل الناقص هذا اسما وذلك لأنه جاء على وزن (فعيل) وعارفو الصرف يدرون الأفعال لها ستة أبواب هي نصَر ينصُر ، ضرَب يضرِب ، فتَح يفتح ، فرِح يفرَح ، حسِب يحسِب وأخيرا كرُم يكرُم ، وهناك طبعا الأفعال الشاذة غير المتصرفة نعم وبئس وحبّذا ولا حبذا وعسى وليس ..وهذا الخطأ في صفحات 79،80،81،83،84،85 فهل هو خطأ طباعي؟
كيف مرت على عضوية المراجعة والتنقيح كلمات الطواريء وامريء ويستبطيء والشاطيء ؟ وصحتها هي الطوارئ والشاطئ وامرئ ويستبطئ بالترتيب؟ على ماذا قالت الجنة بصحة ما كتبت في هذا الكتاب للصف السابع؟ أخاف أن أقول إنها لجنة منحت مالا على غير مجهود مبذول إلا إذا عددنا وضع أسمائهم مجهودا مبذولا يستحق المال ..
هذا كتاب واحد مررت عليه عرضا ففوجئت بكل هذه الأخطاء فكيف ببقية الكتب التي تعطى لتلاميذنا في مرحلة الأساس ليكون عليه مستقبل بلادنا في شبابها الناشئ ..
يا وزارة التعليم العام ..كوّني لجنة هي لجنة حقيقية وليس تجميعا لغير أصحاب الشأن في العلوم وكفى استهزاءً بأبنائنا ومستقبل سوداننا .. اللهم هل بلّغت ؟ اللهم فاشهد!!
عبد السلام كامل عبد السلام يوسف
mailto:[email protected]@GMAIL.COM