نقاشات حول الترجمة واللغة بقلم أمل الكردفاني

نقاشات حول الترجمة واللغة بقلم أمل الكردفاني


02-16-2018, 05:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518798159&rn=0


Post: #1
Title: نقاشات حول الترجمة واللغة بقلم أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-16-2018, 05:22 PM

04:22 PM February, 16 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







(1) أمل الكردفاني:

هل الترجمة حقيقية؟؟؟
هذا سؤال كان يرد الى ذهني منذ الصغر.. كيف تمت ترجمة politic الى سياسة مثلا.. لماذا ليس الى كلمة أخرى..كيف تمت المطابقة بين مفهومين فضفاضين بهذا الشكل ... حين نرجع الى مصطلح ما ونعود به الى جذوره ربما سنصاب بالقلق عندما نكتشف انه مصطلح مضطرب جدا من حيث المفهوم ... مصطلح كمصطلح ثقافة مثلا ..كيف تمت ترجمته من الفرنسية الى باقي اللغات ومنها الى العربية ايضا .. وكيف نحن متأكدون تماما انه يعني هذا المصطلح وكيف نتأكد انه مطابق له تطابقا يمنحنا قدسية الترجمة بكل رضى وثقة؟؟؟ نعم نستطيع ان نترجم كلمة كرسي الى اللغات الاخرى بدون كثير من الاشكاليات لأن هناك رابط حسي بين الدال والمدلول ... ولكن كيف نثق في مفردة هي مجرد تعبير عن معنى شديد اللا فيزيائية؟؟؟...

لاحظ ان كلمة ثقافة باللغة العربية من مصدر واحد هو ثقف ..ثقافة مثقف مثقفون.. لكنها في اللغة الانجليزية تختلف culture ثقافة educated مثقف Intellectuals مثقفون ... ولكل منها تطور تاريخي معين في حين انها لم تخضع لذات التطور التاريخي في الثقافة العربية ... هل نحن نستطيع هنا ان نضمن ان المصدر ثقف صالح لتمثيل المعاني الثلاثة للكلمات الانجليزية؟؟؟ ربما نحن ننشيء ترجمة وهمية او غير حقيقية او تقريبية او تحكمية بين المفردات ...

هذه التساؤلات قابلتني في القانون كثيرا لأن القانون هو في الحقيقة صيغ لغوية بل ان انضباط هذه الصيغ مبدأ قانوني لا حيدة فيه مع ذلك يقول رئيس القضاء في نيو ساوث ويلز ان فكرة الانضباط تكاد تكون مستحيلة وهو يطرح نظريته نظرية البيان تلواضح...كنت اتناقش مع ابن عمتي مازن مصطفي وهو دارس فلسفة .. في الواقع ما يتم طرحه من اشكاليات على مستوى فلسفة اللغة بالغ الخطورة في نطاق القانون...فكلمة واحدة قد تلف حبل المشنقة على عنق متهم ... عندما نتعامل في القانون مع اللغة يكون الموضوع اخطر من كونه مجرد نظريات تأملية او تحليلية ..لان اللغة هنا تتحول الى حقوق ومساءلات وجزاءات مدنية وجنائية وادارية ...

(2) يسن السوار:

فكرة التطابق بين اللغة والواقع،أو بين العيان والاذهان بلغة قدامى المتكلملين شغلت بال الفلاسفة وعلماء اللغة والمتصوفة لزمن طويل واشتعلت هذه المعركة في النصف الأول من القرن العشرين وحتى أوضح التطور الذي حدث في هذا الموضوع سأشير إلى رؤية أحد أهم فلاسفة القرن العشرين وهو لدوفيغ فيتغنشتياين،لأن هذا التحليلي ف بداية عمره الفلسفة تبنى نظرية التطابق الكارثية ولكنه تجاوزها لاحقاً،ففي سنة1921تقدم فيتغنشتياين باطروحة دكتورة بعنوان رسالة منطقية فلسفية باشراف برتراند رسل وأظن كان معهم جورج إدوارد مور مناقشا أو مشرفا- ما علينا-المهم أعلن فيتغنشتياين بأن ما نقولة"دال"يجب أن يحمل أو يتطابقcorrespondsمع مدلول واحد في الواقع،وكل ما هو خارج النظريةالتصورية للواقع هو كلامافارغاً من المعنى الفكرة التي تتطور عند دائرة فينا عموماً أعتقد فيتغنشتياين فالرسالة بأنه حل جميع مشكلات الفلسفة وترك التفلسف نهائياً ولكن بعد فترة عادت ذبابة الفلسفة إلى الطنين داخل ذهن فيتغنشتياين المتقد فجاء بنظرية أخرى رهيبة انقلب بها على نفسه فماذا يقول فيلسوف التحليل هنا،فكتاب التحقيقات الفلسفية المنشو1953ر سنة بعد عامين من وفاته رفض فيتغنشاين فلسفتة الأولى" تطابق بين واقع واللغة،الدال يحمل مدلولا واحدا"ونظر إلى اللغة بوصفها مؤسسة اجتماعية أو شكل للحياةform of lifeلها قواعدها واعرافها وو وعلينا أن نفكر في كيفية استخدام مفردات اللغة في السياقات واللغات والحقول والمختلفة بدل من البحث معانيها في الواقع أو مدلولها الأوحد المفترض،فبدل أن نسأل عن ما معنى "المادة"مثلاً علينا أن نسأل كيف يستخدم كلمة مادة في حقل القانون وفي حقل الفيزياء "use"؟لأنه لا توجد معنى واحد لأي مفردات من المفردات هذه النظرية الجديدة تسمى نظرية العاب اللغة وهي قفزة كبيرة جداً أثرت ف الفلسفة ف التصف الثاني من القرن العشرين تأثيرا رهيبا.
(3) بروفيسور: يوسف صفي الدين:

هذا ما طرحته سابقا في نقاشاتنا.
الترجمة كانت السبب في الفهم الخاطئ لكلمات مثل psyche الاغريقية . تمت ترجمتها الى نفس . و هي كلمة في اصلها العربي تعني ذات الشئ و عينه.
كلمةcordترجمة الى قلب . الكلمة في اليونانية تقصد مضخة الدم و التي كان يعاقد الاغريق القدماء انها عضو الفهم و العقل و لكن كلمة قلب العربية في اصلها كانت تطلق على مكان الادراك و هو ما نسميه اليوم الدماغ. كلمةthoraxترجمة تلى صدر. و هي تعني القفص العظمي بين النحر و الخسر. بينما الصدر في العربية القديمة تعني اعلى مقدم الانسان و اوله.
ايضا كلمة planetترجمت الى كوكب. بينما الكوكب في اللغة العربية تعني الجسم المنير ذاتيا و ليس الجسم العاكس للضوء كما هو الحال مع الplanet.
و هكذا... و كثير من الكتب تحدثت عن اخطاء الترجمة من اليونانية الى العربية في عهد بني امية.

(4) هند الشهراني:


-تنشأ المصطلحات في لغاتها الأصلية عفوا، فسواء كانت اشتقاقا أو وضع مصطلح جديد فهذه قضية تناقش في الدراسة العلمية للغة نفسها وفي داخل حدودها، ويُنظر فيما لو كان هذا المصطلح نشأ حسب طريقة اللغة في التوليد أو نشأ بطريقة مختلفة كأن تكون اللغة اشتقاقية وقد نشأ فيها مصطلح عن طريقة إضافة لاحقة فقط/ الإلصاق، وهذا كله ليس من عمل المترجمين ولا مؤسسات الترجمة.
-القضية الأخرى التي يجب إخراجها من الترجمة هي (قصة المصطلح/تاريخ المصطلح) وهو من عمل المعاجم التاريخية وهذا النوع من المعاجم غير موجود في العربية رغم أهميته الكبيرة. المعاجم التاريخية تدرس نشوء الألفاظ/ المصطلحات ونموها راصدة للتغييرات التي مرت بها، ومن هذا يستفيد أحيانا المترجمون وسأوضح لماذا أحيانا وليس دائما.
-نبدأ في موضوع الترجمة نفسه وهي طبعا علم، ونشاط الترجمة يحتاج إلى تدخل الحكومات احتياجا أوليا لا يمكن الاستغناء عنه، وعن طريق العمل المؤسسي للترجمات يتم وضع دساتير وقوانين النقل والترجمة تطال كل صغيرة وكبيرة من مشكلات الترجمة في شكل قانون يلتزم به كل من يقوم بالترجمة و من يقوم بنشر الترجمات من مؤسسات النشر، وكثيرا ما تقوم هذه القوانين على المقاربات بمعنى أنها لا تحل المشكلة لكنها تقوم بضبطها، حتى عندما تحتاج إلى التعديل فإنها ستقوم بتعديل أخطاء مضبوطة.
-في حال وجود المؤسسات أو عدم وجودها فإن الترجمة تقوم أساسا على زمن الوثيقة المراد ترجمتها. الزمن يحدد المادة التي ستعتمد عليها الترجمة؛ المعاجم، المدونات الكلاسيكية، المدونات الحديثة، المدونات الحقيقية، المدونات الموضوعة. ( لهذا قد لا نحتاج إلى المعجم التاريخي، بالإضافة إلى الهدف من الترجمة).
- نأتي إلى موضوع المدونات لأننا في الترجمة إلى العربية نعتمد عليها، تجد أن كل مترجم يقوم بنقل المصطلح حسب استعماله في مدونات التخصص الذي ينقل منه، ومن هنا نجد التضارب أحيانا في المصطلحات خاصة بين الفلسفة واللغة وعلم النفس حتى علم النفس الإكلينيكي يقع في نفس الإشكالات لأن مصطلحاته وإن كانت حاصلة من نتائج بحث شبه تجريبي إلا أنها تشير إلى معانٍ غير حسية وهي هدف الدارسة النفسية. فالمقاربة التي تقوم عليها الترجمة لدينا حاليا سياقات استعمال المصطلح وهذا الأسلوب هو الأسلوب الأولي في الترجمات. ثمة مترجمون يحاولون ضبط أعمالهم أكثر فأكثر فيرجعون إلى معاجم اللغة القديمة لأنها آخر ثبت للغة لدينا تقريبا ومن هنا يُخلق التعثر، خاصة كما ذكرت في ألفاظ/ مصطلحات المعاني.