Post: #1
Title: باز... ورخم !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 02-16-2018, 03:23 PM
02:23 PM February, 16 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *عدة دروس أفرزها حوارٌ مع فاروق الباز أمس..
*وهو أشهر عالم (حي) في الشرق الأوسط الآن... بعد رحيل أحمد زويل..
*كان حواراً تلفزيونياً مدته ربع ساعة فقط ؛ ولكنه ممتع... وثر..
*وأول هذه الدروس أن العالِم يكون متواضعاً... ولا يتباهى بعلمه..
*رغم أنه أحد أبرز أعضاء وكالة (ناسا) للفضاء..
*وترأس ما كان يُعرف بفريق (أبولو)... وكان مسؤولاً عن مواقع الهبوط..
*وهو الذي أكد لأنيس منصور وجود آخرين غيرنا في هذا الكون..
*وأوحى إليه بفكرة كتابيه عن الذين هبطوا من السماء... والذين عادوا إليها..
*وثاني الدروس أن يكون شجاعاً في إبداء الرأي..
*حتى وإن كان في قضايا سياسية حساسة... دون خوف من سلطان..
*فقد سألته المذيعة عن رأيه في الانتخابات المصرية..
*وقبل أن تُكمل سؤالها الإيحائي (المُوجَّه) أشفقت عليه... وعلى نفسي..
*أما سبب إشفاقي على نفسي فكي لا أُصدم فيه..
*مثلما صُدمت في كثير من علماء يخشون ذوي الشوكة... فلا ينطقون بالحق..
*سيما علماء دين عندنا... يخشون السلطان أكثر من الرحمن..
*ولكنه صدمني- وصدم المذيعة - بكلام صادم للسلطة... لم يتوقعه مضيِّفوه..
*ولولا أن اللقاء كان مباشراً لتعرض للمونتاج...قطعاً..
*قال إن العالم سيضحك فينا... ومنا... وعلينا.... إن كانت انتخاباتنا على هذا النحو..
*وانتقد السيناريو الذي أُبعد به شفيق وعنان عن سباق الترشح..
*كل ذلك - وأكثر- قاله بلغة سهلة... بسيطة... مباشرة...... تتخللها (قفشات)..
*ووجمت مذيعة فضائية (الحياة)... وكاد يدركها (الموت)..
*وثالث الدروس نستقيه من بعض ما ورد في الدرس الثاني؛ البساطة... والمباشرة..
*ونهديه إلى تلفزيوناتنا... وضيوفها... ومذيعاتها..
*فدون مقدمة طويلة، ومملة، وذات استعراض لغوي... دخلت المذيعة في الموضوع..
*وشعارها غير المعلن في ذلك: الوقت للضيف... والمشاهد..
*ثم جاراها الضيف نفسه في الدخول إلى الموضوع دون تفلسف مصطنع..
*بل لا يُشعرك في أية لحظة أنه عالم (ناسا) الشهير..
*وتميزا كلاهما - المذيعة والضيف - بخفة دم جعلت الحوار جاذباً... وظريفاً..
*وتخيلت لو أن هذا الحوار كان بإحدى فضائيات بلادي..
*إذن لكانت خلصت ربع الساعة هذه... ولم تخلص مقدمة المذيعة..
*ولكان الضيف قد نافس المذيعة في الثرثرة... وثِقل الدم..
*ولكان الحوار خرج سخيفاً... سمجاً... معسماً؛ وفوق ذلك: مرعوباً من السلطة..
*أما رابع الدروس - وآخرها - فهو اقتصادي..
*فقد سألته المذيعة عن رأيه في الجهود التي تبذلها الحكومة لتيسير (المعيشة)..
*فأجاب دون تردد (ما دمنا نستورد لقمة عيشنا فمفيش فايدة)..
*وفي اليوم ذاته - أمس- كان عالم اقتصادي يشيد بالحكومة... عبر برنامج تلفزيوني..
*قال بمنتهى الثقالة (المعيشة معقولة)... معقولة يا دكتور؟..
*وهذا هو الفرق بين الباز... والرخم !!!.
assayha
|
|