حتى أنه لم يلبث قليلاً أو يتمهل، رحل مساء أول من أمس عن هذه الفانية دون أن يرى بعضاً من أحلامه تزهر وتخضر، الشرتاي عمر أحمد قندولي أحد أبرز قيادات منطقة (شطاية) بجنوب دارفور ورمز من ر" /�> حتى أنه لم يلبث قليلاً أو يتمهل، رحل مساء أول من أمس عن هذه الفانية دون أن يرى بعضاً من أحلامه تزهر وتخضر، الشرتاي عمر أحمد قندولي أحد أبرز قيادات منطقة (شطاية) بجنوب دارفور ورمز من ر�� /> ورحل قندولي بقلم الصادق الرزيقي

ورحل قندولي بقلم الصادق الرزيقي


02-15-2018, 08:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518723927&rn=0


Post: #1
Title: ورحل قندولي بقلم الصادق الرزيقي
Author: الصادق الرزيقي
Date: 02-15-2018, 08:45 PM

07:45 PM February, 15 2018

سودانيز اون لاين
الصادق الرزيقي -
مكتبتى
رابط مختصر



> حتى أنه لم يلبث قليلاً أو يتمهل، رحل مساء أول من أمس عن هذه الفانية دون أن يرى بعضاً من أحلامه تزهر وتخضر، الشرتاي عمر أحمد قندولي أحد أبرز قيادات منطقة (شطاية) بجنوب دارفور ورمز من رموز السياسة والمجتمع والإدارة الأهلية في السودان كله وليس دارفور،

وترجل هذا الرجل النادر الكبير النفس والعقل، الراجح الفكرة والناطق بالحكمة، وغادر بهدوء دون صخب تاركاً الدنياً وما فيها للناس ليتنافسوها، وقد كان أعرف الباقين من الحكماء بالمصائر إن تنكب الناس المسار.
> ولد قندولي وترعرع في منطقة شطاية أقصى غربي ولاية جنوب دارفور، في منطقة تعد أغنى وأخصب أراضي السودان تحفها الجبال وتتخللها الوديان المتدفقة من أعلى جبل مرة وتغطيها الغابات الكثيفة، وتتعايش فيها قبائل شتى تساكنت وتصاهرت وامتزجت امتزاج الماء بالراح، عاش قندولي وهو من بيت عزيز من بيوت قبيلة الفور، عرف وهو غض الإهاب فن القيادة ودهاء السياسة، وخاض غمار العمل العام وهو شاب يافع، استوى على منهج ثابت هو خدمة الناس والتسابق إلى فعل الخيرات وإغاثة الملهوف ونزع الغل من القلوب وإصلاح ذات البين وتقريب الشقة وسد الخلة بين الصفوف.
> لسمو أخلاقه ورفعتها، وحمله لأثقال الهموم عن الآخرين واهتمامه بأهله ومنطقته، ظل مُقدماً لتمثيل المنطقة في المجالس التشريعية والبرلمانات في كل عهود الحكم التي شهدها وعاصرها، ويكفي أنه في عهد الإنقاذ ظل يمثل لأهله لأكثر من خمس وعشرين سنة في المجلس الوطني، ولأنه من أرباب التعقل والحكمة، عرفته المنابر متحدثاً بلسان واضح مدرك بسيط لكنه عميق النظر واسع الأفق يرى ما لا يراه غالب الناس، يأخذ الألباب بلغته الفكهة الضاحكة وسخريته الموحية وسوقه الظريف للحكم والأمثال والأدلة والشواهد.
> حافظ قندولي طوال حياته على علاقات طيبة مع كل مكونات دارفور السكانية، الجميع أصدقاؤه، والكل أحبابه، كريم لا يدانيه كرم، لطيف لا يساويه لطف ضاحك مستبشر لا تساوي الدنيا عنده إلا ما تمثله عند المولى سبحانه جناح بعوضة وما دونها، لا يحتويه مجلس إلا وفارقه مغموساً في حبور ولطف وصفاء لا ساحل له ولا نهاية.
> كان سياسياً من الطراز الأول، يقدر لرجله قبل الخطو موضعها، يتمتع بذكاء فطري حاد، يشغله عن هموم النفس وشواغلها الخاصة الهم الكبير وما يصلح العباد، لم يحصر نفسه في صراع بلا طائل، ويكتفي من كل ذلك بالابتسام والكلمة الطيبة والمسعى الحميد، وعندما وقعت أزمة دارفور ونزح الأهالي من منطقته ظل وفياً لهم حتى عادوا إلى قراهم عبر آلية السلام والمصالحة، وتم الإعمار وتأسيس قرى العودة، وحتى انتظمت الحياة في البطاح والوديان والريف الفسيح وعادت شطاية وما جاورها كما كانت.
> في سبتمبر من العام الماضي، صعد المنبر في اللقاء الجماهيري الحاشد والاستقبال الكبير لأهالي شطاية وهم يحتلفون بزيارة رئيس الجمهورية.. تحدث قندولي رغم المرض، حديث وداع، خطبته كانت تحولاً وانعطافاً في مسار قضية دارفور، وأعلن نهاية ما تسمى المحكمة الجنائية الدولية، ثم قال ما يحسب له بأنه المبادر وصاحب المبادأة ومن نال قصب السبق في ترشيح رئيس الجمهورية المشير عمر البشير لولاية جديدة في عام 2020م، جهر برأيه وأسمع الجميع كلمته، لكن المنية كانت أسرع مما يتصوره أناس، أنشبت أظفارها في روحه، واختطفته قبل أن يرى حلمه يتحقق وتمنياته ترسخ وتتجسد أمامه، فهو أول من أطلق صيحته بترشيح الرئيس وأول من نادى به على رؤوس الأشهاد، فها هو يمضي إلى ربه راضياً مرضياً، وقلبه الطيب وروحه السمحاء يسبقانه إلى ملكوت الله، فلتغشاه الرحمة والمغفرة، اللهم إنه عبدك جاءك صادقاً فتقبل منه، وأتاك نقياً صافياً فتجاوز عن خطاياه وقربه إليك واشمله بعفوك ورضائك.



alintibaha

Post: #2
Title: Re: ورحل قندولي بقلم الصادق الرزيقي
Author: معتصم مختار عبد السلا�
Date: 02-16-2018, 10:33 AM
Parent: #1

( انشبت أظفارها فى روحه ) !!!!!!!!! انعل ام البلاغة ياخى !!!!!!!!!!!!!!!!