الله الله !! بقلم صلاح الدين عووضة

الله الله !! بقلم صلاح الدين عووضة


02-15-2018, 02:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518701574&rn=0


Post: #1
Title: الله الله !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 02-15-2018, 02:32 PM

01:32 PM February, 15 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



*حكاية تصلح لأن تُشبَّه بحكاية..

*رغم أن إحداهما أدبية قديمة... والأخرى سياسية معاصرة..

*فالعقاد كان لديه مكتب صغير... عتيق... كئيب... لم يغيره طوال حياته..

*وحين تشتد عليه آلام القولون يمد رجليه من تحته... بصعوبة..

*وتحت تأثير هذه الآلام- ووطأة الجلوس إلى مكتب غير مريح - كتب مؤلفاته..

*فكانت مؤلمة في تعابيرها... وغير مريحة لقارئها..

*وكأنما استمدت من آلامه آلاماً... ومن عذاباته عذاباً... ومن كآبة مكتبه كآبة..

*وعلى هذا المكتب - ورجلاه من تحته - كتب مؤلفه (الله)..

*ولما سُئل طه حسين عن رأيه فيه - عند نشره- قال (لا علم لي به)..

*وهو رد لم يُرد به الكذب... وإنما إبداء موقف..

*وبهذا الالتفاف الذكي تجنب غضبة العقاد... وقد كان مهيباً ذا سطوة..

*أما أصدقاء صالون العقاد فقد احتفوا بالكتاب (اللغز)..

*بل صاح منهم من لم يقرأ كتاب (الله) بعد....... (الله... الله)..

*وحتى إن قرأوه ما كانوا سيفهمونه... بما فيهم أنيس منصور..

*فالله ذاته - سبحانه - لم يُعرِّف نفسه بمثل هذا (التعقيد) الذي وسم كتاب (العقاد)..

*بل إن القرءان - كما أقول دوماً- إحدى معجزاته في (بساطته)..

*فلغته بسيطة... سلسة... جميلة ؛ يفهمها الخواص والعوام..

*المهم إن هذا الصياح الاحتفائي بلغ مسمع طه حسين..

*فما كان منه إلا أن علق هامساً (أقطع دراعي لو فهموا حاجة)..

*وننتقل الآن من هذه الحكاية القديمة لحكايتنا الحديثة..

*فالإنقاذ ما زالت تكتب سياساتها من على مكتب عتيق... عمره نحو ثلاثين عاماً..

*وتمد أرجلها من تحته بصعوبة... وهي تكتب قراراتها..

*وسبَّبت هذه الوضعية المتعبة لها أمراضاً عدة... منها التهاب القولون..

*ومن ثم فهي قرارات مثل كتابات العقاد... يصعب فهمهما..

*وقبل أيام صدر قرار بإعادة قوش... في خضم أزمة اقتصادية خانقة..

*ولم (يفهم) الناس هذا القرار... مقروناً بهذه الأزمة..

*ومن حاول أن يفهم منهم فهمه مقروناً بأزمة سياسية (داخلية) تخص الإنقاذ..

*يعني هو قرار لا يخص الشعب... وليس عليه أن يفهمه..

*وأجرت (أخبار اليوم) استطلاعاً على خلفية هذا القرار... شمل أمين حسن عمر..

*وأمين (المثقف) نشبهه هنا بطه... لدواعي الربط بين الحكايتين..

*فردَّ هذا بمثل رد ذاك قائلاً (لا علم لي به)..

*وهو رد يستبطن (موقفاً)... وليس المقصود منه الكذب..

*وبهذا الالتفاف الذكي تجنب غضبة (ذوي السطوة)..

*ومعروف عن أمين رفضه إعادة ترشيح البشير لأسباب دستورية... أو (خاصة)..

*وربما (تعقيدات) هذا القرار من (تعقيدات) معركة الترشُّح..

*ورغم هذا التعقيد - العقادي- فإن كثيراً من (عوام) الوطني صاحوا: (الله الله)..

*وكأني بأمين يهمس (أقطع دراعي لو فهموا حاجة !!!).



assayha