ملامح المرحلة الجديدة..!! بقلم عبدالباقي الظافر

ملامح المرحلة الجديدة..!! بقلم عبدالباقي الظافر


02-14-2018, 02:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1518616142&rn=1


Post: #1
Title: ملامح المرحلة الجديدة..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 02-14-2018, 02:49 PM
Parent: #0

01:49 PM February, 14 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


غضب وزير المالية الراحل الدكتور عبدالوهاب عثمان حينما جاء يحمل أثقالاً من الأوراق الاقتصادية ليعرضها على الشيخ الترابي في داره بالمنشية.. كان وزير المالية وقتها يريد أن يضمن مؤازرة الشيخ قبل الذهاب إلى البرلمان.. لكن الشيخ رده بجفاء اعتاد عليه المقربون.. كان بعض من منطق الشيخ أن تلعب المؤسسات الرقابية دورها المعتاد.. مثل ذاك العنت كان حملاً ثقيلاً على كثير من حواري الشيخ الترابي.. من نسجوا الخيوط الأولى لمذكرة العشرة كان إحسساهم أنهم كبروا على وصاية الشيخ.. لكن الرئيس البشير دون أن يطلق رصاصة واحدة استثمر في روح التمرد وحصد ثماره.. بعد أعوام قليلة قام المشير بنزع مخالب هذه المجموعة.

مرحلة ما بعد مذكرة العشرة شهدت حكم الأتراب.. كان الرئيس يخاطب نائبه بشيخ علي.. كما كان يستمع للنصيحة المرة من دكتور نافع علي نافع.. في جهة غير بعيدة كان صلاح قوش يدخل مكتب الرئيس في أي وقت دون الحاجة إلى إذن.. بطبيعة الأشياء خلقت هذه المجموعات توازنات تنتهي خلافاتها عند أبواب الرئيس.. جاءت احتجاجات سبتمبر ٢٠١٣م لتمنح الرئيس دافعاً للتخلص من الحرس القديم جملة.. تمكن المشير من إقناعهم بضرورة المغادرة الجماعية.. فعل ذلك بعد أن فتح باباً للتواصل مع الترابي صاحب امتياز الحركة الإسلامية.. ذهب الأتراب إلى الرصيف وهم يحملون ذات الخلافات التي فرقت بينهم.

وجد الرئيس في المرحلة الجديدة أنه يحكم بمساعدة أبنائه من لدن معتز موسى إلى عبيد الله محمد عبيد الله إلى حامد ممتاز.. شهدت هذه المرحلة صناعة مراكز قوى جديدة لإحكام التوازنات.. جاء الدعم السريع من المحارب حميدتي.. في أشهر قليلة تمكن ابن بادية جنوب دارفور من تغيير المشهد الحربي بأقل تكاليف عسكرية.. لكن الرئيس شعر أن الابتعاد عن رموز الحرس القديم ليس عملاً حكيماً.. من الأفضل أن يكون كل السرب في ساحة الحكم خاصة بعد أن جربوا العطالة السياسية.. من هذا الباب تأتي عودة قوش ومن بعده علي عثمان وربما نافع علي نافع إن لم يمانع.

في تقديري إن الإنقاذ تجاوزت مرحلة الاستفادة من التناقضات إلى صناعتها.. عودة قوش الآن إلى المسرح الإنقاذي تعني صناعة مركز سياسي جديد.. الفريق محمد عطا المدير السابق للجهاز لم يكن يرغب في الدخول إلى الملعب السياسي واكتفي بحراسة الملعب من الخارج.. لم يتحدث عطا عن الخلافة السياسية في العام ٢٠٢٠م.. ومن المتوقع أن يكون قوش أكثر وضوحاً في هذا الملف.. الوضوح الآن أمر في غاية الإلحاح للقيادة السياسية.. من هذا الباب سيتم تقديم وجوه جديدة تمتلك الجرأة لقول نعم ولا تكتفي بالصمت.

بصراحة.. أتوقع هدوءً على المسرح السياسي لبضعة أسابيع.. ستدور معارك جانبية داخل المؤسسات.. سيتولى قوش ترتيب البيت الأمني.. ربما تخرج أصوات تصوب النار على المهندس إبراهيم محمود في الحزب الحاكم.. وأخرى توجه الانتقاد لحكومة الفريق بكري.. في كل هذه المعارك سيلتزم الرئيس الحياد ما دامت الأمور تحت السيطرة.

بصراحة أكثر، كل الأزمات غير المتوقعة تولد وتنمو في مناخ الاسترخاء الزائد.. وحينما يشعر القائد أنه يمكن أن يلعب بالبيضة والحجر في ظلمة الليل.

assayha