الخاسر الأكبر بقلم أيمن الصادق

الخاسر الأكبر بقلم أيمن الصادق


02-03-2018, 06:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517678625&rn=0


Post: #1
Title: الخاسر الأكبر بقلم أيمن الصادق
Author: أيمن الصادق
Date: 02-03-2018, 06:23 PM

05:23 PM February, 03 2018

سودانيز اون لاين
أيمن الصادق-sudan
مكتبتى
رابط مختصر

نصف الكوب

[email protected]


تحول كبير شهدته السياسة الخارجية للدول الخليجية وخاصة السعودية والإمارات وتحديدآ بعد الثورة الخمينية المدعومة أمريكيآ 1979،ومعلوم أن الخميني كان على صلة واتصال بالرئيس الأميركي جون كيندي ، وكذلك بعد ما يعرف بحرب الخليج ، وبلغ التحول ذروة إكتماله بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر بالولايات المتحدة الامريكية ، وإعلان الرئيس الأميركي حينها جورج بوش الحرب على الإرهاب ، وكله ألقى بظلاله على خارطة العلاقات الخليجية مع إيران وحلفاءها ، وطبعآ السعودية كانت أحد أذرع الردع الأمريكية ( بالتنسيق العلني والمخابراتي ) ونجد أن المملكة في عهد الملكين الراحلين فهد بن عبد العزيز ، والملك فيصل كانت معتدلة في سياساتها الخارجية آمنة مطمئنة ويُرزق أهلها الثمرات ، وتهتم لتبني مواقف في المنظومة العربية ، ومتسامحة وإنفتاحية في عهد الملك عبدالله ، ولكن للأسف الآن أصبحت مركزآ للشر ، وعدوانية وتراجعت الأخلاقيات فيها لمستوى سيئ سادتي ... فهل يٌعقل أن تستسهل إزهاق آلاف الأرواح في اليمن وسوريآ ، وجعلهم وقودآ في حربها ولعداءها مع إيران ( الشيعة ) ؟! .. وتقدم أشكالآ متنوعة من الدعم للمعارضة السورية التي ترعاها ، وفي الوقت نفسه لا تستقبل اللاجئين السوريين ، أما مأساة اليمن فيكفي مشاهدة فلمَي ( أطفال الجوع ، ووباء الحرب ) الذَيْنِ تم عرضهما على شاشة بي بي سي ( في المنتصف ، والثلث الأخير من العام الماضي 2017 ) ويا لبشاعة الصور ، ويموت الإنسان ألف مرة وهو يشاهده ، وكله في سبيل محاربة إيران ، ويعلم الغاشي والداني أن السعودية تورطت في حرب اليمن ، وإعلانها للتحالف الذي تقوده كان مجرد غطاء ، والحديث المستهلك عن حماية المقدسات وما يتصل غير مستساغ ، وغير مهضوم ، فإن عدنا لموضوع سوريا ففي أواخر يناير من العام 2011 كان بشار الأسد يجري إصلاحات في سوريا وبنهايتها تكون سوريا قد قطعت شوطآ في تحقيق الدولة المدنية العلمانية ، ولكن أبت نفوس محاربي الشيعة إلا أن يأسسوا ويدعموا الصراع المسلح في سوريا التي كانت بها أكبر المدن الصناعية وأقدمها ،وسوريا التي بها العديد من المزارات والمتاحف المدرجة ضمن التراث العالمي ، وكذلك يعتبرها علماء الآثار حول العالم من أهم البلدان التي تُعد مركزآ للحضارات على وجه الأرض ، ففيها عرف الإنسان لأول مرة تخطيط المدن ، وكيف تكون الحياة المدنية ، وشواهد لحضارات قديمة لا يستوعبها ولا يعي قيمتها مثلهم ، ولا أدري أين كانوا وقتها ، وما الأوضاع التي كانوا عليها في تلك العصور ؛ لكننا الآن نراهم يلهثون ليل نهار لصنع تاريخ وحضارة مرة بإستنساخ المتاحف ، وأخرى بصناعة الطقس ولن يفيد ؛ والنتيجة بقاء سوريا تحت الحرب ترزح فيها لسنين والرابح المنتصر هو المعسكر الآخر ( الشيعي ) وأما الخاسر فهو الإنسان السوري ومدنه ومتاحفه وتاريخه وكل ما يتعلق به ،و السعودية وحلفاءها كانوا الخاسر الأكبر لخسرانهم المبين في المال وذهاب الأخلاق ؛ الأخلاق الإنسانية التي تُقدس الحياة ، وتُدين قتل المدنيين والأبرياء ، وكذلك الأخلاق التي تخاصم بشرف ، وتحارب بشرف وتصالح كذلك بشرف .
من جهة أخرى - وهو ما دفعني لكتابة هذه السطور - غياب السعودية عن موضوع الأونروا الذي يتم تناوله بكثرة هذه الأيام بسبب موقف الولايات المتحدة الداعم الأكبر لها ، وأنها ستواصل دعمها للأونروا بعد إستيفاء الشروط التي وضعتها ، وكذلك منذ يومين أعربت الكويت وبعض الدول الأوروبية زيادة مساهماتها في دعمها ولم أسمع تعليقآ من السعودية وأستبعد أن يكون جاستا هو الذي يمنعها إن استصحبنا أنها في كل الأوقات لا مواقف لها تجاه شئ ( ماعدا ايران ) ولا يعرف مواطنها الإحتجاج ورفع لافتة لمطلب أو للتعبير عن موقفه ،،، فصراحة أتمنى خروج الشعب السعودي ولو في مسيرة رافعآ لافتات تأييد للمك في حربه على الشيعة في اليمن !! ؛ ولكن ! .
بحق الله ، وحق الإنسانية ، وحق الأماكن المقدسة التي عندكم خافوا الله في خلقه ، وخافوا الله في الشعب السوري واليمني ... ومعلوم أنكم تلاحقون المد الشيعي حتي في عمق آسيا ، فالدلائل تقول أنكم تحاروب أصحاب مبادئ ولن تنتصرون ، فعاصفة الحزم ، وإعادة الأمل ، وأعلان التحالف الاسلامي لمحاربة الإرهاب ، ومؤتمر محاربة الإرهاب كله لن يصنع لكم مجدآ بين الأمم ، ولن تتغلبوا على إيران التي بناها أبناءها ، وعرفوا الصناعة والإكتفاء الذاتي منذ عقود ، وطوروا قدراتهم العسكرية بأنفسهم .
أخيرآ .
ليت مواطنيً في اليمن ذهبوا كدعاة سلامٍ ؛ لكن لا وزر عليً طالما لم يستفتني أحد !.