اخفاء اعلان الحكومة لافلاس دولة السودان -غير مجد بقلم د.أمل الكردفاني

اخفاء اعلان الحكومة لافلاس دولة السودان -غير مجد بقلم د.أمل الكردفاني


02-01-2018, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517493227&rn=0


Post: #1
Title: اخفاء اعلان الحكومة لافلاس دولة السودان -غير مجد بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-01-2018, 02:53 PM

01:53 PM February, 01 2018

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر


من الواضح من خلال الاجراءات الاخيرة من رفع الجمارك والضرائب وتخفيض سعر العملة بل وانهيار العملة المتسارع ، ان دولة السودان تخفي افلاسها عن الشعب . هذا اتضح في اللقاء الاخير بين الحكومة والصين حين اوردت اخبار الحكومة الرسمية حدوث اتفاق ينهي التوتر بين البلدين والمسائل العالقة فيما يتعلق بالقروض الصينية ، وبقراءة لما اعلنته شركات تقييم الائتمان امثال استاندرد اند بورد وفيش وموديز فان السودان قد خرج تماما من التصنيف الإئتماني العالمي ، وهذا يعني بداية هروب الرأسمال الى الخارج وعدم دخول رأسمال جديد الى الداخل ، شركات ضخمة كدال قروب وغيرها تخسر كل يوم ملايين الجنيهات بسبب انخفاض سعر الجنيه وارتفاع الدولار ، ومن الواضح تماما ان خزنة الدولة صارت خاوية على عروشها تماما ، خاصة مع مئات المشاريع الفاشلة (والتي فشلت بسبب الفساد) و التي تم تمويلها بقروض ربوية عالية الفائدة ولم تتمكن من تحقيق اي عائد يسدد ديون وفوائد انشائها . لقد اعلنت العديد من الدول افلاسها كالارجنتين وكاليونان وكروسيا عند تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وغير ذلك ... واعلان الافلاس لا يعني افلات الدولة من التزاماتها تجاه الدائنين بل يعني ان الدولة تطلب من الدائنين هيكلة ديونها او التعرض لعقوبات اقتصادية شديدة ، كما يعني اعلان الدولة لافلاسها طلبا من صندوق النقد او نادي باريس بتقديم قروض مليارية لخدمة الدين العام ...لقد انتهى عهد احتلال الدول الدائنة للدول المدينة كما فعلت اوروبا مع مصر مثلا ، ولكن الاحتلال يعد اخف وطأة من العقوبات والآثار السلبية للفلاس على المواطنين.
من الواضح ان السودان الآن مفلس تماما مهما حاول النظام اخفاء هذه الحقيقة لفترة اطول ، فلا سبيل امام الحكومة سوى اعلان الافلاس لتبدأ في اجراءات هيكلة وسداد جادة وحقيقية ، فمحاولات اللعب مع الكبار مضرة جدا ، كمن يغش في لعبة البوكر ، فحتما ستكون نهايته القتل .
لا ارى على الأفق فجرا جديدا ، لأن الأجيال القادمة ستتحمل كل اعباء هذه الحقبة السوداء شديدة الظلام ، وكما جاء في الحديث (اللهم اني اعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) فغلبة الدين تعني مباشرة تمكين الدائنين من قهر المدين حتى يصبح حاله يصعب على الكافر ، ولا تتمكن الشعوب مهما ثارت وقلبت نظام الحكم من تجاهل تراكمات الديون المليارية التي على الدولة ، اعلان الافلاس سيؤدي الى اتخاذ الحكومة قرارات عنيفة كتأميم البنوك ، وارتفاع سعر الفائدة وخلافه من آثار مدمرة ، اعتقد ان لجوء الدولة لنادي باريس او صندوق النقد هو ما تحاول فعله الآن.
النظام في الميزانية الأخيرة اعلن بوضوح انه اتخذ خيار البقاء بالسلاح على البقاء بالعدل والانصاف ، وتفضيل النظام للقوة افضى الى كل هذه الكوارث منذ استيلاء الاسلاميين على السلطة عام 1989 وحتى اليوم....
ربما شهرين او ثلاث على اقصى تقدير وسنسمع اعلان دولة السودان لافلاسها .... فاذا صبر الشعب فان الدول الدائنة لن تصبر أكثر من هذا ...