هذا هو الدليل .. !! - بقلم هيثم الفضل

هذا هو الدليل .. !! - بقلم هيثم الفضل


02-01-2018, 04:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517456642&rn=0


Post: #1
Title: هذا هو الدليل .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-01-2018, 04:44 AM

03:44 AM January, 31 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

قلنا قبل هذا أكثر من مره أن حكومة المؤتمر الوطني لا يخفى عليها أن أيي حركة جادة في إتجاه إعادة إعمار الإقتصاد السوداني وتدوير عجلة التنمية والإنتاج لا يمكن أن يُهمل في تخطيطها ما يختص ببناء الإنسان أو الكادر البشري الذي هو في نهاية المطاف هو من سيجعل هذه المخططات واقعاً ملموساً وحقيقةً ماثلة ، ولكن من المؤكد أن ما يُحدث للإنسان السوداني وفقاً لتوجهات وقرارات حكومة الحزب الواحد الذي أنهك البلاد والعباد من إفقار وإهمال وإذلال هو دون شك أكبر الدلائل التي تُشير بوضوح أن الإعمار وزيادة الإنتاج وبناء الإقتصاد الوطني من جديد ودعم وتدوير عجلة التنمية هو آخر هموم حكومتنا اللاهثة في دائرة مفرغة للبقاء في السلطة ، والسؤال الذي لا بُد من طرحهُ في هذا المضمار هو(لماذا تفعل حكومتنا ذلك) ، وبالرغم من أن حالة الفوضى والتخبطات العامة التي باتت لا تخطئها عين في كل توجهات الدولة سواء أن كانت سياسية أو إقتصادية أو علاقات خارجية تُشير إلى إستحالة الحصول من مختصين أو حتى مراقبين على تحليلات علمية وواقعية لما يجري في السودان ، إلا أنني سأتبرع وأُجيب على السؤال وأجري على الله ، حكومة المؤتمر الوطني وبما تعانيه من حصار إقتصادي وإنفلات إداري على مستوى هياكلها الإدارية والمدنية بسبب منظومات الفساد التي باتت تصارع الدولة في إختصاصاتها ونفوذها ، ليس لديها أيي خيار على الأقل في الوقت الحالي غير سكب جُل موارد البلاد المُتاحة والتي يأتي في مقدمتها ما يتم نهشهُ من جيب المواطن المغلوب على أمره في شكل ضرائب وجمارك وجبايات ، لصالح تأمين ذاتها وأشخاصها كحكومة غير مُتفق عليها على الصعيد السياسي داخلياً وخارجياً وذلك في مجابهة إحتمالات نشوب الثورة الداخلية ضد الغلاء والفساد وإحتكار السلطة وتسارُع نمو وعُلو الطبقات المنتمية للتيار السياسي الحاكم من المُنظَّمين والنفعيين وإستحواذها على جُل أو أغلب خيرات البلاد ومواردها ومراكز النفوذ فيها ، كما تُسكب تلك الموارد أيضا في مواجهة تنظيمات المعارضة المُسلحة التي هي على إستعداد كلما سنحت الفرصة لأن تمثِّل (شوكة الحوت) التي ظلت هاجساً دائماً يُنغِّص إستقرار حكومة الوطني وشعورها بالأامان ، وهي حين تُضحي بكافة الآمال المُتعلِّقة بإعادة البناء ومحاولة دفع عجلة التنمية وفقاً لإختيارها المُضي قُدماً في الإتجاهات المناهضة لإستقرار ونماء ورفاهية شعبها ، تعلم علم اليقين أن هذا الإتجاه مصيره أن يصطدم بحائط صلد هو إستماتة (المقتول) وتعلَّقه بأيي أمل يُمكِّنه من الخروج من دائرة الهلاك ، لذلك فإن الخيار الذي إتخذته الحكومة والقاضي بمزيد من الضغط والإستنزاف للإنسان السوداني وإعتباره الضالة الوحيدة والمنبع المُتاح على الدوام لإخراج حكومة المؤتمر الوطني من ورطاتها وأزماتها الإقتصادية ، سيزيد بلا شك من إيجابية الحِراك الجماهيري وتفاعله المُثمر مع قضاياه ، ولا أقصد قضاياه السياسية المباشرة رغم أهميتها ، بقدر ما أقصد قضاياه الإستراتيجية المُتعلِّقه بالجنوح الطبيعي والفطري لدى كل إنسان نحو الإنعتاق من آفات إنسانية مُتفق على خطورتها ومآلاتها المدمِّرة وهي بإختصار الفقر والجهل والإذلال والمرض .. اللهم جنّبنا سخطك وعذابك وأجعلنا من الفائزين.