متى نقول للعالم: هنا السودان . . ؟ بقلم الطيب الزين

متى نقول للعالم: هنا السودان . . ؟ بقلم الطيب الزين


01-27-2018, 06:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1517075607&rn=0


Post: #1
Title: متى نقول للعالم: هنا السودان . . ؟ بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 01-27-2018, 06:53 PM

05:53 PM January, 27 2018

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر


في هذه الحياة تتوالى الفرص والتحديات، وتتعدد الخيارات أمام الانسان، فهو الذي يقرر الى أين يمضي فيها، إما تقدماً وإما تراجعاً، وما أقوله مستخلص من واقع التجربة التي عشتها وقد علمتني ان الحياة موقف، وليس توقف، وبهذا الفهم، فهمت لماذا أنجزت الأمم والشعوب التغيير الذي اسهم في إستقرار حياتها ووفر لها الأساس اللازم لاستكمال خطوات بناء أوطانها.
لذا علينا إن أردنا تحقيق التغيير المنشود الذي يكفل لنا الاستقرار كأفراد ومجتمع، فعلينا ان نعمل على التحرر من قيود الحياة وشروطها القاسية وظروفها القامعة للحرية والوعي والمعرفة، لذا على الانسان ان يحدد موقفه ليحقق التغيير ، لاسيما حينما تتكاثف المعاناة وتتناسل الأزمات، التي تؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات والدول والشعوب والأمم، فالتغيير الذي غير مسار حياة الشعوب التي انجزت التقدم والتطور ، صنعته الشعوب والأمم الحية، التي إقتدت بمفكريها ومثقفيها وفلاسفتها وكتابها وشعرائها، الذين وقفوا في صف الأغلبية، فتحققت الثورة في أمريكا، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي، وهكذا إتسعت مساحات الضوء والمعرفة والتوق للحرية والتحرر ، وبدأت الشعوب في ارجاء المعمورة خطواتها للتخلص من شروط الحياة القاسية، وظروفها البائسة .
لذا علينا ان نرى في التحديات التي تواجهنا الآن في السودان، المتمثّلة في حكم الطغيان والظلم والفساد والفقر والجوع والمعاناة والحروب المستمرة، الأمل والفرج الذي يأتي من جوف الأزمة والمعاناة، بان نعد العدة للخلاص من هذه الطغمة القامعة والظالمة لنا كافراد ومجتمعات في المدن والقرى والارياف.
فالحياة بقدر ما تقدم من تحديات وصعوبات وعقبات، أيضا تضع أمامنا الفرص والحلول والمواقف المؤاتية، لذا علينا ان نحدد موقفنا، حينما تتداخل الخيارات، بين اليأس والأمل، بين الاستبداد، والحرية ، بين الظلم والحق، بين الحرب والسّلام، بين حكم الفرد وحكم الشعب، بين الحياة والموت، حتى يكون للحياة معنى وقيمة ان نعيشها، وأهلنا المسيرية يقولون: "السمعة ولا طول العمر".
القرار الحكيم تنطوي عليه صفحات مُشرِقة، وحياة قادمة واعدة وخادمة للجميع، للمجتمع والوطن والشعب، فالذي نفهمه انه اذا كانت المعرفة حدائق فيجب أن نتعلم كيف ومتى نقطف ما فيها من ازهار، عند ذاك ندرك حقيقة المعرفة والإرادة التي تصنع التغيير الذي يفتح أبواب الحياة والامل أمام الجميع، حتى نصل إلى التغيير المنشود،الذي سيترتب على نتائجه الإستقرار، وهو الركيزة الاساسية للانطلاق في آفاق الحياة والتطور والتقدم لنا كأفراد ومجتمعات .
فالخطوة الاساسية لإنجاز التغيير هي المعرفة والوعي والارادة واالاختيار ، لذا يجب ان نتعلم من تجارب الشعوب البعيدة والقريبة، التجارب المضيئة والمشرقة في افريقيا وآسيا، تجارب الدول والشعوب التي اختارت طريق الحرية وتوطين الديمقراطية في عقولها وسلوكها، لنحرر عقولنا من ثقافة الأوهام التي يروج لها نظام الاستبداد وحاشيته من كلاب الصيد، والانتهازيين من السياسيين والاعلاميين والصحفيين، الذين يعملون بكل ما عندهم من خبث ودهاء لخلق التحديات والمعيقات والمخاطر واساليب أخرى كثيرة غامضة، ربما لا نعرفها لكي تقف حجرة عثرة، أمام طموحاتنا وآمالنا وتطلعاتنا في ان نحيا في وطن خالي من الاستبداد والظلم والفساد والقهر والحروب، والمجاعات والجهل والتخلُّف، ومن ثم نوظف مواردنا وثرواتنا بعقلانية وعدالة،
في إطار الدولة المدنية التي تكفل الحريات العامة وتحقق العدالة الاجتماعية، وتطبق القانون على الجميع، وعندها نودع كل ظروفنا البائسة، ونقول للعالم: هنا السودان.
الطيب الزين