ملاحظات على مجالس الرئيس ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

ملاحظات على مجالس الرئيس ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


01-26-2018, 04:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1516979906&rn=0


Post: #1
Title: ملاحظات على مجالس الرئيس ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 01-26-2018, 04:18 PM

03:18 PM January, 26 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



7 زائر 26-01-2018 admin
في أيام مايو الأخيرة كان أصعب امتحان لرؤساء التحرير أن يضعوا الصورة المناسبة للمشير نميري على صدر الصفحة الأولى مصحوبة بكل ألقاب المشير .. البدايات لم تكن كذلك.. حينما وصل جعفر نميري للسلطة عبر انقلاب خور عمر كان يوصف بحب الرياضة ومجالس الأنس.. لم يكن ذلك ينقص شيئاً من حماسه أو قدراته القيادية.. اختلف الانقلابيون في أمر وزارة الدفاع فلم يجد العقيد نميري حرجاُ ان يضعها تحت إبطه.. بعيد سنوات قليلة استأثر النميري بمنصب رئيس الوزراء.. ثم القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الاتحاد الإشتراكي بالطبع كل ذلك مع منصب رئيس الجمهورية.

يوم الأربعاء الماضي صدر مرسوم رئاسي جديد يقضي بتكوين مجالس رئاسية في خمسة مجالات من بينها الاقتصاد والإعلام والعلاقات الخارجية وشؤون السلام والمجلس الخامس يتعلق برئاسة الجمهورية.. الخطوة استندت على مخرجات الحوار الوطني والتي دعت لتوسيع شرايين الشورى خاصة في مؤسسة الرئاسة.. لكن الناظر إلى الأمر من قريب يجد أن الخطوة لم تحقق الهدف المرجو.

ثمة ملاحظات شكلية مثلاً في مجلس الاقتصاد الكلي غاب السيد مبارك الفاضل نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس قطاع الاقتصاد بمجلس الوزراء .. كما غاب عن المجلس وزراء الشعبي الممسكون بملفات اقتصادية في وزارة الصناعة أو التعاون الدولي.. دخل إلى الجهاز التنفيذي المراجع العام وهو منصب له استقلالية تتطلب أن يبتعد عن المجالس التنفيذية.

ذات الملاحظات تنطبق على مجلس العلاقات الخارجية الذي أصبح الدكتور فيصل حسن إبراهيم وزير شؤون الولايات مقرراً له .. في مجلس الإعلام نجد محافظ بنك السودان عضواً.. حتى حسبت أن القرار كان يقصد الكاتب الصحفي الدكتور كمال عبد القادر فوصلت الرسالة عن طريق الخطأ الى شقيقه حازم عبد القادر .. تمثيل الصحفيين في المجلس لا يتعدى ثلاثة أسماء بعضها غاب عقوداً طويلة عن ممارسة المهنة.

في تقديري.. أن المجالس الرئاسية لن تكون ذات جدوى.. قبل أيام كون السيد الرئيس لجنة لمراقبة الأسعار وأخرى للسيطرة على انخفاض الجنيه السوداني.. لم تنجح مساعي اللجان الرئاسية في تحقيق أي من أهدافها.. المجالس الجديدة ستكون عبئاً يتحمله دافع الضرائب ويستفيد منها الأعضاء من أصحاب الحظ السعيد.. بل إن هذه المجالس ستعيد تكويش الملفات على طاولة رئيس الجمهورية وبالتالي يصبح منصب رئيس الوزراء بلا مهام حقيقية.. بل إن هذه المجالس تزيد من الازدواجية في المؤسسات وتضعف من رقابة البرلمان على الأجهزة التنفيذية.

بصراحة.. إن مجالس الرئيس ستكون مجرد كورال موسيقي يجيد كل من أفراده العزف المنفرد.. ومن المهم قراءة الحدث في موسم الصراع على إعادة تقديم الرئيس في انتخابات ٢٠٢٠.. عبر هذه الخطوة تمكن الرئيس من السيطرة على مفاصل كل السلطات .


assayha