اختطاف وطن بقلم ماهر جعوان

04:26 PM January, 24 2018

سودانيز اون لاين
ماهر إبراهيم جعوان-فلسطين
مكتبتى
رابط مختصر

وطن مخطوف

شعب مخطوف

اختطاف الدولة من شعبها

واختطاف الثورة من أهلها

واختطاف الأحرار خلف القضبان

واختطاف المؤسسات من أصحابها فلا تقوم بدورها

الكل مختطف حتى إشعار آخر.

ما يحدث هو شهادة براءة جديدة لأحرار الوطن من جميع الافتراءات عليهم.

ويؤكد للغافلين عن الحقيقية أنه انقلاب مكتمل الأركان ليس على د/ مرسي فقط، بل على الشعب والوطن والديمقراطية والقيم والمبادئ والأحزاب والحياة المدنية، بل انقلاب على حق الإنسان في الحياة عزيزا كريما حرا لإعلاء راية الدين والوطن عالية خفاقة.

اختطاف وطن والجميع يعرف الخاطف ببذلته وهيئته وخلفيته.

يتصارعون فيما بينهم وكأن الشعب لا ناقة له وجمل في الوطن.

يسقطون هيبة الوطن وتاريخه وحضارته ويرهنون مستقبله وكأن الوطن لا صاحب له.

بينما الوطن في لحظة فارقة من تاريخه يبحث عن مخرج من كل هذه النكبات المتتالية والتفريط في حقوقه والتنازل عن ثرواته وخيراته ومقدراته.

يبحث عن أمان لأهله ومستقبل لأبنائه.

يبحث في مبادئ ثورته وتضحيات شبابه لتسلك ثورة يناير طريقها وتحدد خياراتها ولا تستمر المعاناة.

فإما الخروج من هذا النفق المظلم وإما الذهاب إلى المجهول.

الأوطان حزينة بائسة والقلوب مكلومة والعيون باكيه والنفوس ضيقة والأحلام ضائعة والأحرار في الأسر يئنون.

خواطرنا أحلامنا كلماتنا حركاتنا سكناتنا عيوننا قلوبنا أوطاننا صارت حزينة في القلب شيء من الوجع وطني يؤلمني.

تحولنا لسجن كبير سجن في الهواء الطلق سجن لكل الشعب المؤيد والمعارض الموافق والرافض المرضي عنه والمغضوب عليه فالجميع يدفع الضريبة للوصول للحرية أو للحصول على لقمة العيش من عمره وقوته ومستقبل أبناءه بل يدفع الضريبة من تراب وطنه وأرضه ونيله وسيادته.

وأشد من يدفع ضريبة تحرير الوطن هم أسيادنا في الزنازين أشرف وأطهر وأنبل وأخلص وأعلم من بالوطن من حريتهم وأعمارهم وأجسادهم ودوائهم وأعمالهم وأموالهم وترابط أسرهم وآمالهم في تقدم أوطانهم. معاناة ما بين غربة الوطن وتنكر البشر وتنكيل العدو وثكالة الأم والزوجة ويتم الذرية وآبائهم على قيد الحياة.

أكبر عملية اختطاف في التاريخ ليست اختطاف أموال وآثار وجواهر فقط

إنما اختطاف حضارة وتجفيف منابع الرجولة والجينات الايجابية والإيمانية في الشعوب إنها اختطاف وطن.