ذهنية العبد المطيع..!! بقلم عبدالباقي الظافر

ذهنية العبد المطيع..!! بقلم عبدالباقي الظافر


01-24-2018, 03:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1516804888&rn=0


Post: #1
Title: ذهنية العبد المطيع..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 01-24-2018, 03:41 PM

02:41 PM January, 24 2018

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


هدد أمس كرس واري مدير الـ (إف بي آي) بالاستقالة بسبب تدخل البيت الأبيض في عمله عبر وزير العدل.. إن وقعت الاستقالة فهذا يعني مزيداً من المتاعب للرئيس ترامب والذي يحقق جهاز التحقيقات الفدرالي في تواصله مع الروس إبان الحملة الانتخابية في نوفمبر ٢٠١٦.. وكان ترامب قد قام بخطوة جريئة حيث عزل المدير السابق جيمس كومي.. مغادرة المدير الجديد سترسل رسالة سالبة تعضد من تهمة جديدة يجري طبخها على نار هادئة وتتعلق بعرقلة العدالة.. العدالة المهنية داخل جهاز التحقيقات اقتضت إبعاد اثنين من المحققين بعد أن ثبت أن لديهما آراء مسبقة وسالبة في حق الرئيس ترامب.

أمس تحدث والي النيل الأبيض لبرنامج حوار مفتوح بفضائية النيل الأزرق.. عرض عبد الحميد كاشا صحائف إنجازاته الممولة معظمها من المركز أو من رهن الممتلكات العامة للجهاز المصرفي.. لم يكن كل ذلك مهماً.. غير أن الوالي اختصر الحال في كلمة مُعبِّرة حين قال "أنا عبد مطيع لرئيس الجمهورية".. وطابَق كاشا القول بالفعل حينما سمَّى أحد الطرق العابرة باسم المشير البشير.. بالطبع سيكون الوالي سعيداً بتثبيت ملكية العبد المطيع باسمه .

ليس وحده والي النيل الأبيض الذي يعبر عن اختلال العلاقة بين المركز والولايات.. قبل أيام اقترح نافذون في ولاية الجزيرة تعيين مجلس تشريعي من رجال حول الوالي.. الاقتراح يستند على فكرة (الباب البيجيب الريح سدو واستريح) .. ذات الإحساس بالاستسلام للمركز كامِن في معظم الولايات.. السبب أن شعب الولاية في وضع متفرّج.. أما المجالس الولائية فهي في انتظار مِنحة الوالي الشهرية.

لن تستقيم العلاقة بين المركز والولايات إلا عبر عودة حق انتخاب الوالي لمواطني الولايات.. ستكتمل الرقابة التشريعية عند تفعيل قدرة المجالس على إقالة الوالي عبر الأغلبية المطلقة.. صحيح أن توازن السلطات لن يكتمل إلا عبر توفر موارد مالية تجعل الولايات أكثر استقراراً واستقلالاً بعيداً عن المزاج المركزي الذي يمنح من يشاء ويمنع من يشاء.

ربما لاحظت أن الحزب الحاكم كان سخياً في توزيع المغانم على أحزاب الحوار .. تنازل المؤتمر الوطني عن نصف حصته الوزارية ولكنه تمسك بكل مناصب الولاة.. لم ينتبه كثير من الناس عن إصرار الوطني على توطين كل الولاة.. لكن الناظر للأمر من قريب سيكتشف أن الرئيس البشير أدخر الولاة ليوم الحوبة.. إنه اليوم الذي يفتخر فيه والٍ بأنه مجرد عبد مطيع.

بصراحة.. لماذا يحترم الوالي كاشا مواطني النيل الأبيض.. الرجل يدرك أنه جاء بقرار من فوق.. وأن من يصحح أوراقه ينتظر هذه التصريحات في موسم اختبار النوايا.. أنا الآن أراهن أن كاشا سيظل والياً حتى بعد ٢٠٢٠.


assayha