إلتفتوا لهم ولو مُداهنة .. !! - بقلم هيثم الفضل

إلتفتوا لهم ولو مُداهنة .. !! - بقلم هيثم الفضل


01-23-2018, 04:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1516677839&rn=0


Post: #1
Title: إلتفتوا لهم ولو مُداهنة .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 01-23-2018, 04:23 AM

03:23 AM January, 22 2018

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

وظهرنا المُثقل بهموم العيش على تفاوت إمكانياتنا ، بعد أن رفعَّت حكومة المؤتمر الوطني رايتها السافرة التي لا مراء حولها وقد خُط عليها (البقاء والرفاهية لنا وحدنا) ، وأزيد عليها (فليذهب المناوئون والواقفون على الحِياد إلى الجحيم) ، لا بُد ولو على حين خِلسةٍ من أوجاعنا وهمومنا اليومية أن ننظر إلى ما حاولنا من حُطام الأجساد والمعنويات والكرامة الوطنية ، ففي هذا الوقت ومنذ يومين سابقين تتداول وسائط النشر الإلكتروني صوراً وفيديوهات مُفزعة لبعض الكرام من أبناء هذا السودان المجيد يتعَّرضون للتعذيب في ليبيا ، ولا صوت لحكومتنا ولا لوزارة خارجيتها ولا سفارتنا في ليبيا تُعلن ولو تعاطفاً مع أهل هؤلاء ومع هذا الشعب المطعون يومياً في كبريائه وكرامته أنها تتابع أو تهتم للأمر ، وللحقيقة فنحن حينما نطلب منهم ذلك على علمٍ تام أن ما سيصرحون به أو يعلنونه سيكون كعادتهم وعهدنا فيهم مجرد الخواء والكلام الذي يذهب مع الريح ، لأننا نعلم مُسبقاً مقدار قيمة الإنسان السوداني عندهم بدليل أن تعذيب هذا الشعب قد أُضرمت ناره محلياً بأيدي بعض بنيه من الذين دخلوا في غيبوبة اللهث وراء السلطة والجاه والإستبداد بإسم الشعارات الفضفاضة ، فما بالنا نستغرب إكتراثهم بأن يتم تعذيب بعض أبنائنا من قِبل الأجانب والأعداء ، غير أننا من خلال التلويح المُداهِن بإلتفاتهم إلى رعاياهم في الخارج نسعى إلى الحصول إلى نوع من الإرتياح النفسي الذي يدعم معنوياتنا المتعلَّقة بكبريائنا الوطنيه وإحساسنا بأننا مثلنا مثل باقي البشر ، تسكت حكومتنا تجاه هذا الحدث في الوقت الذي يتدخل فيه الإتحاد الإفريقي بتشكيل لجنة للتحقيق حول الموضوع ، ثم نعودُ مرةً أخرى لموضوع الجوع والفقر الذي حلَّ بهذه البلاد وفقاً لما أرادت شهوة حكامنا تجاه نزواتهم وإشباع حاجاتهم ورغباتهم المنغمسة في مستنقع الأنا وحُب الذات وعدم إستطاعة تلَّمُس حاجة الناس وأوجاعهم وآلامهم ، أدعوكم إخوتي ووفقاً لتفاوت إمكانياتنا المتواضعة نحن (أهل الإتجاه الآخر) ، أن نهتم على مستوى مشاهداتنا الإجتماعية من حولنا لتلك الشرائح الشعبية الأكثر ضعفاً وتأثَّراً مما يجري من إفقار وتجويع من زُمرة المُتعففين ، أبحثوا عنهم قرب المخابز وعلى أبواب الصيدليات وفي ردهات المستشفيات وداخل الأحياء ساندوهم بما تستطيعون ولنحاول بالتعاضد الإجتماعي أن نسُد ثغرة الفقر والجوع والمرض وتشرد الأطفال ، إلى أن تنجح المساعي المؤيَّده بوعده سبحانه وتعالى (إن الباطل كان زهوقا) ، ماذا إذا إنبرى الذين يقيمون الولائم في أفراحهم ومناسباتهم ليفتحوا باباً جديداً لطقوسها المعتادة من خلال دفعها صدقةً جارية للمحتاجين والمعوزين بدلاً من إزكائها للمُترفين من غير ذوي الحوجة والإكتفاء بتقديم المشروبات ومواد الضيافة البسيطة للمدعوين وفي ذلك بإذن الله أجرٌ عظيم وسُنةً حميدة ربما نلنا بها سبقاً إنسانياً جديداً في مجال التكاتف والتكافل الإجتماعي ضد الجوع والإفقار والإستبداد .