الحزب الشيوعي السودانى وثورة الجياع بقلم محمد ادم فاشر

الحزب الشيوعي السودانى وثورة الجياع بقلم محمد ادم فاشر


01-20-2018, 06:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1516467687&rn=0


Post: #1
Title: الحزب الشيوعي السودانى وثورة الجياع بقلم محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 01-20-2018, 06:01 PM

05:01 PM January, 20 2018

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-
مكتبتى
رابط مختصر



الشاهد أن ما يدور اليوم في قلب الخرطوم عمل من قبيل محاولة توجيه مسار ثورة الجياع ولأن تطورات الموقف الشعبي بدأت تتفاعل مع الاوضاع التي خلقتها الحكومة عندما أضافت بؤسا علي البؤس. إذا كانت الاحتجاجات في أية بقعة في السودان مندلعة في الشمال أو الوسط والشرق والغرب وبل كل مدن السودان ما هو السبب الذي يجعل الحزب الشيوعي يحاول يضيف جهدا من الناحية الموضوعية غير ضرورى وهم يعلمون تماما أن تدخلهم في توجيه الثورة أو تبنيها تصب في الخانة السلبية مع أن جهدهم ليس أكثر من قذف الشعلة علي الحريق الهائل مع الصرخة ومحاولة الحصاد حتي قبل الزراعة بصناعة البطولات في الاساس غير ضرورية.
نعم ان القضايا السياسية المتأزمة ، كثير من القوي السياسية التقليدية سواء كانت يمينية أو اليسارية تعيش علي قلق مبرر من ثورة الجياع والكل يعلم جيدا ان ثورة المتوقعة والتي طالت انتظارها سوف تستهدف أكثر من الانقاذين الي كل الركن من أركان البيت القديم . نعم أن صناعة البطولات فن انفرد به الكيزان والشيوعيين معا فان احصاء قوائم الطويلة من المعتقلين والمشاركين أو الذين وجدوا وسط الغبار أمثال شباب المناقل وشبيبة الدبة .
بالرغم من أن قوائم الاعتقالات كانت الأطول ومواجهتهم للظروف كانت ومازالت أكثر الصعوبة من غيرهم ولكن القيمة النضالية ذلك الذي يبدأ من الخرطوم وبها تنتهي فإن في الأقليم ليس هناك حماد يستحق الشكر وفي كل الاحوال قد يشكرون علي ذلك ولكن لم تكن كافية لمسح الصورة القديمة القبيحة التي رسمها الأحزاب القديمة بشخوصها وقياداتها وعلي أكتافهم كل معالم الفشل . والحقيقة التي تحاول الكثير تجاهلها اذا نجت منها هذه الاحزاب فإنها لم تكن ثورة بل انقلاب علي النظام وذلك هو الهدف الذي يرمي إليه عبقرية الحزب الشيوعي ومن بعدهم القيادات الثمانينية الذين لا صلاح لهم إلا الجلوس علي تركة الإنقاذ .
والواضح بأن مشروع الحزب الشيوعي يعتبر وضع اول المتاريس أمام الثورة، لأن الثورة التي لم تقتلع الحزب الشيوعي مع الانقاذيين أنها ثورة فاشلة من اساسها وحتي أن تمكنت من اقتلاع حكومة الإنقاذ

والحقيقة الاخري التي يجهلها الأخوة في الحزب الشيوعي أن الشعب السوداني مهد طويلا للثورة المتوقعة منها الحروب التي امتدت عقودا وبات من المحال امكانية إجراء إحصاء عدد الشهداء الذين ماتوا في مواجهه دولة الظلم والمؤسسات الفاسدة والظالمة و واجهت الإنقاذ مئات الالف من الشهداء وتشريد نصف الامة لسنين عددا كلها اجتهاد وكفاح دائم ومستمر لرسم المعالم في طريق الثورة واذا كانت كل تلك لم تتمكن من رسم ملامح الدولة المتوقعة فالناس ليس في عجلة من أمرهم ولكن المهم الثورة تكون ناضجة وناجحة وليست العودة إلي مربعة 1989 بسبب الحاجة الملحة للطعام إن من السودانين من عاشوا بدون الرغيف سنينا عجافا ومازالوا.
إن الحالة التي انتهت الدولة السودانية لا يمكن الوقوف عليها بالطريقة التي يفكر فيها الحزب الشيوعي وبعض النشطاء من الأحزاب حيث الامر يدعو للقلق لأن الشئ الطبيعي أن يقدموا لنا التصور للدولة للسودانية ما بعد الإنقاذ منه يبدأ التقييم الجديد الذي يحملونه لأن إسقاط النظام لم يكن هو الهدف في ذاته ولكن الهدف صياغة مشروع دولة المواطنة لا تحمتي بالمراحيل ولا تحرق المواطنين داخل القطارات وحتي أن توفرت حسن النية فإن كثير من الثوابت قد اهتزت أولها الشكل القديم للدولة السودانية مرفوض مهما تفنن البعض لرسم الدور البطولي ومقدار الاجتهاد للوضع الجديد لأن حالة الضعف التي وصلت إليه النظام بسبب الشهداء وليس بسبب المعتقلين الذين يخرجون غدا وقلادة الشرف علي اعناقهم اذا استثنينا الدماء الرخيصة من أهل دارفور يخرجون من المعتقلات محمولين علي الاكتاف .
أتركوها ثورة الجياع ﻹ تحتاج الي التنظيم فإن التبني الثورات كذبة كبيرة أنها تعرف طريقها ومن تستهدفها فإن بعد الإنقاذين لا شي يستحق المجاملة اما ان تكون دولة لكل الناس او بداية كل الحروب .