قوات مشتركة ..!! بقلم الطاهر ساتي

قوات مشتركة ..!! بقلم الطاهر ساتي


01-19-2018, 02:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1516367875&rn=0


Post: #1
Title: قوات مشتركة ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 01-19-2018, 02:17 PM

01:17 PM January, 19 2018

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: لتأمين حدود السودان و إثيوبيا من مخاطر الجماعات المسلحة ولمكافحة التهريب وتجارة البشر والسلاح، تم الاتفاق على نشر قوات مشتركة على حدود البلدين بولاية النيل الأزرق وإقليم بني شنقول .. هذا ما نص عليه مؤتمر تنمية وتطوير العلاقات الحدودية ما بين ولاية النيل الأزرق واقليم بني شنقول يوم الثلاثاء الفائت بالدمازين، ولقد أحسن السادة بحكومتي النيل الأزرق و بني شنقول عملاً بهذه المبادرة التي تستحق الإحتفاء.. لا تنمية بلا أمن، وذلك كان الإتفاق على توفير مناخ التنمية - بالنيل الأزرق وبني شنقول - بقوات مشتركة تفرض هيبة القانون بالدولتين ..!!

:: ثم أن المجتمعات المستقرة اقتصادياً هي تحمي حدود الدول من (معكرات الصفو).. وسكان الحدود هم من يدفعون ثمن متاعب الحدود..والمتاعب التي كانت تشهدها حدودنا مع تشاد وارتريا واثيوبيا - في السنوات الفائتة - هي التي أفقرت مناطقنا الحدودية وأخلتها من سكانها وجردتها من الانتاج، وكذلك الحال بالمناطق الحدودية لتلك الدول.. وعلى سبيل المثال، قبل الحرب، كان الأهل بدارفور يلقبون الطينة السودانية - المجاورة للطينة التشادية - بالكويت..فالحركة تجارية كانت مُدهشة، ولم يكن هناك حاجزاً حدودياً بين المجتمع هنا وهناك غير فحص هوية العابرين ثم ( أهلاً وسهلاً)..ّّ

:: ولكن أحسنت الحكومات - السودان، تشاد، إثيوبيا، ارتريا- عملاً حين استبدلت حدود المتاعب بحدود المصالح.. واليوم فضل الله ثم بوعي الحكومات، حلت - على حدودنا مع اثيوبيا - محطات الكهرباء وأعمدتها محل معسكرات الجيشين وأسلحتهما، ومضت طرق الأسفلت إلى حيث تلاقي الشعبين ومصالحهما التجارية، وهي التي كانت تمضي إلى حيث القتال وإستنزاف مواردهما..فالحدود المثالية هي التي تساهم في إستقرار المجتمعات وإنتاجها وتجارتها وتصاهرها، وبها تطوي ملفات الحرب والنزوح والتهريب و النزاع غيره من متاعب الحدود..!!

:: وبالمناسبة، على عكس حدودنا مع مصر، لاتوجد خلافات حدودية ما بين السودان و إثيوبيا .. ومنطقة الفشقة ليست بمنطقة نزاع بين البلدين، إذ هناك اتفاق على المرجعيات والخرائط التي يجب أن تَرسم بها الحدود.. ولم تزعم الأنظمة التي تعاقبت على حكم إثيوبيا بتبعية الفشقة لإثيوبيا، أو كما تزعم الأنظمة المصرية بتبعية مثلث حلايب رغم أنف وثائق التاريخ و قبائل الحاضر.. ومتى ما إكتملت عمليات رسم الحدود ووضع العلامات، فليس هناك ما يمنع البلدين في تحويل أرض الفشقة السودانية إلى نواة للإستثمار المشترك بين البلدين، بحيث يكون العائد حدود مثالية تساهم في إستقرار المجتمعات (السودانية والإثيوبية)..!!

:: إكتمل طريق الساحل - الرابط ما السودان ومصر بالبحر الأحمر قبل أكثر من خمس سنوات..ولكن للأسف، لم تكتمل الإرادة السياسية في مصر بحيث تلتقى مصالح الشعبين عبر هذا الطريق الاستراتيجي للبلدين ..وإذا تجاوزت إرادة السياسة المصرية (محطة الإحتلال)، فليس يكن هناك ما يمنع تأسيس مناطق ومجتمعات مستقرة تحمي حدود البلدين وتدعم اقتصادهما، أوكما الحال الراهن مع إثيوبيا وأرتريا وتشاد وإفريقيا الوسطى ..أما حال المناطق الحدودية بالسودان وجنوب السودان، فبعد أن كانت تصطلي بنار (حربنا فقط)، شاء القدر بأن تصطلي بنار (حربهم أيضاً)، ولا يزال الوجدان الشعبي - هنا وهناك - يترقب حدوداَ المجتمعات المنتجة والمحمية بالقوات المشتركة، وليست المتحاربة..!!


fb