Post: #1
Title: أرحنا منه !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 01-18-2018, 04:21 PM
03:21 PM January, 18 2018 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *كان (حمودي) يحب الأخبار الصاعقة..
*الأخبار التي تجذب انتباه الناس... وتستثير فضولهم... وتشغلهم عن شواغلهم..
*وحمودي هو اسم الدلع لأحد أبناء عائلتنا... حين كنا صغاراً..
*وأخباره الصاعقة هذه كانت دائماً تأتي في شكل جملة غير مفيدة..
*جملة ناقصة لا يقدر أخصب خيال على ملء فجواتها..
*جملة مثل كثير من جمل أخبار زماننا هذا الرسمية عبر (حمودي) الكبير..
*والفارق بين (الحموديين) أن الثاني هذا مجبر على ذلك..
*أما الأول فكان يجيء مهرولاً نحو الكبار ليصرخ أمامهم مثلاً (خلاص طرشق)..
*ثم ينتظر قليلاً ريثما يستمتع بأثر خبره على الوجوه..
*ثم يهرول مبتعداً- مرة أخرى- تاركاً إياهم يتساءلون بحيرة (إيه هو اللي طرشق؟)..
*فهو لا يهمه إن عرف الناس أم لم يعرفوا...المهم أنهم صُعقوا..
*بينما حمودي زماننا هذا- الكبير- هو ذاته لا يعرف..
*ويأتي مهرولاً ليُخبر الناس- عبر وسيلته الإعلامية - بما يعرف أنهم لا يعرفونه..
*وكيلا نستطرد في التنظير أكثر إليكم نموذجاً طازجاً..
*ففي صحف البارحة جاء العنوان التالي (بكري يوجِّه بتنفيذ توصيات الحوار)..
*فإن كان بكري (يوجِّه)... فمن الذي (يأمر)؟!..
*ثم التوجيه لمن؟... وليفعل ماذا؟... وما هو نوع التنفيذ ؟!..
*فهو عنوان ناقص... لخبر ناقص... (موجَّه) إلى شعب (مش ناقص)..
*فالناس أصلاً (اللي فيها مكفيها)...... وزيادة..
*وهي ليست (فائقة) مثل أناس زمان لتثير فضولهم أخبار حمودي الصاعقة..
*فإن كان القصد صعق الناس بمثل هذه الأخبار فلن يحصل..
*لن يُصعقوا... ولن ينزعجوا... ولن يفرحوا... ولن يحدث لهم أي شيء البتة..
*فأسلوب الصعق عبر مفردة (وجَّه) ما عادت تؤثر فيهم..
*فهم اعتادوا- سنين عددا- على هذا (التوجيه) الذي يأتي في سياقات جمل ناقصة..
*سيما إن كان من علٍ... من تلقاء من في يده (القلم)..
*فمثل النائب الأول - ورئيس الوزراء- لا يوجه... وإنما يصدر قرارات..
*والناس سمعوا توجيهات عديدة من قبل... ثم لا شيء..
*توجيهات بمحاربة الفساد... وترشيد الإنفاق... ورفع المعاناة عن الناس..
*ثم ينتهى كل شيء بنهاية الخطب (التوجيهية)..
*فلا أحد يعلم من المقصود بالتوجيه بالضبط؛ لا من المسؤولين... ولا من المواطنين..
*ومن ثم أضحت أخبار هذه التوجيهات مثل أخبار حمودي..
*بل ومع مرور الوقت تفوقت عليها أخبار حمودي الصغير بقوة التأثير..
*بينما أخبار حمودي الكبير- الصحفي- لا يلتفت إليها أحد..
*وكان عشم الناس في الرجل (القوي)- بكري- أكبر من مجرد التوجيهات..
*ومضى الزمن الآن بحكومته...... والحال في حاله..
*بل ازداد سوءاً ؛ وما زلنا في محطة التوجيه... رغم الانهيار الاقتصادي..
*أخي بكري: بالله عليك (أرحنا من التوجيه !! assayha
|
|