المعيشة جَبّارة والسرقة علنية ! بقلم عبد العزيز التوم / المحامي

المعيشة جَبّارة والسرقة علنية ! بقلم عبد العزيز التوم / المحامي


01-15-2018, 04:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1516031376&rn=0


Post: #1
Title: المعيشة جَبّارة والسرقة علنية ! بقلم عبد العزيز التوم / المحامي
Author: عبد العزيز التوم ابراهيم
Date: 01-15-2018, 04:49 PM

03:49 PM January, 15 2018

سودانيز اون لاين
عبد العزيز التوم ابراهيم-
مكتبتى
رابط مختصر



بينما كُنت أترجل في إحدي أزقة الخرطوم ‘ فجأةً شقت عنان السماء أصوات نجدة ،حرامي ! حرامي ! وحينما إلتفت رأيت شابان يركُضان وراء شخص أطلق ساقيه علي الهواء بعد أن إلتقف محفظة أحدهما ، وبما انه كان يعدو في ممرٍ لا يعطيه اي فُرصة للإنحراف، وفي الوقت الذي أسير أنا في الاتجاه المُضاد، قد إلتقينا وجها لوجه ،وباغضته بالقول بان يضع يرمي المحفظة ويروح الي سبيله ، وحسنا فعل، وعلي مقربة بضع أمتار وقف ينتظرني، وحينما إقتربت منه ، قلت له : لماذا أرهقت هذان الشابان كل هذا الارهاق ؟ فرد قائلا : المعيشة جبارة ! .
وحينما أخذت المحفظة وسلمتُ لها إياها، رمقني بنظرة تُوحي لكثير من التساؤلات ، شكرتني بحرارة وكان عينيها لم تُصدق ما حصل ، وحالما إنصرفا ، كان يدور في خُلدي حزمة من الاستفاهامات بل وخزات ضمير ! هل انني بهذا التصرف قد فَوّت فرصة لذلك الشخص كان له ان يَسُد رُمق جوعه ! واذا كانت المسالة كذلك ! وماذا عن تلك المسكينة التي أُختٌطِفت محفظتها ، ألم تكن هي نفسها في ذات الحوجة ! حقا كانت أعتبارات الموازنة والتوليفة بين هذين النقيضين عصياً علي عقلي كما حال ميزانية الحكومة علي الفقراء والمعدومين !
بينما يرزخ ويترنح الاخوانيون في نعيم الحياة ورغدها وترفها ، وتهُب عليهم النفحات من كل حدبٍ وصوب ، يُعاني جُمُوع الشُعوب السودانية من سعير شغف العيش وبُؤسها ، هذه الحياة الجهنمية صنعتها أيادي مهرة لا تُجيد سوي جلب المزيد من الفوضي والخراب والآلام للبشرية ، انهم الاخوان المسلمون ! حيث الفساد ،الجوع ،المرض ،الارهاب ،القتل ،التدمير ،التشريد، الابادة الجماعية والتطهير العرقي !.
أخلاقيات الشعب باتت عُرضة للتآكل والهلاك ، والمساومة والتفاوض ، تمشياً من حالة البؤس التي صنعتها هذه العصابة الاجرامية ، حيث اصبح الغش والاحتيال والرشوة مسهلاً من المسهلات الاجتماعية ، ولديها كامل المقبُولية الاجتماعية بل كادت ان تصبح عرفاً اجتماعيا لديها قوة القانون !.
حيث اصبحت المؤسسات الدينية والمساجد تصنع الاوهام ،وتستثمر في الكذب والنفاق والضلال والزيف ، بغرض تثبيت هِمَمَ المواطنين نحو فعل التغيير تحت إدعات لاهوتية زائفة ، تارة التصوير علي أن ما حاق بهم من ضنك الحياة وجحيمها هي من صناعة أنفسهم وذلك من جراء تمردهم وعصيانهم للاوامر والنواهي الإلآهية وإبتعادهم عن شرع الله ! وطُورا أُخري الترويج علي أن الخروج عن الحاكم من التابوهات الدينية ومخالف لشرع الله ! هكذا يوظف أئمة المساجد وخاصة أئمة صلاة الجمعة كل طاقاتهم من أجل ملذاتهم الشخصية ، ومن أجل إستدامة أمد الظلم والاستبداد !
وبعد ان غَدت ظاهرات السرقة والخطف بل التهديد وأخذ مُقتنيات الناس علي مَرآى ومَسْمَع الجميع ، كل ذلك بسبب تفاعل كيمياء الفقر والجوع في الجسم الاجتماعي السوداني،في ظل دولة شريعة إسلامية زائفة تحت أمير مُؤمنين هو ذاته لا يقل زيفاً عن دولته! ، فهل لهذا الأمير الزائف ان يُعلن تعطيل حد السرقة كما فعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في عام الرمادة ؟!.
عبد العزيز التوم / المحامي