الدومة !! بقلم صلاح الدين عووضة

الدومة !! بقلم صلاح الدين عووضة


01-14-2018, 04:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1515942065&rn=0


Post: #1
Title: الدومة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 01-14-2018, 04:01 PM

03:01 PM January, 14 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*كانت تقف وحيدة هناك في أطراف البلدة..

*ويسمونها دومة ود صالح نسبة لإعرابي كان يسكن تحتها في قديم الزمان..

*وقيل إنه كان اسماً على مسمى...أي صالحاً..

*والاسم يشابه - إلى حد ما- دومة أديبنا الطيب صالح الشهيرة..

*ونُسجت حولها الحكايات...والروايات.....و(الرايات)..

*والأخيرة هذه - بين القوسين- كان نسجها حقيقياً بقطع أقمشة مختلفة الألوان..

*بعضها دمور...وبعضها دبلان...وبعضها بوبلين..

*فما من شبر في جسد الدومة إلا وفيه طعنة منجل...أو ضربة سكين..

*والطاعنون والضاربون هؤلاء جميعهم عاشقون..

*وكانوا يفعلون ذلك بوحي من تأثير خرافة قديمة عن (ربط المحبوب)..

*فببركة ود صالح يُربط قلب المعشوق بقلب العاشق..

*تماماً مثل ربط القماش ببعض الشجرة التي ليس وراءها سوى الخلاء..

*وكانت سيرة العرسان تلف حول الدومة أيضاً..

*ثم تُلف قطعتا قماش من ثوبي العروسين حول أي جزء منها..

*وذلك حتى (يرتبط) الزوجان ببعضهما...حتى الممات..

*وظلوا يفعلون ذلك حتى بعد أن حل بكري رباطه بعروسه بعد شهر من (الرباط)..

*وفي يوم فُوجئ أحد زوار الدومة برباط جلدي..

*كان حزاماً جلدياً من شاكلة الذي يربط به الأساتذة - والأفندية - بنطلوناتهم..

*ولاحظ وجود اسمين عليه بخط دقيق؛ علي....وعلية..

*وسرى الخبر في أنحاء البلدة سريعاً...بما أنه كان (رباطاً) غير مألوف..

*خاصةً وأن الاسم الثاني كان معروفاً جداً...بعكس الأول..

*فما من فتاة في البلدة كلها تحمل هذا الاسم سوى ابنة (الكبير) الصغرى..

*وفوق ذلك كانت أشهر فتاة في البلدة بجمالها الغض..

*أما اسم علي فلم يكن يحمله سوى أستاذان......وأفندي..

*أستاذ في المرحلة الابتدائية...والثاني في الوسطى...والثالث أفندي في المجلس..

*ودارت حولهما الشبهات مثل دوران (السيرة) حول الدومة..

*ثم انتبه البعض إلى أن هنالك رابعاً يحمل الاسم ذاته حل في البلدة حديثاً..

*كان صديقاً لشقيق وكيل البوستة...وقدم لحضور زواجه..

*ولم تأخذ تحريات رجال (الكبير) معه طويل زمن حتى أقر بفعلته..

*وقال إنه شاهد علية...وأحبها...وأراد (ربطها)..

*أراد ربطها على عادة أهل البلدة.....ولم يجد سوى حزام بنطلونه..

*وجيء به إلى (الكبير)...واستمع إليه...وأطلق سراحه..

*وفي المساء سمع عبدون (العربجي) أنيناً من جهة الدومة...فتملكه الرعب..

*ثم قاوم مخاوفه وأتى نحوها...وفانوسه يرتجف في يده..

*فشاهد شخصاً (مربوطاً) إلى جذعها...ودماء سياط تسيل على وجهه..

*ولم يكن سوى علي، بدون بنطلون...ولا حزام..

*وضحى اليوم التالي سرى خبر آخر في البلدة.....لا يقل غرابة..

*فقد عُثر على رباط (أنثوي) في الدومة...لأول مرة..

*وقيل إنه يخص واحدة من (علية القوم !!!).


assayha