شيوعي يا (وله) ؟! بقلم صلاح الدين عووضة

شيوعي يا (وله) ؟! بقلم صلاح الدين عووضة


01-09-2018, 12:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1515499186&rn=0


Post: #1
Title: شيوعي يا (وله) ؟! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 01-09-2018, 12:59 PM

11:59 AM January, 09 2018

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*هذا كان نص السؤال الموجه إلى (الوله)..

*و(الوله) هو كاتب هذه السطور... حين كان (ولداً) بقاعات الفلسفة..

*والسائل هو أستاذ الفلسفة الأوروبية...المعاصرة..

*وسبب السؤال أن (الوله) تفلسف حتى على الأستاذ في الفلسفة الماركسية..

*كان قد فرغ لتوه من كتابٍ عن هذه الفلسفة ... من خارج المقرر..

*وحفظ - عن ظهر قلب - فلسفة (الديالكتيك الجدلي)..

*ولولا حادثة الموت الفجائي لصديقه الشيوعي لكان فيلسوفاً ماركسياً الآن..

*وهي الحادثة التي أشرت إليها في كلمة بعنوان (يعني إيه ؟)..

*فزميلي هذا - أيام بواكير الشباب - استخف بعبارة (إن شاء الله)... إلى حد الضحك..

*وذلك حين أوكل لنفسه مهمة إحضار شيءٍ ما لرحلة ترفيهية..

*وقال لمن ذكَّره بالمشيئة الإلهية (إن شئت أنا...لا هو...وسأفعل إن شاء أم أبى)..

*و(شاء الله) ألا يفعل صاحبنا أي شيء...بعد أن قبض روحه ليلاً..

*فذاب غرور التفلسف الماركسي بداخلي ذوبان الجليد مع أول شعاع شمس صيف..

*وذبت البارحة وسط مجموعة كان يُفترض أن أكون أحد قادتها..

*كان يُفترض ذلك لولا توجه الفلسفة بي - وتوجهي أنا بها - نحو آفاق أخرى..

*آفاق بعيدة عن ماركس...وجدله... وماديته.... و(قذارته)..

*نعم ؛ فكارل ماركس لم يكن يجرؤ حتى الخنزير على الاقتراب من غرفته..

*ثم (تعفنت) نظريته نفسها بعد ذلك... وقُبرت مع الشيوعية..

*ذبت إذن في خضم (رفاق) أظلَّهم - وإياي - صيوان عزاء رفيقة درب عركي..

*وصعب علي التمييز بين الحداثويين والتقليديين من الرفاق هؤلاء..

*بين المجددين... والحرس القديم..... من الشيوعيين..

*وبحثت تحديداً عن الشفيع خضر لأن به شيئاً من الفكر التجديدي لصديقي وراق..

*أو ربما كان وراق هو الذي به شيء من فكر الشفيع التجديدي..

*ثم زاد عليه - أي وراق - بمزاوجة مدهشة بين الحداثة الفكرية والأصالة الدينية..

*والآن صاحب هذه الزاوية يتمنى لو أنه أُوتي بعضاً من (إيمانه)..

*ولكن أمنيتي بمجالسة الشفيع تحققت بعد إذ سمعت صوته يناديني من وسط الزحام..

*فوجدت نفسي أجالسه - وآخرين - من أنصار مدرسته التجديدية..

*ووجدت نفسي أيضاً - ويا للمفارقة - أكثرهم (إسلاميةً)...أو هكذا رأوني..

*فقد علموا أن وصول جثمان الفقيدة يتطلب (شيئاً) شرعياً..

*وكنت لحظتها مثل الشعراوي في نظرهم...رغم إنني لا أدري ما هو هذا (الشيء)..

*وضحكت...وضحك الشفيع...وسمعت ضحكة أستاذ الفلسفة..

*فقد سألني أيام غروري الفلسفي الماركسي - بالجامعة - (إنت يا شيوعي وله؟)..

*والآن كأنني أسمعه يسأل (إنت إسلامي يا وله ؟!!).
assayha