الضرب تحت الحزام : الأجندة الخفية ضد الفلسطينيين بقلم عمر الشريف

10:03 AM January, 05 2018

سودانيز اون لاين
عمر الشريف-
مكتبتى
رابط مختصر

يحتفل الشعب السوداني كل عام بعيد الإستقلال منذ عام 1956م وحتى يومنا هذا حيث تقام الإحتفالات والحفلات الراقصة بهذه المناسبة الكبيرة ويطرب الشعب ويتراقص مع أغاني الحماس وأنغام الموسيقي ونعتبر ذلك هو التعبير عن الإستقلال. الإحتفال بالإستقلال هو الإحتفال بالوطنية والتنمية والعمل بإخلاص ومحاربة الفساد وأن نمتلك قراراتنا بدون تدخل أو وصايا خارجية و نصدر منتجاتنا الزراعية والصناعية بدل أن نستورد وأن ننتخب ممثلينا بدل أن ينتخب لنا وأن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وأن نمتلك بنية تحتية متينة وإحتياطى نقدي كبير وجيش قوى قادر على دخر الأعداء وقوة قادرة على الدفاع عن دينها و أرضها وعرضها وشعوب أمتها الإسلامية .
الإحتفال ليس مهرجان وغناء ومسابقات وأشعار وإجازة وخطاب للرئيس أو من ينوب عنه فى الولايات ونثريات كثيرة . لماذا نحتفل ووطننا مثقل بالديون الخارجية التى بلغت 47 مليار دولار بالفوائد من أصل مبلغ 15 مليار دولار. لماذا نحتفل ومرت على الإستقلال 62 عاما ومازلنا نستورد القمح والذرة والملابس . ترك لنا الإستعمار بنية تحتية ومشاريع منتجة ومصانع عالمية فى تلك الفترة لكن أين تلك الآن ؟؟ نفتخر بسد مروى الذى لم يستفيد منه السودان بشىء رغم تلكفته الباهظة والقروض ذات العائد الكبير أم نفتخر بالكبارى التى تم إنشاءها على النيل الأزرق والأبيض ؟ لقد ترك لنا الإستعمار من عهد حكم الدولة التركية (1875 م) خطوط سكك حديدية حتى اصبحت من أطول الخطوط الحديدية فى الدول العربية والإفريقية ( بلغ طولها 5898 كليومتر) وترك لنا أسطول طائرات يتكون من 4 طائرات من طراز هافلاند البريطانية و 9 من طراز دوغلاس دى سى 3 (1952م) وفى عام 1990 تم إنضمام طائرات إيرباض الأروبية التى كانت تنقل المسافرين والبضائع الى المطارات العالمية أين تلك الآن ؟ وأين خط هيثرو العالمى ؟.
أين الخلل الذى صاحبنا طوال 62 عاما الماضية لقد بدات ماليزيا بعدنا وأصبحت أفضل مننا فى كل الخدمات وكذلك دول الخليج و أثيوبيا وأرتيريا حتى جزر القمر وجبوتى التى نالت استقلالها بعدنا وغيرها من الدول التى تتميز عننا بكثير من الخدمات والصناعات وبلادنا ولله الحمد تصدر أكثر من 80 طن من الصمغ العربي الذى لا يتوفر بكثرة الإ عندنا وترك لنا الإستعمار مشاريع زراعية كبيرة كانت أساس إقتصادنا وحضارتنا تربطنا بالعالم الخارجي الى وقت قريب وبلغت المساحة الزراعية 4.7 مليون فدان منها مشروع الجزيرة 2.12 فدان . وحسب تقرير منظمة الفاو لعام 2010م السودان من الدول الأولى فى العالم فى إنتاج لحم الأبل (50.600 طن ) وقصب السكر (672.800 طن ) بينما جاء ترتيبه الثانى عالميا فى إنتاج ألبان الأبقار الطازجة (5.373.000 طن ) ناهيك عن الذرة والذرة الشامية والفول والدخن وكثير من الفواكة والخضروات وأخيرا الذهب .
الخلل فى سياستنا ووطنيتنا وتفكيرنا ليس هناك سبب آخر؟ بلادنا تمتلك الأرض الزراعية الخصبة والمياة المتوفرة سوى كانت نيلية او جوفية أو أمطار وبها ثروة حيوانية كبيرة وتنتج البترول والذهب وبعض المعادن الأخرى ولدينا المناطق سياحية كثيرة ومتنوعة ومحميات طبيعية لكننا لم نستفيد منها . لنعترف بأخطائنا السياسية بدليل كثرة الأحزاب والحركات المسلحة وطول فترة الحكم وتوظيف من غير الكفاءات والتنافس الشريف ولنعترف بعدم وطنيتنا لنحصر إستثمارات بعضنا خارج السودان وخاصة فى دبى وماليزيا وغيرها من دول العالم ولنعترف بتفكيرنا الذى تغلب عليه العاطفة وعدم فهم المستقبل وبناء علاقات دولية حسب المصالح المشتركة .
ليس لدينا طرق معبدة ولا مصانع منتجة ولا مزارع مثمرة ولا خطوط جوية وبحرية مؤثرة عالميا ولا قوة ضاربة تنهى التمرد والإحتلال ولا مصانع حربية تغنينا عن الإستيراد ولا عملة عالمية تتحدى إنهيار الإقتصاد العالمى وتقف فى وجه الدولار الضار. حتى الآن لم تشبع البطون ولا إرتوت الأجواف من المياة رغم كثرتها ولا شفيت الأسقام بسبب المستشفيات المهيئة ولا العلاج المتوفر ولم نلحق بالتطور العلمى لعدم توفر المادة العلمية المفيدة والمحاضر المخلص ولم ننافس طيران العالم ومازالت مواصلاتنا بالأمجاد والحافلات الهالكة والركشات بينما جيراننا يمتلكون المترو والقطارات الحديثة والباصات المريحة . لقد تفوقنا فى عدد وزراء حكومتنا ووزراء حكوماتنا الولائية وفى عدد أعضاء البرلمان الذى يعجز عن رفع معاناة المواطن ومازلنا نحتفل بالإستقلال ... أى أستقلال هذا وأى أحتفال هذا ؟ يحق لنا الإحتفال بالإستقلال عندما نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ونصدر ما فاض ونحرر ما أحتل من أرضنا .