نوم حضرة النائب البرلماني بقلم عمر عثمان

نوم حضرة النائب البرلماني بقلم عمر عثمان


12-31-2017, 10:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514755372&rn=0


Post: #1
Title: نوم حضرة النائب البرلماني بقلم عمر عثمان
Author: عمر عثمان-Omer Gibreal
Date: 12-31-2017, 10:22 PM

09:22 PM December, 31 2017

سودانيز اون لاين
عمر عثمان-Omer Gibreal-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

عمود – الى حين


* البرلمان له ثلاثة مهام , التشريع و الرقابة و تمثيل الشعب ,, و لكن فى بلادي تشريح و قوانين الرقابة على الشعب و التمثيل على الشعب ,, و النائب البرلماني عندما يتم ترشيحه لخدمة منطقته ,, فينسي منطقته ,, و لكنه ما يزال يحمل اسمها ,, و قد يقذف بك حزب أو حظوة أو حظ في كرسي البرلمان ,, و سيتحدثون عن الميزانية و قفة ملاح المواطن ككل عام ,, ثم ينامون ,,

*فى مرات كثيرة تقاطعك الأقدار لتعرف أشياء تجهلها و تجعلك تقف مندهشا محتارا ,,

* دعوة إلى اجتماع بحضور نائب برلماني و أول مرة التقي بهذا النائب و لجنة شعبية و مشكله عالقة تخص أبناء المنطقة , فكنت احد حضور الاجتماع مع حضرة المحترم النائب البرلماني صاحب الكلمات المنمقة الرزينة و البدلة الأنيقة و العربة المظللة ,,

* أي اجتماع محدد بزمن و أدارة جيدة للوقت ,, تحديد المشكلة و اقتراحات الحل و النقاش فى هذا الإطار و فى مؤخرة الاجتماع النتائج و التوصيات ,, هكذا حسب علمي و فهمي البسيط ,,

* كنت احسب ان مثل هذه المشكلة و هذا الاجتماع بالنسبة للنائب مثل حلاوة قطن سيذيبها تحت أسنان خبرته و أفكاره ,,, نائب برلماني يساهم في حل مشاكل بلاد بطولها و عرضها ,,

* حضرة النائب يناقش الحضور في أول الاجتماع بأنه يقف مع مطالبة أي فرد بحقه و مقابلة المسئولين ثم لم تمضي نصف ساعة حتى غير رأيه و بل هدد الجميع بأنه يمكن ان يتصل بذاك و يطالب المسئول الفلاني بعدم مقابلتهم ,, تبدل المواقف في لحظات ,, و بدلا من طرح الاقتراحات مباشرتا في الاجتماع و مناقشتها طالب بكتابة الاقتراحات بين أصحاب الإشكالية ,, و تخصيص اجتماع آخر بين أصحاب الإشكالية أنفسهم ,, و تبديد الوقت اذن فلماذا كان الاجتماع ,, و مجمل الاجتماع كان عبارة عن هرجله و نصائح عائمة و ونسه و تبديد للوقت ,, و ليس به اقتراح او حل ,,

* كتب هؤلاء البسطاء اقتراحات بحماس ,, ثم يمضى الوقت و لا رد سواء شفاهتا أو عبر الهاتف ,, من خلال ضحكة بائسة عرفت لماذا ينام النواب ,,

* هو كغيره يثبت حضور وهمي و وعود و كم كلمه تجعل البسطاء يشعرون بدفء الأمل و يصفقون و يفرحون و يضحكون ,, فأوقات البسطاء غير مهمة فليبددها , و لكن وقت المسئول مهم جدا ,,

* هذه المعادلات تحل معادلات غيرها و هذا التصرف عينه لآلاف العينات منذ الاستقلال ,, نسخ متشابهة متكررة من الفشل ,, و نظريات لم تقدم للبلاد شئ و في خانة الفعل دائما صفر ,,

* كلما أتذكر سعادة البسطاء بوجود النائب ومن ثم خيبة أملهم تتملكني الحسرة على البلاد فهذه الطيبة و هذه السذاجة أس بلاء البلاد ,, لذلك الشعب الطيب ظل يصفق للوعود و ينتظر الأمل و الفرج ,, و كل المسئولين يوعدون بالرخاء و النماء و بالتمنى و بالطبع لم و لن يحدث ,, و لكن الذي يحدث استمرار تلك الوعود بلا عمل ,, وسيظلون يضحكون على البسطاء و ما يضحكون إلا على أنفسهم ,,

* مجرد موظفين أو طلاب في فصل دراسي يصفقون حينا و يرفعون أيديهم بالموافقة من ناحية أخري ,, و في مرات يصرخ و يقفز احدهم منفعلا ثم لا يلبس أن تخمد انفعالاته ثم يؤيد و يوافق بدون أن يسمع أو يفهم,, فقد صفق سابقا بفرح النواب للزيادات و هذا تاريخ مسجل أمام العدسات ,, لهذا كثير من النواب وجودهم محضر حضور أمام الكاميرات ,, فهل عرفت لماذا ينامون ,,

* و تبقي مبعث حيرتي ليس ذاك التاريخ و ليس الفشل منذ الاستقلال فقد كنت احسب أن الحكماء يعرفون و لكنهم يتجاهلون و كيف يديرون الوقت و كيف يخلصون الى نتائج ,, و لكن السياسيين في بلادي تصطحبهم البركة ,, و يوعدون و لا يوفون و يعقدون المشاكل و يخلقون الأزمات أكثر من حلها دون ادنى شعور بالذنب و بعدها يغالطون و يغضبون ,, فهل بعد كل هذا ننتظر الحل ,, فلنبدأ من الصفر و أقامة دورات تدريبية لإدارة الاجتماعات و أدارة الوقت وشجاعة المواجهة بدلا من الاختباء وراء عدم الرد ,,

[email protected]