وايه يعنى سواكن ؟! بقلم زهير السراج

وايه يعنى سواكن ؟! بقلم زهير السراج


12-31-2017, 09:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514707456&rn=0


Post: #1
Title: وايه يعنى سواكن ؟! بقلم زهير السراج
Author: زهير السراج
Date: 12-31-2017, 09:04 AM

08:04 AM December, 31 2017

سودانيز اون لاين
زهير السراج -canada
مكتبتى
رابط مختصر

مناظير

[email protected]



* بالقراءة والبحث توصلت لكثير من المعلومات التى كانت غائبة عنى، وربما كانت غائبة ولا تزال عن كثير من السودانيين غيرى، وإلا لما تركوا سواكن تنهار أم أعينهم حجرا حجرا ويوما بعد يوم، لتصبح مجرد أكوام من الحجارة والتراب!!

* تُركتْ (سواكن) لقدرها دون أن تجد الاهتمام اللازم، إلا فى فترات متباعدة وبدون نتيجة تذكر، وكم تساءلتُ لماذا لم يهتم بها المسؤولون المثقفون بعد الاستقلال فى الحكومات الوطنية المتعاقبة بصورة جادة، وأخص بالذكر أبناء سواكن نفسها الذين تربوا وتعلموا فى مدرستها التى كانت أول مدرسة نظامية فى تاريخ السودان، فتميزوا على أبناء السودان كافة، لانهم نالوا تعليما جيدا فى وقت مبكر، وأصبح منهم أول قائد للجيش (اللواء أحمد محمد)، وفيما بعد تبوأ واحد منهم رئاسة الدولة (الفريق ابراهيم عبود)، هذا الى جانب عدد كبير من الاداريين والاطباء والضباط، ممن تقلدوا مناصب مهمة فى مفاصل الدولة فى حكومات مختلفة.

* ما زلت أتساءل دون إجابات شافية، ما هى الاسباب التى جعلت الجميع غير مهتمين بهذه المدينة العريقة مهملين تراثها وتاريخها المجيد، وأستثنى بعض مديرى مصلحة الآثار وأخص السيد نجم الدين محمد شريف، الذى حاول الاستفادة من بعثات اليونسكو التى كانت تعمل فى آثار النوبة، وطلب منهم عمل دراسات للحفاظ على ما تبقى من سواكن، وإذا راجعنا تاريخ المحاولات للحفاظ على تراث هذه المدينة، نجد مجهود الأجانب الذى بذلوه وفهمهم لسواكن متميزا، مقارنة بالدور الوطنى وموقفه السلبى.

* لقد ظلت سواكن وقيمة تراثها مفهومة تماما للأغراب من مستعمرين وغيرهم، منذ محاولات غزوها من جيوشهم الاستعمارية المتعددة فى أزمان مختلفة، وما زالوا يعرفون قيمتها حتى اليوم، يقابل ذلك عدم فهم واهمال تام من قبل كثير من المواطنين السودانيين، مع انه من المفترض أن يكونوا أكثر فهما وتحيزا، لكن الغريب فى الأمر أن سواكن لا تعنى لهم شيئا، والاغرب أن بعضهم وقف موقفا عدائيا غير مبرر من مشروع إحيائها، خصوصا أهل الآثار، وكأنهم لا يريدون أن يروها إلا أطلالا، والذين عنت لهم شيئا إعتبروها مجرد منطقة سياحية مُدرة للأموال، ولقد لاحظت ذلك فى نظرة بعض أعضاء لجنة لاختيار مادة ستعرض فى مبان جديدة غاية فى الأهمية، وعن فهمهم لسواكن وتراثها واختلاف هذا الفهم وضحالته مقارنة بفهم الاغراب، ولا أنسى تعليق إحدى أستاذات التاريخ فى جامعة عريقة باستخفاف: "وايه يعنى سواكن؟"، مقارنة بالسفيرة البريطانية التى قضت مدة ساعتين تسأل وتدوِّن!!

* وقف بجانب إحياء سواكن كل من سمع عنه من الاجانب، وحاربه بضراوة أو على الأقل تجاهله كثير ممن لم يجدوا فيه مصلحة خاصة لهم، وأنا فى سذاجتى الأكاديمية لم أكن أتصور أن هنالك من يعطل عملا مفيدا لمجرد جهله به أو لمجرد أنه لا يعود عليه بفائدة شخصية، طبعا كل ذلك إختلف عندما قدَّم أجنبى مشروعا مقتبسا من المشروع الأصلى السودانى!!

* كانت تلك فقرات من المقدمة التى كتبها بأحرف تقطر دماً الخبير الدولى واستاذ الهندسة المعمارية بجامعة الخرطوم (سابقا)، بروفيسور عبدالرحيم سالم محمود، لكتابه المنشور منذ عام 2013 (اسرار سواكن: تراث يفهمه الغريب ويجهله القريب)!!