هل نستأذن مصر والامارات والسعودية قبل ان نستقبل ضيفا.. بقلم د.أمل الكردفاني

هل نستأذن مصر والامارات والسعودية قبل ان نستقبل ضيفا.. بقلم د.أمل الكردفاني


12-30-2017, 08:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1514620568&rn=0


Post: #1
Title: هل نستأذن مصر والامارات والسعودية قبل ان نستقبل ضيفا.. بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-30-2017, 08:56 AM

07:56 AM December, 30 2017

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





رغم أنني ضد نظام الاخوان المسلمين في السودان ورغم انني ضد نظام الاخوان الاردوغاني في تركيا ، لكن ما حدث من اعلام بعض الدول العربية وما دار في وسائل التواصل الاجتماعي منهم كان مستفزا جدا... فبدلا من أن يوجه اعلام مصر والامارات والسعودية خطابه الحاد لدولة تركيا المستضافة في السودان ، هاج ذلك الاعلام وماج ضد الدولة المستضيفة (السودان) وهذا شيء غريب..فمن لا يستطع ضرب الحمار يضرب البردعة ، او ان السودان هو الحيطة المايلة ، فهل السودان عليه ان يحصل على اذن من الدول العربية ليقبل استضافة ضيوفه ؟؟؟ هل علينا ان نستأذن هذه الدول قبل ان نعقد اتفاقية زراعية او تجارية مع اي دولة أخرى لنتأكد من مدى الضرر الذي سيقع على مصر او السعودية او الامارات؟؟؟ إن هذا لشيء عجاب... قامت السعودية ومصر باتفاقات بحرية ورغم الضرر الذي وقع على السودان من هذه الاتفاقيات الا ان الأخير لم يطالبهما بفسخ هذه الاتفاقيات ، ولم يتحرك الاعلام السوداني فارضا وصاية على هذه الدول... اغلب هذه الدول لها علاقات عسكرية بأمريكا وربما اسرائيل ومع ذلك لم يمارس السودان وصاية على سياسات هذه الدول لأنها قضايا تدخل في باب سيادة الدولة واحقيتها في ادارة علاقاتها الخارجية كما يحلو لها..
شيء عجيب ان يتم شتم السودان حكومة وشعبا بهذا الشكل في وسائل التواصل الاجتماعي (بالعبيد والبوابين وغيره) رغم ان هذه الدول نفسها لم تقطع علاقاتها بتركيا بل تتبادل الزيارات فيما بينها ولم تفرض هذه الدول اي حصار على تركيا ولم توقف علاقاتها الاقتصادية ولم تحظر دخول الشركات التجارية التركية لأراضيها؟؟؟
هاجت هذه الشعوب بحكوماتها فقط لأنها تعتقد أن السودان دولة تافهة لا يحق لها ان تخرج عن بيت الطاعة . هذا غير صحيح.. نعم نظام الاخوان في السودان نظام تافه لكن السودان كدولة ليست تافهة .. نحن افضل من الكثير من الدول العربية رغم بؤس الانظمة التي تحكمنا.. واذا كان البشير ضعيفا وبلا شخصية فان الشعب السوداني سيدافع عن سيادة اراضيه وسيادة علاقاته مع العالم...
نحن دولة تمتلك العشرات من الانهار وينابيع المياه والمياه الجوفية كأغنى دولة من ناحية الثراء المائي .. لدينا ملايين الأفدنة الزراعية ولدينا أكبر ثروة حيوانية في العالم تتجاوز ثروة اي دولة اوروبية .. لدينا مهندسين واطباء وعلماء ، لدينا ثروات معدنية في باطن الارض تتجاوز اي مخزون استراتيجي في اي دولة أخرى في العالم...
نعم حكمنا المتأسلمون ودمرونا كشعب لكن أرضنا لازالت خصبة وثرية كأنثى لم تبلغ العشرين .. ارضنا أغنى ارض ... فلا يغرنكم حالنا البائس كشعب ..
ابحثوا في اي دولة عربية عن دولة بكل هذا الثراء ولن تجدوا... ما ينقص هذه الارض هي حكام مسؤولين ومخلصين لها .. ما ينقصها هم نحن ..القادمون بلا ريب لننتزع معاول الهدم من حركات الاسلام السياسي المأفونة ونصنع معاول البناء .
لا نحتاج لأن نستأذن من أحد لنستضيف أي زائر ..وخلال تاريخ السودان الطويل لم يرفض السودان استقبال زائر واحد حتى ونحن في خضم الانحياز الى أحد القطبين في عهد الحرب الباردة... لقد تم استقبال عبد الناصر المهزوم بجحافل من الشعب حتى شعر عبد الناصر-كما وثق لذلك هيكل- انه انتصر ولم ينهزم... استقبلنا كل ملوك الجزيرة العربية هاتفين بأرواحهم بغض النظر عن مواقفهم تجاه قضايانا الداخلية وبغض النظر عن امتناع هذه الدول عن تقديم اي مساعدة ذات أثر للسودان.. من حق السودان ان يحدد وجهات طريقه نحو مصالحه ، سواء لتركيا او ايران او حتى كوريا الشمالية واسرائيل، ولا تملك أي دولة حق الاعتراض على خيارات السودان المفتوحة في تحديد سلوكه الدولي.
اذا كانت مصر او الامارات او السعودية غير راضين عن استقبالنا -لمن قاموا من قبل باستقبالهم - فليقطعوا عنا الطعام والشراب والهواء ، وليمنعوا عنا نفطهم ، او قمحهم او سكرهم ، او ملحهم ، اما اذا كانوا لا يملكون من ذلك شيئا فليعلموا اذن أننا كلنا في قارب واحد... وان قيادة هذا القارب ليست في يدنا جميعا بل في يد القوى العظمى التي هي وحدها التي ستحدد وجهتنا بنفوذها .. ومن كان بيته من زجاج فلا يضرب بيوت الناس بالحجارة...
موقف بعض السياسيين بل وبعض جماهير واعلام هذه الدول كان عدوانيا جدا بدون مبرر سوى الاستهياف والاستخفاف. اقول..اذا كان عندكم مشكلة مع تركيا...فهي اقرب لكم منا..وجهوا اليها صواريخكم ودمروها فنحن لسنا بردعة الحمار ...
وكما يقول المثل السوداني:(عينك في الفيل وتدعن في ظله)...
شيء عجيب...