مصر العثمانية لا تقرأ التاريخ.. بقلم خليل محمد سليمان

07:54 AM December, 30 2017

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-
مكتبتى
رابط مختصر

من المؤكد لا يمكن ان نعمم في الاحكام ولكن دائما يأخذ رأي الاغلبية والعامة ويبقي هو المعيار ،كما في الحالة المصرية التي يصنع الإعلام الموجه كل تفاصيلها، وللأسف لا صوت للعقلاء في مصر لأن المنابر فيها لأصحاب الحناجر والابواق التي تسبح بإسم الحاكم ..

عشت في مصر فترة من الزمان ليست بالقصيرة وتعرفت علي الكثير من تفاصيل الشعب المصري من طيبة وبساطة وعفوية تكدرها سمة الجهل الذي فرضته الطبقية التي ما زالت تضرب باطنابها علي تفكير الشارع المصري عن بكرة ابيه..

في صورة اصفها بالإنفصام وجدتها في مصر ويثبت ذلك مثقفيها وإعلامها علي مدار الساعة..

لم اجد في العالم امة تمجد المستعمر وتجعل منه بطلا ومخلصا إلا في مصر.. عندما تجدهم يمجدون الباشوات اسلاف الدولة العثمانية وعرابهم محمد علي باشا "الالباني" مؤسس مصر الحديثة كما يعرفه كل المصريين..

هناك جملة تجعلك تصاب بالغثيان يسمعها اي سوداني عاش او يعيش في مصر من اي مصري كبير او صغير عاقل او مجنون" الملك فاروق ملك مصر والسودان" في تناقض ينسي كل النخب المصرية ان الملك فاروق آخر عقد المستعمرين، ولم يحكم مصر احد ابناءها منذ آلاف السنين إلا في خمسينيات القرن الماضي بعد ثورة يوليو واولهم كان من ام سودانية عاش معظم حياته في السودان وثانيهم عاش في السودان ويعرف ما هو السودان وشعبه ثم ثالثهم كان من ام سودانية..

للإخوة المصريين الحرية في امجادهم ووجدانهم وان يفخروا كما يشاءون.. ولكن لا اقول ليس من حقهم التقليل من قدر الآخرين لاني لست بناصح بل اقول عليكم برفع الجهل عن امتكم لأن الجهل ينقص من مكانتكم ويسيئ لكم قبل الآخرين.. ونحن في زمن لا يكون الجاهل فيه إلا عدو لنفسه وسيجد نفسه معزولا بفعل يديه..

واهم من يرى في الإساءة للسودان واهله هي مناكفة للنظام او معاداته.. فكل سهامكم تصيب الشعب السوداني فردا فردا وتقتل فيه الثقة المفقودة اصلا والروابط التي لا تنسج إلا بخيوط الوهم..

قلناها مرارا إن مثلث حلايب لا يمثل للشعب المصري مصلحة كما عيشهم الإعلام الواهم والجاهل بانها مسألة امن قومي فالعاقل لا يرى فيها سوى إنكفاءة علي الذات بسبب الجهل والتضليل الذي تمارسه النخبة الطبقية التي تتعالي حتي علي الشعب المصري..

بسبب حلايب التي هي ارض سودانية بالتاريخ والجغرافيا وإنسانها الذي لا يمكن ان تمسح هويته او تطمس ثقافته مهما فعل الفاعلون وعبث العابثون فهم مكون اصيل من مكونات الامة السودانية ..

فمصر الجاهلة حتي عن معرفة نفسها لا اقول ستفقد اقرب من هم إليها بل بالفعل فقدت السودان شعبا كاملا وبلغة النخب الفارغة "امن مصر والامة العربية القومي"..

برغم معارضتي للنظام في السودان و من جرائمه التي لا تغتفر جعل من السودان وضيعا يتطاول عليه "كل من هب ودب"
ارى انهم اضاعوا زمنا غاليا لم يضعوا السودان في قلب الحراك في الإقليم والعالم برغم امكانياته التي تؤهله لذلك..

للأسف ظلوا مقطورة لأجلاف مرابط بعيرهم علي رؤوسهم تزين جهلهم وفقرهم الفكري وتحبس عنها كل ما هو متصل بالعقل والمعرفة والتطور..

السودان مستقبله في الإستقلال بهويته المستمدة من ارضه السوداء التي هي افريقيا وهنا لا اقول السودان افريقيا بل افريقيا هي السودان..

السودان مكانه الطبيعي رائدا وقائدا لافريقيا وحان الوقت ان نتوارى خجلا بإنتماءنا لقوم يفتخرون بالجهل وينصبون له السرادق ويضربون الدفوف ويتغنون بجهلهم وغبائهم..

حان الوقت ان نتجه صوب الجنوب كما فعلت تركيا عندما اغلق الشمال ابوابه في وجهها فهي سيدة تتوق للريادة والقيادة في عالم لا يحترم إلا القوي.. بل نحن كانت وجهتنا شرقا فدخلناها من باب الجهل والتخلف والإنحطاط ..

في الختام ارجوا من إعلام مصر الجاهل ان يسمي لشعبه المغيب حاكما مصريا واحدا علي السودان علي مد العصور..

من الآخر كلنا في الهوى سوى استعمرنا العثمانيون فتحررنا قبلكم بمائة عام من الخلافة التي تقلق مضاجعكم الآن.. ثم إستعمرنا الإنجليز وكان لنا شرف الإستقلال قبل جلائكم!!!..

وإذا أتَتْكَ مَذَمّتي من نَاقِصٍ
فَهيَ الشّهادَةُ لي بأنّي كامِلُ


خليل محمد سليمان

[email protected]