انتخابات شنو؟؟؟ شيء محير!!! بقلم د.أمل الكردفاني

انتخابات شنو؟؟؟ شيء محير!!! بقلم د.أمل الكردفاني


12-19-2017, 03:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1513649775&rn=0


Post: #1
Title: انتخابات شنو؟؟؟ شيء محير!!! بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-19-2017, 03:16 AM

02:16 AM December, 18 2017

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





شيء محير جدا أن يدعو البعض الى المشاركة في انتخابات 2020 التي يتم تغيير الدستور من اجل منح الرئيس امكانية ترشيح نفسه لدورة (ليست ثالثة في الواقع ) بل سابعة .. (اقسم 28 سنة على اربعة واحسب) ... هذه العملية التي تستنزف الملايين ، بدون أي مبرر سوى منح شرعية البقاء للنظام ..هذه الشرعية التي لن ينالها لا بانتخابات ولا بالانقلابات ولا بالمفاصلات ولا بأي خرمجة جديدة..
انا شخصيا ساعطي صوتي للبشير ؛ لأنني من ناحية نفسية اريد أن اشعر بأن صوتي الذي بح من الصراخ سيذهب الى من سينجح فعلا ويكتسح فعلا..فلست من الواهمين الموهومين . هناك واقع يا سادة ، هذا الواقع الذي يتعامى عنه هؤلاء الحالمون رقيقو المشاعر مرهفو الأحاسيس وهم يتحدثون عن ضغط النظام عبر الانتخابات ، عن أي ضغط يتحدثون؟؟؟
في فلسفة القانون يقال بأن الصراع القانوني كأي لعبة ، من يضع قانونها يكسب ، ومن يخضع لقانون خصمه يخسر؛ فمن يضع قانون اللعبة الانتخابية سوى نظام بقى اكثر من ثمان وعشرين عاما في السلطة يؤلف مسرحيات انتخابية ، يضع قانونها وشروطها ويفوز كعادة كل الانظمة الدكتاتورية في العالم . أي نظام دكتاتوري يحتاج لتسخين العملية الانتخابية لمنحها مصداقية ، يحتاج فعلا لهؤلاء الحالمين لكي يقاوموا سيطرة الحزب على المال والاعلام والأجهزة الرقابية والأمنية ويتدافعوا بقوة في عملية انتخابية لكي تتأجج آمال الناس وهم يظنون أنها عملية انتخابية حقيقية ، تماما كالمصارعة الحرة التي ليست سوى تمثيلية تقوم بها شركات متخصصة في تسلية الجمهور عبر سيناريوهات ومفاجآت وهزائم وانتصارات ومناوشات ومعارك ...الخ ...
نعم....يحتاج أي نظام دكتاتوري لتسخين اي كذبة انتخابية ، ليخرج المهزوم وهو يصيح:(لقد انتصرنا ولكن النظام زور الانتخابات) ويصيح النظام :(المعارضة ليس لها شعبية) .. وهكذا يثور الشك لدى المواطنين حول مصداقية اي من الطرفين المتصارعين .
هؤلاء الحالمون ينسون كل الجمل الاستفزازية التي يصيغها اي نظام دكتاتوري قبل البدء في اي تمثيلية انتخابية من شاكلة :(الاحزاب لم تعد نفسها للانتخابات) .. او من شاكلة:(الحزب الحاكم جاهز للانتخابات ومستعد لخوض المعركة) ..الخ .. هذه كلها جمل يتم تشييعها عبر الاعلام الحكومي الموجه ، لا لتخاطب هذه الاحزاب الباهتة حقا وانما لتخاطب الشعب ، لتخاطب الطبقة المسحوقة ، لتهزم فيهم كل روح ثقة في اي قوة سياسية تطرح نفسها على الساحة ، وتطمم بطنهم من اي احتمالية تغيير .... وهذا يعني استسلام مطلق للنظام كمريض الايدز ...
ما يجب ان نقوم به كمعارضين للنظام هو تسفيه هذه التمثيلية الانتخابية في عيون الشعب وليس دعمها وتعزيزها ... تسفيهها واعتبارها مضيعة للمال العام ، أن نعري النظام من كل محاولاته المستميتة لصبغ جلبابه القذر بطهارة الشرعية .. ما علينا هو الابقاء على هذا الجلباب قذرا ونجسا ومرقعا في أعين الجماهير ، لا أن نتحول نحن انفسنا الى صابون ينظف ولو قدرا لا بأس منه.
الا يتساءل اصحاب الطموحات الشخصية من الحالمين عن خمس او ست انتخابات سابقة مالذي حدث فيها ، الا يتذكر هؤلاء كيف استأثر النظام بكل الآلية الاعلامية وبكل مال الدولة وبكل اموال الرأسماليين المتملقين وبكل دعوات رجال الدين وخطباء المساجد لنصرة البشير؟؟؟ وبعد هذا كله ، تم استبدال صناديق الاقتراع ليلا ، ناهيك عن أن اعداد النتيجة يتم من غرفة جهاز الأمن وتعلن من داخل مفوضية النظام؟؟
ماهذا الهبل وهذا الغباء ، عن اي انتخابات يتحدث عنها هؤلاء بالله عليكم؟؟
نعم يمكن للانسان ان يكون له طموحات ، لكن لا يمكن ان يكون له خيالات فصامية شيزوفرينية وضلالات الى هذه الدرجة ، ان كنت تريد ان تصبح رئيسا فقد جيشك واقتحم العاصمة واحتل القصر وان كنت تريد ان تحصل على منصب دستوري فتفاوض مع النظام ، وان كنت ضعيفا فمن الافضل ان تتجاهل كل شيء وتبحث عن لقمة عيشك بكرامة.
اغلب التلاميذ الأغبياء في المدارس يجلسون في اخر المقاعد في الفصل ، ويدخلون الامتحانات بآمال كبيرة ، ويخيب ظنهم ... ثم يصرخوا بعدها بأن هذه (ليست نتيجتنا ... الاستاذ مستقصدنا ) وهذا هو صراخ كل من يبني آماله على السراب....
هذا النظام جاء بالقوة ... وكما جاء بالقوة سيذهب بالقوة ... هذه هي الحقيقة التي يجب أن نضعها نصب أعيننا ...