الدرب الطويل ..!! بقلم الطاهر ساتي

الدرب الطويل ..!! بقلم الطاهر ساتي


12-13-2017, 07:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1513191354&rn=0


Post: #1
Title: الدرب الطويل ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 12-13-2017, 07:55 PM

06:55 PM December, 13 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


:: بعد أن وصفت التغطية العلاجية بالضعف، حذرت منظمة الصحة العالمية من إرتفاع معدل الإصابة بالإيدز في إقليم شرق المتوسط بما في ذلك السودان، ثم أكدت أن (85 %) من المتعايشين مع الفيروس لا يتحصلون على العلاج والأدوية الوقائية، وطالبت وزارة الصحة بادخالهم تحت مظلة التأمين الصحي .. ورأت المنظمة العالمية - على لسان ممثلتها بالسودان د. نعيمة القصير - أن درب السودان للقضاء على الإيدز - بحلول العام 2030 - لا يزال طويلاً .. هكذا الصورة القاتمة التي رسمتها المنظمة العالمية ..!!
:: ومنذ خمس سنوات تقريباً، بشهادة منظمة الصحة العالمية ذاتها، تشهد الجارة إثيوبيا إنخفاضاً في نسبة الإصابة بالايدز، ولذلك وضعها صندوق الأمم المتحدة للطفولة - مع 25 دولة - في قائمة الدول التي تكافح وتخفض معدل الإصابة بهذا المرض بنسبة (90%).. و وكذلك بالجارة الشمالية مصر، تؤكد دوائرها الصحية - وتقارير الصحة العالمية - بأن عدد المتعايشين مع فيروس الايدز لم يتجاوز (230.000 حالة)، وتصف تقارير برنامج الأمم المتحدة هذا الرقم بالقليل مقارنة بالتعداد السكاني..!!
:: فالتعداد السكاني بمصر وإثيوبيا مقدر بتسعين مليون نسمة (تقريباً)، أي عدد السكان بكل دولة ثلاثة أضعاف سكان السودان.. ومع ذلك، كشفت خارطة الايدز في السودان - على لسان وزارة الصحة العام قبل الماضي - عن ارتفاع عدد المتعايشين مع الفيروس إلى (240.000 حالة)، مع إكتشاف حالات جديدة مقدرة ب (22.000 حالة)..وفي شهر يوليو من العام الفائت، قالت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتعايشين مع الفيروس في السودان (70.000 حالة)..تأمل نسبة الزيادة، هذا لو صدقت تقارير ..!!
:: فالراصد لأرقام السلطات المسؤولة يجد أنها تعقد مؤتمرا صحافيا كل عام لتتحف الناس ب (رقم فلكي).. وقبل أن يفيق الجميع من هول الرقم، تلطمهم ذات السلطات- في العام التالي - برقم آخر، أكبر من ذاك..ونتوجس فقط لاغير.. أي لا نسألهم : كيف ومتى وأين تم جمع تلك الأرقام الدقيقة في بلد أكثر من ثلث شعبها لايمكن الوصول إليهم إحصائياً؟..وكذلك لا نحاسبهم : إن كانت أرقام الايدز تتصاعد سنوياً، فماذا تعمل السلطات الصحية أثناء ساعات العمل الرسمية؟.. نعم ليس من العدل - ولا العقل - أن تتناسب أرقام الداء مع أرقام الميزانية تناسبا طرديا كل عام، وكأنهم - بالميزانيات - يكافحون المرضى وليس المرض ..!!
:: والمهم.. تم تسجيل أول حالة إصابة بالايدز في بلادنا في العام 1986م، ولكن لم تعترف السلطات بالداء إلا بعد ارتفاع معدل الإصابة إلي (16 حالة) في كل (1000 نسمة)، وكان ذلك في العام 2002م.. وكان يُمكن تجنب الكثير من الحالات وتوفير الكثير من الأموال لو تعاملت السلطات بالمصداقية والمسؤولية، وليس بالتكتم عليه (سابقاً) ثم - لاحقاً - بالتهريج المًراد به جلب التمويل لا المكافحة .. فالسُلطات في بلادنا تتباهى بانشاء مراكز المتعايشين، ثم تغضب وتُحرض الشيوخ والبرلمان على المطالبين بتوفير وتوزيع (وسائل الوقاية)، ولهذا يصبح درب القضاء على المرض بطول صبر الناس على المسؤولين..!!


fb