اليمن الجديدة.. هل كان الرئيس يعرف؟!! بقلم عبدالباقي الظافر

اليمن الجديدة.. هل كان الرئيس يعرف؟!! بقلم عبدالباقي الظافر


12-04-2017, 02:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1512393100&rn=0


Post: #1
Title: اليمن الجديدة.. هل كان الرئيس يعرف؟!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 12-04-2017, 02:11 PM

01:11 PM December, 04 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

لم تكن الرسالة عسكرية حينما انطلق قبل أسابيع صاروخ من اليمن مستهدفاً مطار الرياض.. المضادات السعودية تمكنت من صد الزائر الغريب.. لكن مجرد الطرق على الباب شكل إزعاجاً للحكومة السعودية والرصاصة التي لا تقتل تدوش، كما يقول المثل الشعبي.. بعدها صرحت قوات الحوثيين أنها أطلقت صاروخاً آخر يستهدف منشآت طاقة نووية في الإمارات .. سارعت الإمارات إلى نفي الادعاء مؤكدة قدراتها الدفاعية في توفير الحماية بل وطالبت مواطنيها بعدم الالتفات لهذه الشائعات.. الصواريخ الدبلوماسية كانت تحمل رسالة من الرئيس صالح المدهون في التجارب السياسية أن الحل السلمي يحقق مكاسب للجميع وبأقل تكلفة.
ما حدث من عراك في صنعاء منذ الجمعة الماضي بين الأعداء الذين جمعتهم ظروف الميدان يشكل منعطفاً جديداً في حرب اليمن.. قوات التحالف رحبت بانقلاب صالح الجديد ولوحت له ببعض الورود.. صالح كان قد استبق التحية السعودية عبر تصريح حمل لغة مهادنة واستعداد لفتح صفحة جديدة مطالباً فقط بوقف فوري لإطلاق النار يستفيد منه في المقام الأول في ترتيب البيت الداخلي.. من الإشارات الجديدة استعداد صالح للوصول لتسوية تعتمد مخرجاتها على تأييد مجلس النواب المنتخب.. وفي هذا تلميح بإمكانية التوافق على رئيس جديد لليمن.. هل سيكسب صالح هذا ما سنعود إليه؟.
في جانب التحالف السياسي والعسكري الذي جمع الخرطوم بمحور الخليج لم تكن خطوة صالح متوقعة بذات النسق.. في أغلب الظن أن جنرال اليمن العجوز تلقى إشارات من الرياض وأبوظبي يسرت له حمل العصا في وجه الحوثيين، كانت هنالك تقارير تتحدت أن واحدة من خيارات الإمارات العربية في إنهاء حرب اليمن إعادة تقسيم ذلك البلد لشمال وجنوب كما كان في السابق.. الأمير بن سلمان اكتشف أن الحرب ذات تكلفة اقتصادية عالية وأن من الأفضل مواجهة إيران في حرب استنزاف بعيدة عن الحدود السعودية.. تحديداً كان ابن سلمان يركز بصره على جبهتي سوريا ولبنان.. لذلك ضغط على مواطنه سعد الحريري لخلط أوراق الساحة اللبنانية عبر تقديم استقالة فيها كثير من الإكراه السياسي. توتير الساحة اللبنانية يعكر صفو إيران ويجذب قدم إسرائيل.. لهذا وجد انقلاب صالح ارتياحاً سريعاً عند القيادة السعودية.. بل في الخطوة طَي للملف بصورة تحفظ ماء وجه القيادة السعودية التي أخطأت التقدير حينما ظنت أن عاصفة الحزم مجرد رحلة جبلية شاقة تنتهي في أيام معدودات.
في تقديري.. إن التسوية المفاجئة في اليمن تستخلق واقعاً جديداً في الساحة العربية.. أبرز الخاسرين سيكون الرئيس اليمني هادي منصور المقيم بالمملكة العربية السعودية.. أغلب الظن الرئيس هادي ستمدد إقامته الهادئة في المملكة بعد أن يحمل صفة رئيس سابق.. يبدو أن السودان سيكون الخاسر الثاني من هذه التسوية.. لم تكن في يد الحكومة السودانية بطاقة ضغط في وجه الأصدقاء الجدد سوى التواجد العسكري السوداني في جبال اليمن.. نهاية هذه المرحلة ستعود بالخرطوم إلى مناخ العزلة السابق للمصالحة التي أرسى قواعدها الملك سلمان.
في تقديري.. يبدو أن الرئيس البشير كان يملك معلومات كافية عن تطورات الأحداث في اليمن قبل أن تطأ أقدامه مدينة سوشي الروسية الدافئة.. تحت هذا الواقع أخرج الرئيس بطاقة جديدة حينما طلب بشكل مفاجيء من الروس بسط حمايتهم على الساحل السوداني.. ثم غازل إيران رافضاً أي حرب جديدة بينها والعرب.. وصلت رسالة الرئيس البشير حد الجهر بمؤزارة رئيس محاصر في ظروف بشار الأسد.. هذا يعني أن خطاب الرئيس العدائي تجاه أمريكا حمل صوراً طبق الأصل لعدد من زعماء المنطقة.. عنوان رسالة الرئيس أن خيارات الخرطوم في المستقبل مفتوحة في كل الاتجاهات.
بصراحة.. لا يمكن التنبؤ بما يحدث في صنعاء أو حتى الخرطوم.. المشيران قررا الرقص على حافة الهاوية في جو يمطر قنابل.. لكن الذي لا يمكن إنكاره أن المشيرين صالح والبشير كانت لهما القدرة على التواجد على المسرح السياسي في ظروف ضاغطة جداً وعوامل غير مواتية.. لكن هل تسلم الجرة؟.. هذا ما ستكشفه الأيام.

assayha