يسألونك عن البديل..!! بقلم عبدالباقي الظافر

يسألونك عن البديل..!! بقلم عبدالباقي الظافر


12-01-2017, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1512133618&rn=0


Post: #1
Title: يسألونك عن البديل..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 12-01-2017, 02:06 PM

01:06 PM December, 01 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حينما كان الزعيم ياسر عرفات مهيمناً على الساحة الفلسطينية كانت بعض منصات الرقابة تهمس عن ماذا لو حدثت أقدار الله واستيقظنا وأبو عمار ليس بيننا.. الرجل الذي يجلس في مقعد الاحتياط كان مشهوراً بإيماءة رأسه التي تؤيد الزعيم فيما قاله وما سيقوله.. بعد سنوات قتلت الأيدي المتآمرة أبا عمار حينما دست له السم كما اتضح لاحقاً خلال تقرير مثير بثته قناة الجزيرة.. بعدها اكتشف الناس أن الرجل الهادئ ذا الشعر الأبيض يخفي بين ثيابه قيادياً من طراز خاص.. ملأ محمود عباس خانة الزعيم الراحل بل تفوق عليه بخلو صحائفه من سلبيات الإقامة الطويلة في السلطة.
أمس رمى عادل الباز بسؤال عن فشل الحزب الحاكم ولمدة ربع قرن في صناعة رئيس بديل ليقود البلاد في مقبل الأيام.. الباز رمى بالمسؤولية تجاه الحزب الحاكم.. لكنه قطعاً تجاوز الأسباب ليركز على الأعراض.. بالطبع ليست هنالك أزمة بديل .. أي قيادي حتى من الصف الثاني في الحزب الحاكم قادر أن يملأ فراغ الرئاسة إن وجدت المؤسسات الفاعلة.. ولتأكيد أن الأزمة مصنوعة وتتجاوز حدود الحزب الحاكم أين البديل حتى خارج مؤسسات الحزب الحاكم.
في كل دول العالم المتقدم هنالك آليات ومنابر لصنع القيادة.. مثلاً في الولايات المتحدة تمثل المؤسسات التشريعية واحدة من المسارح التي تقدم وجوهاً جديدة كما في حالة باراك أوباما.. أبطال الجيش الذين يحققون نجاحاً باهرا يكافئهم الشعب بتقديمهم لقيادة الناس بعد خلع (الكاكي)، ويمثل جون مكين نموذجاً حيث جاء من الأسر ليصبح لاحقاً مرشحاً رئاسياً.. في الصين الشمولية يتم تجديد القيادة بالكامل كل عشر سنوات.
في السودان ليست هنالك تقاليد راسخة في صناعة القيادة عبر آليات ديمقراطية.. في كل الأحزاب من يمسكون بمفاصل السلطة لا ينزعهم منها إلا القبر.. التوريث واحد من الأساليب المتعارف عليها.. يمكن أن يكون التوريث عبر صلة الدم أو الولاء لذات المؤسسة.. في مثل هذا المناخ يصعب التنبؤ بالخليفة.. وبما أنه ليست هنالك تقاليد ولا ضوابط ملزمة تصبح البيعة لمن يحدده الزعيم الذي بيده القوة.. بل بإمكان الزعيم أن يوحي للآخرين بعدم وجود من يستحق المنصب.. وللأسف هنالك من يصدق ذاك الادعاء.. التصديق يكون بسبب قلة الحيلة أو الخوف أو الطمع .. لكن النتيجة واحدة عنوانها التسليم.
في تقديري .. يخطئ من يظن أن هنالك أزمة بديل في السودان.. الأزمة يصنعها القادة الممسكون بالمفاتيح.. ويصدقها الذين في قلوبهم خوف أو في بصرهم غشاوة.. حينما مات عبد الرحمن المهدي ظن الناس أن الأنصار قد تفرق صفهم.. ذات الشعور لازم الشعبيين حينما خطف الموت شيخهم الترابي في وضح النهار.. لا أحد كان يعتقد أن ضابط المظلات الذي لا تغيب ابتسامته من الممكن أن يكون أطول حكام السودان عمراً.. لكن البشير فعلها حينما واتته الفرصة في ذاك الفجر قبل نحو ثلاثين عاماً.
بصراحة.. ليست هنالك أزمة بديل في الحزب الحاكم ولا غيره من الأحزاب.. فقط هنالك عجز في الاستبصار فيما وراء الواقع السياسي البائس.


assayha