فى ذكرى مولدك يا نور الهدى : عذرا سيدى يا رسول الله .. ؟؟ بقلم حمد مدنى

فى ذكرى مولدك يا نور الهدى : عذرا سيدى يا رسول الله .. ؟؟ بقلم حمد مدنى


11-29-2017, 10:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511991081&rn=0


Post: #1
Title: فى ذكرى مولدك يا نور الهدى : عذرا سيدى يا رسول الله .. ؟؟ بقلم حمد مدنى
Author: حمد مدنى
Date: 11-29-2017, 10:31 PM

09:31 PM November, 29 2017

سودانيز اون لاين
حمد مدنى-
مكتبتى
رابط مختصر



تمر علينا هذه الايام ذكرى عطرة الاو هى ذكرى مولد المصطفى عليه افضل الصلاة و اتم التسليم .. يتحدث فيها المتحدثون باطياف من الاحاديث تتناول ابعاد شخصيته صلى الله عليه وسلم .. و لكن بعد ان ثثنى الله عز شانه على احد من خلقه يصبح كل حديث بعده تابعا .. و بعد ان يمتدح الخالق عز و جلا عبدا من عباده يصبح كل مديح متمم لفرع و ليس متناولا لاصل .. ؟؟
كان مولده صلى الله عليه وسلم قدرا من قدر الزمان .. و اطارا جامعا للمكان .. و هدفا لاسعاد الانسان .. فهو للكافة بشيرا و نذيرا .. و هو للعالمين رحمة : ( و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين ) لم تتحدث الاية الكريمة عن المسلمين و انما تحدثت عن العالمين كل العالمين .. عن الانسان كل الانسان ( يا ايها الناس انى رسول الله اليكم جميعا ) اذن هى العالمية فى الرسالة و العولمة رحمة للبشرية جمهاء ( فبما رحمة من ربك لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفو عنهم و استغفر لهم و شاورهم فى الاملار ) هى الانسانية فى اسمى معانيها و العفو و الاستغفار و هى الشورى و ليست التسلط و لا يمكن لشخص ان يجمع هذه الصفات الا اذا تمتع بالخلق العظيم و من هنا كانت الشهادة من الله تعالى و التى ليس بعدها شهادة : ( و انك على خلق عظيم ) .. ؟؟
جمع الرسول صلى الله عليه وسلم فى صفاته بين بشرية الانسان و عظمة القائد و امانة الرسول المبلغ : ( اللهم هل بلغت فاشهد ) .. دانت له القلوب و خضعت له الاصحاب و احبته حبا تقدم على المال و الاهل و الولد و مع ذلك لم يفتن فى كل هذا بل كان لهم جميعا اسبق الى انفسهم من انفسهم و ارحم بهم منهم : ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .. و مع نبوته و تاييد الله الوحى له و انضباطية من حوله كان يراعى السنن الكونية فى الحرب و السلم و فى العلاقة مع الاصدقاء و الحروب على الاعداء .. ؟؟
كان صلى الله عليه و سلم يطبق تماما مبدا الاعداد : ( و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) .. و مبدا الاعتماد : ( فاذا عزمت فتوكل على الله ) .. كان يؤمن ان فكرة الدولة لا بد لها من دولة الفكرة اذن لا بد لها من محضن و انصار فكانت الهجرة النبوية .. و كان دستور المدينة المكتوب و كان الدفاع عن الحق بالقوة اذ ان الحق لا بد له من اسنان تحميه و الفكرة لا بد ان تاتى يوم تحتاج الى مدافعة و الا فسدت الارض : ( و لو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ) ( و لو لا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ) .. و لم يكن الذين يخالفونه فى الراى الا بشر يخطئون و يقبل مخالفتهم و يحاججهم بالحوار : ( و جادلهم بالتى هى احسن ) و يوصى بهم خيرا : اوصيكم باهل الذمة خيرا فها هو يقوم لجنازة يهودى فيقال له : يا رسول الله انه يهودى فيقول : او ليست نفسا بشرية .. .. ؟؟
يا رسول الله فى ذكر مولدك اليوم نجد ان امتك عامة مريضة بالشلل الدماغى و فى السودان وطننا خاصة تعانى مع الشلل الدماغى انفصاما فى الشخصية بعد ان خلطت الدين بالسياسة .. ؟؟ حادت عن طريقك الحق و جوهر دينك و تمسكت بالقشور من دينك فقط فاقتصروها فى لحية و البعض فى مسواك و جلباب قصير و هتافات هى لله و بعدها فاصل من الرقص .. ؟؟ الذين يتصدرون المشهد الدينى و من شيوخنا ابعد ما يكونوا عن الدين .. حيث لم نرى قدوة امامنا تعيش كما يعيش افراد الشعب السودانى و تجوع كما يجوعون و لا تجد دواءا كما لا يجدون بل رايناهم يمتطون اغلى العربات و ياكلون اطايب الطعام و يتزوجزن مثنى من النساء و ثلاث و رباع و يتعالجون فى مستشفيات الغرب الكافر الملعون كما يصفونه .. .. ؟؟ نلتفت يمينا و يسارا فلا نرى الا اابناء جلدتنا و السنتا ممن يدعون الانتساب اليك و هم يتقاتلون بينهم و يتكالبون على كراسى الحكم باسم دينك و باسم هى لله هى لله لا للسلطة و لا للجاه و دينك منهم براء مما يقولون فقد كانت للسلطة و كانت للجاه .. فقد اعطوا ظهرهم للاسلام المحمدى و تمسكوا بالاسلام السياسى .. و تدين البزنس .. و مشايخ الاعمال الحرة .. ؟؟
نلفت يمينا و يسارا فنجد علماء اخر الزمان فى وطننا انطبق علهم حديثك عن علماء اخر الزمان الذين حدثتنا عنهم فهم يحللون الربا الذى حرمه الله تعالى من فوق سبعة سماوات و شبهته فى حديثك بنكاح الام .. ؟؟ و يزينون الباطل للحاكم و المسؤل ليضحى الباطل حقا .. و الحق باطلا .. ؟؟ اصبحنا نرجو و نبتغى رضا الغرب الامريكى ربيب الصهاينة حينا و حينا اخر نطلب الحماية من روسيا موطن الشيوعيين الذين طالما وصفوهم بالكفرة و الملاحدة .. ؟؟ يحللون المال المسروق لجماعتهم باعادة جزء منه و التمتع بباقى المسروق حلالا زلالا و قد اسموه ( فقه التحلل ) و تناسوا حديثك : ( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها ) .. ؟؟ لا يسدون النصح لحاكم او مسؤل فى الدولة السودانية و يقولون له اتقى الله فى الشعب السودانى ذلك الشعب المتيم بحبك يا رسول الله .. بل يقومون بتزيين الباطل باسم تطبيق شرع الله .. و شرع الله منهم براء فقد كان مدغمسا .. بل و يتصدون لمن يقول كلمة الحق فى وجه السلطان .. فلا هم ينصحون و لا هم يسمحون بالنصح لمن اراد او وجد لذلك سبيلا .. ؟؟
يا سيدى يا رسول الله : نرى خطوبا تدفعها خطوبا .. و ابناؤك و اتباعك و احباؤك المخلصين يقفون عند مشارف عظمتك و منهجك كل يحاول من طرفه ان ينسج خيطا و لكنهم ما علموا ان الخيوط اذا لم يكتمل نسيجها لن تصنع ثوبا .. و ان الحب اذا لم يكن عارما لن يترك اثرا .. و ان الحق اذا كان وحيدا فلن يقف امام حق القوة .. و ان الظلم اذا لم يكن يقاوم فان فمرتعه وخيم .. و ان الفساد اذا لم يحاصر سيكون سرطان ينتشر و لا يمكن مقاومته .. ؟؟
عفوا سيدى يا رسول الله فقد اصبح جزءا من الفهم السائد اليوم ان منهجك ارهاب .. و خيرك قناة تدعم الارهاب و ذلك بفعل الجهلة ممن يدعون انهم اتباعك و اشياعك فعاثوا فسادا فى الارض و تشويها لما جئت به من منهج سليم لا اعوجاج فيه .. ضاعت المفاهيم بين افراط فى الغلو و تفريط فى الالتزام .. بين تقاليد راكدة تعيق الحركة .. و تقاليد وافدة تصد عن المنهج .. ؟؟
و مع كل ذلك تبقى يا سيدى يا رسول الله نبع مسيرة النهر المستمرة .. و عنوان الحب اذا ضاقت مساحة الحب .. و شذى الوفاء اذا عز الوفاء .. و رمز التضحية اذا قل الفداء .. و يبقى اتباعك المخلصين من امتك و الانسانية يهتدون بهديك الى يوم الدين .. فقد كنت رحيما و رؤوفا و ودودا و سمحا و سموحا و هذه هى صفات الانسان الخلوق الذى جئت لتبلغنا مرتبته .. ؟؟
شعب السودان الذى يحبك يا رسول الله يسالك ان تشفع له عند ربك لعله يتوب علينا و يرضى عنا و ان يرفع عن اكتافنا شذاذ الافاق الذين تسلقوها و تسلطوا علينا باسم دينك الحنيف الذى ساوا بين الحاكم و المحكوم فى كل شى فخانوا الامانة و شتتوا شمل الامة يا شفيع المستضعفين و المنكسرين
سلام الله و صلواته عليك يا حبيب الله و حبيب شعب السودان يوم ولدت .. و يوم مت .. و يوم تبعث حيا


حمد مدنى
[email protected]