الفصلُ بين (الاوقات)!؟ بقلم عوض فلسطيني

الفصلُ بين (الاوقات)!؟ بقلم عوض فلسطيني


11-27-2017, 04:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511795587&rn=0


Post: #1
Title: الفصلُ بين (الاوقات)!؟ بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 11-27-2017, 04:13 PM

03:13 PM November, 27 2017

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواقٌ وأشواك

[email protected]


هُناك الكثير من الموظفين الذين يستخدمون سيارات حكومية خُصّصت لهم لتُساعدهم في آداء عملهم الرسمي، بعضهم في درجاتٍ رفيعة والبعض الاخر من التنفيذيين والتشريعيين في الدولة، السيارات المُخصصة لآداء هذه الوظيفة العامة يُستوجب العِناية بها والمُحافظة عليها، وان يكون لها وصفٌ محدد للإستِخدام، يفصِل فيه المسؤول بين زمن العمل حتى نهاية الدوام، والزمن الخاص بالمُجاملات الاجتماعية والاغراض الخاصة!!
هذا الفصل مطلوب كسلوك حضاري، يجعل صاحبه قدوة لصغار الموظفين!
لكن وللاسف تجِد هُناك من يقودون عرباتٍ حكومية الى مشاويرٍ خاصة، بعد الدوام الرسمي، وبكامِل (الهٓنّدمة) من طاقم حراسات وعربات إضافية، بل حتى السائق نفسهُ يُصبِح مُسخًر ليعمل بالمُلاذمة، دون عدد ساعات حكومية محددة، وفق الوظيفة، فهو يعمل في الحِل والتِرحال،؟
وهناك سيارات حكومية بنمرة بيضاء عامة، واخرى بنمرة صفراء، وهذه كلها تحتاج إلى رقابة، اين كانت هذه العربات وماذا تفعل ولصالح من!!؟ خاصة في أيام العُطلات الرسمية كالاعياد والمُناسبات العامة،إضافة للافراح والاتراح، لان كل هذه المناسبات لا تتصل بخدمة الدولة، إنما هي خصوصيات المسؤول المعني، تتطلب الشفافية مع النفس قبل الاخرين!!
هذا الاستِغلال البشِع جعل العربات الحكومية تشّكو من سوء الاستِخدام و كثيراً ما إنتهت الى دلالة لعربات حكومية، وفي الغالب لا تحتاج إلا لبعض قِطع الغيار لتدب فيها الحياة من جديد، وتكون هُناك جهات بعينها هي المستفيدة من بيع العربات (كخُردة) لمصالحها الشخصية،لذلك فإن حكاية العربات الحكومية مفتوحة الزمن، وبنمرة بيضاء او صفراء ، يجب ان يُعاد فيها النظر، وان يُفعّل قانون رقابة العربات الحكومية، ما دام عطّل المسؤولون ضمائِرهم ولم يُحاسِبوا انفُسهم!!
بالامس كُنت اؤدي واجب العزاء في قُطب الانصار وحزب الامة ورئيس هيئة شورى المعاليا، الراحل الشيخ مُردس جمعة، كان هناك حُضُور كبير من اقطاب حزب الامة، ورموز من القِوي السياسية، على راسُهم حزب المؤتمر الشعبي، والاُمة مبارك الفاضل، فضلاً عن رموز الامة القومي، جميعهم حضوراً في مناقب الراحل ُمردس، كثيرٌ من الكلمات قِيّلت في حق الراحل، وضمن الحُضُور كان متحدثاً الاستاذ مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الامة وزير الاستثمار ونائب رئيس مجلس الوزراء القومي، السيد مبارك الفاضل، حضر في هدوء بلا ضجيج ولا صخب وجلس مستمعاً، حتى اتيحت له الفُرصة متحدثاٌ عن الراحل، تحدث عن علاقتهُ بالراحل،وتاريخه الناصع بحزب الامة، مبارك الفاضل اتى الى صيوان العزاء مستقلاً عربتهُ الخاصة، من ماركة لاندكروزر (GXR) ديزل فضية اللون،معروفة انها سيارته الشخصية منذ عدة سنوات، ربما يعود تاريخها الى العام ٢٠٠٧م اول اصدار لموديل الاوباما، في خِتام المناقِب و بعد صلاة العشاء خرج مبارك في ذات الهدوء وسط مصافحة عدد من الحضور وجماهير الانصار، تجاذبنا اطراف الحديث مع عددٍ من الحاضرين، فعلق احدهم والذي تربطه علاقةٌ رحمية بالسيد مبارك ، قائلاً ان مبارك دائماً يترك عربة الوزارة في الوزارة، ويستقل بعد الدوام عربته الخاصة، في مشاويره الشخصية،،، فكم يكون قد وفر السيد مبارك الفاضل من المال العام، لخذانة الدولة، حينما يفصل بين ( الاوقات) او يتنازل عن خدمة العربة المنزلية وعربة الاسرة وووو،الى أخِر الاسطول المُلحق بسيادة الوزير، وكم من الوزراء ووزراء الدولة ورئيس برلمان او رئيس لجنة برلمانية، وعدد مُقدر من هذه الفئة يملكُون عربتان اوثلاثة عربات من حر مالهم، لكنهم يُشمعُونها ويُرهِقون خذانه الدولة وعرباتها ووقودها حتى يُغادروا المنصب!!
بعدها تُنفّض عرباتهم من الغبار وتُجرى عليها صيانة طفيفة ثم يأذنوا لها بالخروج!!
ما احوجنا للقدوة من الكبار، وما احوجنا لقناعة النفس، فما رايناه من السيد مبارك الفاضل حتى ولو كان من باب الصُدف، فهو سلوك مطلوب من الوسط الدستوري، و مأمول ان يسير السيد مبارك على هذا النهج ويتبعه آخرون، حتماً سيوفروا لنا ملايين الجُنيهات تعود لخذانة الدولة، و سيشعروننا بأنهم جزء منا، لا هوس ولا بِدل سوداء، ولا معافرة ولا جكة ولا مدافرة، فاليمارِس الوزراء هذه الطُقوس (المعيبة) خلال ساعات العمل، لكن حينما يعودون الينا في(بساط) المجتمع عليهم ان يفتحوا ابواب عرباتهم بأيديهم، ويغلقوها من بعد توهُطهم ، فاشوقنا في نموذج من يتقاسم المسافة سيراً بينهُ وبين ابنه ودابتهم، مهما طالت المسافة،وليست نموذج من اسكرتهم نشوة السلطة حتى الثمالة، وعَمتَهم اشواك فِتنتها وعادُوا لا يَبصِرون.

الوان