صحيفة الجريدة الأغنية الوطنية و سِجِل التاريخ المُغلق بقلم هيثم الفضل

صحيفة الجريدة الأغنية الوطنية و سِجِل التاريخ المُغلق بقلم هيثم الفضل


11-26-2017, 06:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511675255&rn=0


Post: #1
Title: صحيفة الجريدة الأغنية الوطنية و سِجِل التاريخ المُغلق بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 11-26-2017, 06:47 AM

05:47 AM November, 25 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

سفينة بَوْح –
منتدى الساحة الخضراء الذي حُظي برعاية مقٌدَّرة من الدكتور/ نصر شلقامي الناشط الطوعي والثقافي المعروف ولأستاذ / محمد آدم عربي مدير الساحة الخضراء الذي أعتبره أول من أضاف المنتوج الثقافي والفكري إلى قائمة ما تقدمه المنتزهات السياحية المفتوحة في السودان من خدمات ، قدَّم الجمعة الماضية في ندوة تحت عنوان (الأغنية الوطنية الحديثة) شارك فيها بالغناء الفنان الصادق شلقامي كنموذج للمغنيين الشباب الذين تطرَّقوا في تجربتهم الموسيقية إلى محطات في الأغنية الوطنية ، وشارك أيضاً في إزكاء أفكار ساطعة حول الأغنية الوطنية وتاريخها في السودان ودورها في بناء التنمية والإستقرار والأمن السياسي والإجتماعي الدكتور/ كمال يوسف الموسيقار والمؤلف الموسيقي المعروف والشاعرين كامل عبدالماجد ومصطفى ود المأمور ، وللحقيقة فإن الأغنية الوطنية لا يمكن تناول محطاتها التاريخية دون التطرق إلى الأحداث السياسية التي حركَّت وجدان شعراء تلك الحقب لتنتج تلك الأطواد الباذخة من الغناء للوطن ، فالإستقلال كان الأب الروحي لكل ما إنجبته أرض الوطن من أغنيات كان قوامها المبدئي والقيِّمي هو الحرية والإعتداد بالذات والتأهب للإنطلاق نحو الحداثة والنماء عبر بنياتنا وموروثاتنا التاريخية المحضة ، ثم جاءت من بعدها أكتوبر المجيدة ثم إنتفاضة أبريل 86 واللتان أيضاً عبَّرتا أيضاً عن تطلعات جيل ما بعد الإستقلال نحو الإنعتاق والديموقراطية والتعبير بحرية عن ما تجيش به أفئدتهم من مشاعر نحو الوطن ، وكما ذكر الدكتور شلقامي في مداخلته فإن أمر الأغنية الوطنية قد إختلط على الكثيرين بين ما يمكن أن يعود للوطنية بمعناها القومي والسامي وبين بعض الأغنيات الحماسية التي تُسمى إعتباطاً وطنية بينما هي مجرد مساجلات أدبية تراثية تدعو إلى القبلية والتعنصر للجنس إبان كان تلك الثقافة سائدة في السودان ، الأغنية الوطنية يا أيها الحادبون والمتحسرون على إنزوائها لا يمكن بعثها من خلال الورش الإدارية والفنية المُصطنعة ولا من خلال المهرجانات والمسابقات ، لأنها إن (صُنعت) على هذا المنوال ستكون حبيسة الأقبية الإلكترونية لمكتبات البث الإعلامي المرئي والمسموع ولن تكون أبداً رفيقةً للناس في الشوارع والمركبات والتجمعات ولأسواق كما كانت أغنيات أكتوبر وأبريل ، ولا مجرد تكرار بثها وفرضها على الجمهور وحدهُ بقادرٍ على أن يكتب لها الخلود كما خلُدت (عازه في هواك) و(أنما سوداني أنا) ، أنما تصبح الأغنية الوطنية جزءاً لا يتجزأ من روح الأمة وبوصلة لإنحيازاتها الحتمية تجاه الوطن ، إذا ما كانت خارجة بتلقائية ومشاعر حقيقية من ضمير الشعراء وأنامل الملحنيين وحناجر المُغنيين ، لا بد أن نعيد إلى قلوب أجيالنا القادمة الوجل والإنتماء العاطفي تجاه السودان عبر فتح مسارات واضحة وغيَّر مُقيَّدة ولا مُزيَّفة تنقل وتُسجِّل وتوثِّق لتاريخ هذا الوطن في أحداثه وأشخاصه بصدقٍ وأمانه ، وذلك لصالح جيلٍ قادم من المبدعين ، يستطيع من خلال تلك القراءة الواضحة بكل تلقائية وبساطة الإلتفات إلى هذا الوطن الذي أنهكته الجراحات بباقة من الإبداعات الوطنية في مجالات الفنون كلها بما في ذلك الأغنية الوطنية والدراما الوطنية والفنون التشكيلية الوطنية ، لن يكون ذلك ممكناً إن لم نفتح الباب على مصراعيه بلا خوفٍ ولا وجل للتاريخ الحقيقي لهذا الوطن .