هل الدستور ليس قرآنا كما قال أحمد بلال بقلم د. أمل الكردفاني

هل الدستور ليس قرآنا كما قال أحمد بلال بقلم د. أمل الكردفاني


11-24-2017, 04:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511537302&rn=1


Post: #1
Title: هل الدستور ليس قرآنا كما قال أحمد بلال بقلم د. أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 11-24-2017, 04:28 PM
Parent: #0

03:28 PM November, 24 2017

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



طبعا الحديث عن الدستور كقيمة قانونية وسياسية ما كان ليكون محل جدل إذا كان من يحكمون هذا البلد رجال دولة حقيقيين ، لكن للأسف فإن الوزراء والمستشارين الذين يحيطون بالرئيس لا يزيدونه إلا خبالا ، لانعدام كفاءتهم في العمل الحكومي بل وربما هم أبناء الصدفة الذين اسعفتهم الفوضى في تسلق أدراج التنفذ السلطوي.
أحمد بلال أحد هؤلاء الذين يوزعون تصريحاتهم بدون أدنى تفكير في العواقب ، وهو يحسب أنه يتملق الرئيس للابقاء عليه في وزارته.
لقد استفحل وباء مثل هذه التصريحات ليشمل أحزاب الفكة والأحزاب المؤلفة قلوبها بالمال والسلطان ، لتنادي هي الأخرى بتعديل الدستور من أجل مد الرئيس بعمر جديد.
ليس هذا فحسب فبلال لم يكتف بمناداته المتملقة بتعديل الدستور بل أهان الدستور وواضعيه اهانة بالغة عندما أفقده اي قيمة وصرح قائلا بأن الدستور ليس قرآنا وهذه المقارنة تكشف عن جهل بلال بالدستور وبالقرآن أيضا فللدستور مجاله المقدس وللقرآن مجاله المقدس ولا تشابه بينهما ليعقد بينهما هذه المقارنة أساسا.
عندما نقول بأن الدستور مقدس ؛ فنحن نتحدث عن قداسة مختلفة عن القداسة الدينية ، اي نستخدم المجاز للتعبير عن قيمة الدستور في حياتنا كلها السياسية والمدنية. عندما نتحدث عن الدستور واحترامه فنحن نتحدث عن الشرعية الدستورية التي يتمسح بها رئيس بلال افكا وزورا ، فليخبرنا بلال من أين يستمد الرئيس البشير شرعيته حاليا؟ هل من الدستور الذي لا قيمة له في عقل بلال؟؟؟ اذا كان الدستور ليس مقدسا فلا شرعية للبشير كرئيس للدولة ، وهكذا يكشف بلال بأن تملقه جاء عن جهالة كبرى قد تفضي الى نزع الشرعية عمن يتملقه . يعتقد بلال أن الدستور ماء على ورق ، وهذا الاعتقاد سليم لأن الدستور كتبه النظام نفسه وكما حدث في رواية مزرعة الحيوان لجورج اورويل فإن الخنازير كانت كل يوم تغير مادة من مواد دستور المزرعة تحقيقا لمصالحها ، وهذا ما صار يتم منذ انفصال الجنوب ، حيث كل يوم يتم خرق الدستور من قبل واضعيه أنفسهم وتعديله بحيث يناسب مقاسهم.
إن أحمد بلال لا يعلم أن الدستور لا قيمة له فعلا بل مجرد حبر على ورق يستطيع أي طفل أن يدخل الى قوقل ويقوم بكتابة دستور أفضل من دستور 2005 الانتقالي ؛ فمجرد كتابة دستور لا تعطيه أي قيمة إن لم يكن هذا الدستور معبرا عن أشواق أمة وشعب وليس فئة تتسلط على الدولة عبر السلاح. ثم يأتي بعد ذلك تفاعل هذا الشعب مع الدستور سواء عبر ممثليه البرلمانيين أم عبر المحكمة الدستورية التي تراقب كل اعمال السلطتين التشريعية والتنفيذية لتؤكد مدى شرعيتها بتطابقها مع أحكام الدستور. عندما يحدث هذان الأمران (ان تكون إرادة الشعب هي مصدر الدستور ، وان يتفاعل الشعب مع الدستور) فإن الدستور يكتسب قداسته الخاصة في قلوب الجمبع حكاما ومحكومين ويصبح خرقه والاعتداء عليه مسبة ووصمة على جبين من يفعل ذلك ، ومن يفعل ذلك يلق أثاما.
لا يعرف بلال كل هذا بل يشوت الكرة (ضفاري) من أجل تملق البشير وتتبعه الأحزاب الجوفاء الخاوية من أي فلسفة او فكر أو تنظير لتدعوا القائد الزعيم الى تعديل دستور مزرعة الحيوان هذا.
في أي دولة نحن... إننا في الواقع لسنا في دولة قانون ومؤسسات ولا يحكمنا رجال دولة ، بل يحكمنا لصوص وعصابات وأنصاف مثقفين وأنصاف جهلاء ومتملقين ، دمروا السودان تدميرا شديدا وسرقوه ولا زالوا يدمرونه ويسرقونه دون أن يطرف لهم جفن او يندى لهم جبين من الخجل .
لقد سئم الشعب منهم وهم يزيدون الشعب خبالا وجهالة ، ويزيدون المأساة والآلام علينا ... ألم تسأموا بعد؟!!!

أمل الكردفاني