استراحة (الحق الواضح) بقلم د. عارف الركابي

استراحة (الحق الواضح) بقلم د. عارف الركابي


11-24-2017, 03:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511534990&rn=0


Post: #1
Title: استراحة (الحق الواضح) بقلم د. عارف الركابي
Author: عارف عوض الركابي
Date: 11-24-2017, 03:49 PM

02:49 PM November, 24 2017

سودانيز اون لاين
عارف عوض الركابي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



وفي يوم الجمعة يطيب لي أن أهدي الكرام قراء عمود (الحق الواضح) هذه الرسالة وهي (هدية) أبعثها لهم عبر (استراحة الحق الواضح) ، فأقول:
إياك.. ثم إياك من اليأس..

أيها الحبيب اعلم وكن على يقين أن ربك على كل شيء قدير .. وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ..
وأنه إذا قال للشيء كن فيكون ..
لا مانع لما أعطى
ولا معطي لما منع
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكيف ييأس من رحمة الله ومن الفرج من يعلم معاني هذه الكلمات العظيمة..؟!
واليأس هو الْقَطْعُ بِأَنَّ الشَّيْءَ لاَ يَكُونُ، وَهُوَ ضِدُّ الرَّجَاءِ الذي أمرنا به.
احذر أخي من الْيَأْسَ مِنْ رَحْمَتِهِ تَعَالَى فإن اليأس من رحمة الله تعالى مِنَ الْكَبَائِرِ قال الله تعالى : {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
وكن على علم أن قدوتنا هم رسل وأنبياء الله فإنهم لم ييأسوا من رحمة الله .. ولم تتزعزع ثقتهم في ربهم وقد أحسنوا ظنهم بربهم القدير العزيز القوي القادر القاهر.
والنماذج مما قص القرآن عنهم كثيرة منها ما يلي:
* لم ييأس إبراهيم عليه السلام فقال وهو يقذف في النار (حسبي الله ونعم الوكيل) .. فجعلها الله برداً وسلاماً.
*ولم ييأس موسى عليه السلام وهو قد اقترب من البحر وقال أصحابه (إنا لمدركون)
فقال: (كلا إن معي ربي سيهدين)
فجعل الله لهم في البحر طريقاً يبساً لم يخافوا دركاً ولم يخشوا.
*ولم ييأس يعقوب وقد طال الزمان من فراق يوسف عليهما السلام فقال (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)،
فجمعه الله بيوسف وأخيه وقد من الله عليهما.
*ولم ييأس زكريا عليه السلام وقد بلغ من الكبر عتياً وكانت امرأته عاقراً (قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء)،
فجاءته البشرى (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين).
*ولم ييأس خاتمهم وإمامهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .. وقد وقف بباب الغار من يبحثون عنه وصاحبه الصديق وهما في الغار .. فقال لصاحبه (لا تحزن إن الله معنا).
فقال الله تعالى (فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم).
لا تيأس:
فإن من مضار (اليأس) أنه: دليل الضعف في الدين وعدم اليقين، وبه العناء والتعب الذي لا فائدة له، ويضعف القوي ويقتل الأجساد، واليأس علامة من علامات السخط على قدر الله،
والوصية بعدم اليأس لا تعني تغليب جانب الرجاء والطمع بما يؤول إلى الأمن من مكر الله، فإن الخوف والرجاء كالجناحين للطائر، ينبغي أن يوازن بينهما المسلم، ولتوضيح ذلك أورد هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم رحمهما الله وجزاهما عن الإسلام خيراً : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ــ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّ اللهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً . وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِم رَحْمَةً وَاحِدَةً، فَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْأَسْ مِنَ الْجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ المُسْلِمُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأمَنْ مِنَ النَّارِ). فأحسن الظن أخي المسلم وأحسن في عباداتك وسيرك إلى الله تعالى، فإن ربك خالقك معبودك إله الحق على كل شيء قدير.. فعال لما يريد واجتهد في بذل الأسباب لتحظى برحمة الله، فإن رحمة الله قريب من المحسنين.



alintibaha