شعور متبادل !! بقلم صلاح الدين عووضة

شعور متبادل !! بقلم صلاح الدين عووضة


11-24-2017, 03:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511534663&rn=0


Post: #1
Title: شعور متبادل !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-24-2017, 03:44 PM

02:44 PM November, 24 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*الجاحظ ألف كتاباً ضخماً عن الثقلاء..
*أو عن الذين يراهم ثقلاً، بينما هو الثقيل في نظرهم...ربما..
*فصفة الثقالة قد تكون نسبية...مثل كثير من الصفات..
*وصديق شاعر ذرف دمعاً في هيئة قصيدة يبكي حبيبته التي (حان زفافها)..
*كان يراها أجمل الجميلات...وكنت أراها (شبه) جمالات..
*ولا تسلني من جمالات هذه كيلا تكون ثقيلاً..
*وحين قلت له عليك أن تشكر هذا الذي جعل (الزفاف يحين) قال لي أسكت يا ثقيل..
*فسكت وأنا أهمهم (صحيح ، قد أكون ثقيلاً بالفعل)..
*وصديق للأسرة كان يزورنا كثيراً - في صغري - لا كلام له إلا عن الأراضي..
*وأنا منذ صغري ذاك - وحتى كبري هذا- لا أحب كلام الأراضي..
*سواء أراضٍ زراعية...أو سكنية...أو حتى خلوية..
*وذات مرة عطفت على مسنٍّ يقف بطرف الشارع فأخذته معي في طريقي..
*ولكنه لم يعطف علي ويرحمني من حديث الأراضي..
*وكلما مررنا بمنطقة يقول لي : تخيَّل المتر هنا كان بكذا... سنة كذا..
*وبدا لي متر المشوار وكأني أقطعه في سنة... إلى أن نزل..
*فنزل عني هم ثقيل... ولا أقول - احتراماً لسنه - نزل عني ضيف ثقيل..
*وربما يكون نزل هرباً من ثقالة (المضيِّف)..
*وأحد الضيوف الثقلاء- فعلاً- نزل عندي أمسية (لقاء قمة)..
*فطفق يحدثني عن أمور البلد... وناس البلد... و(أراضي) البلد إلى أن انتهت المباراة..
*ومما ضاعف من إحساسي بثقالته أن فريقي هُزم..
*وسأعذره إن رأى هو أنني الثقيل بما أن بالي كان مع الكرة...لا (أراضي البلد)..
*وزميل دراسة - بمرحلة الثانوي- ما كنا نرى أثقل منه..
*وحين أقول (نرى) فذلك لأن جميع أفراد شلتنا كانوا يرونه كذلك...لا أنا وحدي..
*فهو ما كان يشاطرنا اهتماماتنا بالكرة... ولا السينما... ولا الورق..
*وإنما اهتمامه كان مصوباً فقط نحو (الحب)..
*وتحديداً نحو واحدة بحينا... كان يأتيها (مهاجراً) من حيه البعيد..
*ومن الطبيعي أن يكون مكان تجمعنا هو (مستقر) هجرته تلك...لا منزل المحبوبة..
*وفضلاً عن (كلام الحب) كان كلامه - عموماً - كثيراً جداً..
*كان يثرثر مثل سياسيي الإنقاذ... ومندوبي الجامعة العربية... ومذيعي هذه الأيام..
*وقبل أسبوع استوقفني اسم في سجل هاتفي لم أعرفه..
*واتصلت بالرقم لأستوثق من صاحبه...فإذا هو- لسوء حظي- صاحبنا الثرثار..
*ولسوء حظه هو انقطع الاتصال سريعاً... بفعل (فاعل)..
*ولا أدري إن كنت أنا الثقيل في نظره...أم الشبكة..
*والبارحة قال لي زميل إن فلاناً وعلاناً وترتكاناً يرونك ثقيلاً جداً..
*فقلت من فوري : سبحان الله...(شعور متبادل !!!).

assayha