طوفان الذباب ..!! بقلم الطاهر ساتي

03:31 PM November, 23 2017

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

:: الخبر بصحف الأمس، بالنص : ( أكد والي البحر الأحمر علي حامد أن موجة الذباب التي تضرب الولاية هذه الأيام هي موسمية بسبب الأمطار الأخيرة، وأن عمل هيئة النظافة بالولاية يحتاج إلى تفعيل أكبر بعد وصول معدات النظافة الجديدة خلال 60 يوماً من الآن، وأن الهيئة تبذل جهوداً مضاعفة للقضاء على الذباب في غضون الأيام القليلة القادمة ).. وعلى لسان الوالي علي حامد، كتبت الأخ محمد لطيف بالنص : (الوالي لم ينسَ أن يقول إن ظاهرة الذباب عارضة، وإن سوء حظ الوفد الصحفي هو ما جعل زيارته تتزامن مع طوفان الذباب)..!!
:: هذا الحال يكشف صدق تناولنا لما آل عليه حال البحر الأحمر في عهد الوالي علي حامد .. لقد تلاشت روح الأمل والعمل بالبحر الأحمر، وحلت محلها روح اللامبلاة و الخمول .. وإختفت أخبار الولاية التي كان يُضرب بها المثل في التنمية والإستقرار و السياحة و (النظافة).. وحلت محلها أخبار ولاية لم تعد تختلف عن ولايات السودان الأخرى، وربما أسوأها من حيث القذارة وتبديد الجهد والمال في غير منافع أهل البحر الأحمر .. فالوالي علي حامد لم يسمع النصح يوم نصحنا هنا بتغيير النهج الذي سوف يعيد البحر الأحمر إلى أزماتها ومخاطرها الأمنية..!!
:: فالقضاء على الذباب مقدور عليه، ولكن من الحكمة أن تتعظ السلطات المركزية من تجارب غبائن سنوات الحاتم الوسيلة و بدوي الخير و مجذوب أبو علي وغيرهم من صُناع الإحباط ومنتدى البرش وتلك الأحداث وضحاياها .. وبما أن السادة بالحزب سوف يكونوا حضوراً في إفتتاح مهرجان السياحة بالبحر الأحمر والذي يفتتح رئيس الجمهورية في ديسمبر المقبل، فليتذكروا أن الرئيس لم يكن يكتفي بافتتاح المهرجان ، بل - مع المهرجان - كان يفتتح طرقاً بالمدائن ومدارساً بالريف، ومراكز صحية و أندية و شبكة كهرباء ومحطات مياه، و معالماً في كل محليات البحر الأحمر..!!
:: ثم كان يُدشن مشاريع الأسر المنتجة و تكاسي التمويل، والكارو البديل للدواب ومشاريع ذوي الإحتياجات الخاصة، وغيرها من المشاريع التي كانت تصنع أفراحاً في بيوت البسطاء قبل فرح المهرجان العام.. وهذا ما لم - ولن - يحدث في عهد علي حامد.. فالرجل لم ينجح إلا في إعادة المظاهر السياسية بغزارة غطت على بنود التنمية والخدمات، ثم أعاد بنود الصرف إلى قوائم شيوخ ونظار وعمد القبائل خصماً من بنود الصرف على المدارس والمشافي ..وأكرر، ليست من الحكمة ألا تتعظ السلطات المركزية من تجارب غبائن سنوات صُناع الإحباط و( منتدى البرش) و (جبهة الشرق) و ضحايا 29 يناير.. !!
:: فالقضاء على الذباب مقدورعليه، فلتنتبه السلطات المركزية - بالحزب والدولة - وتتعظ من مآسي ولاة عهود صُناع الغبائن، وتسارع في معالجة الخطأ بالبحر الأحمر عاجلاً .. فالبحر الأحمر ولاية ذات خصوصية، وبحاجة الى مجتمعات مستقرة، وهذا يعني أن بحاجة إلى مسؤول إصلاحي يديرها بالسياسة والإنفتاح على الناس وليس بالأمن والتقوقع في الحزب.. وبنود الصرف هناك ما لم تفتح المدارس والمشافي ومحطات المياه وشبكات الكهرباء والطرق، وما لم توفر المعلم والطبيب والوظيفة للمواطن وأفراد أسرته، فأنها لن تحمي حدودنا الشرقية من المخاطر ولو شيدوا بها حصون الأمن والتحزب طولا وعرضاَ..!!


fb