شكر الذات الفانية..!! بقلم عبدالباقي الظافر

شكر الذات الفانية..!! بقلم عبدالباقي الظافر


11-23-2017, 03:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511448008&rn=0


Post: #1
Title: شكر الذات الفانية..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 11-23-2017, 03:40 PM

02:40 PM November, 23 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حضرت الأسبوع الماضي الاحتفال المشهود الذي خاطبه السيد رئيس الجمهورية باستاد (مدني).. كانت الناس مبهورة بالألعاب النارية والحشود الجماهيرية.. لكنني كنت ألحظ جنوحاً نحو تمجيد الذات السلطانية.. كان ذلك حاضراً في الأغنيات والصور الملونة الضخمة.. تذكرت أن الإنقاذ وفي أيامها الأولى انتبهت لهذا الاتجاه وخالفت البروتوكولات وحظرت وضع صور رأس الدولة حتى في المكاتب الحكومية.
الحكام الصغار باتوا يستخدمون تكتيكاً فيه قدر من الإحراج.. مثلاً والي كسلا آدم جماع شيد خلال فترته مدرستين وداراً للرياضة.. سمى جماع المدرسة الأولى باسمه.. حتى يزيل الحرج أطلق اسم مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود على المدرسة الأخرى.. وربما يكون استاد كرة القدم محجوز لشخصية سيادية أخرى.. عبر هذا التكتيك ضمن الوالي أن الحزب لن يحاسبه وأن مساعد الرئيس سيكون راضياً عنه.
أغلب الظن أن آدم جماع أخذ تجربة تخليد الذات من الخرطوم.. مدير عام الشرطة.. الفريق هاشم عثمان افتتح عدداً من المنشآت الكبيرة خاصة في مجال إسكان الضباط.. الفريق هاشم عثمان أطلق اسم الرئيس على مجمع سكني ضخم في بحري.. ثم أطلق اسم وزير الداخلية على منشأة أخرى بشرق الخرطوم.. وفي نهاية الصفحة خلد اسمه شخصياً على مجمع آخر.. عبر هذا التكتيك تم تحصين عملية تخليد الذات الفانية.
منذ سنوات تعكف لجنة برئاسة البروفيسور يوسف فضل لتسمية شوارع الخرطوم.. اللجنة وضعت ضوابط صارمة لعملها.. من بين ذلك ألا تحمل الشوارع أسماء من يمشون عليها.. بسبب المنهجية الصارمة تأخرت اللجنة في إنجاز مهامها.. هنا يقفز سؤال أليست هنالك ضوابط تمنع التعدي على التاريخ عبر من بيدهم السلطة والقلم؟.. ما هي المعايير التي تجعل مؤسسات الشعب تحمل أسماء الكبار؟.. هل سنحتاج في المستقبل لإزالة هذا التعدي الجائر؟.
في تقديري.. مطلوب من رئاسة الجمهورية أن توقف هذا العبث بأعجل ما تيسر.. بعض صغار الموظفين باتوا يستثمرون حتى في اسم الرئيس شخصياً ويطلقونه على منشآت ربما لا تطابق حتى معايير الجودة العالمية.. من المهم جداً أن تكون هنالك لائحة تنظم تسمية المؤسسات العامة بأسماء أفراد مهما كان وزنهم.
بصراحة.. كيف فات على كسلا أن تمجد إسحق الحلنقي الذي خلد اسمها.. وكيف نسيت الشرطة الراحل اللواء الأديب إبراهيم أحمد عبدالكريم.. حينما تغيب المعايير يسود المزاج الشخصي وينشط تكسير الثلج في موسم الشتاء.


assayha