سد النهضة ومهنيه ال (بي بي سي) بقلم حذيفه الباقر

سد النهضة ومهنيه ال (بي بي سي) بقلم حذيفه الباقر


11-22-2017, 05:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511369470&rn=0


Post: #1
Title: سد النهضة ومهنيه ال (بي بي سي) بقلم حذيفه الباقر
Author: حذيفه الباقر
Date: 11-22-2017, 05:51 PM

04:51 PM November, 22 2017

سودانيز اون لاين
حذيفه الباقر-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


ورد في صحيفة (ذا صن) البريطانية هذا الأسبوع أتهام موظفي (بي بي سي) بالتقاعس عن العمل وبإهدار أموال ممولي الشبكة في اعقاب تصويرهم وهم نائمون ويشخرون على مكاتبهم ولقد تم التصوير بواسطة أحد زملائهم وقال الموظف انه من الصعب العمل مع شخص يشخر بجوارك.

هكذا إذا أصبحت تدار (ال بي بي سي) نصف الموظفين نيام والنصف الاخر يديره مصريين ليس لهم أي حياديه في الحوارات كما حدث في برنامج نقطة حوار هذا الأسبوع والذي كان يتحدث عن خيارات مصر بعد سد النهضة والواضح من الحوار انه كان يسير علي حسب هوا الاخوة المصرين.

في الماضي عندما كنا صغارا وفي الليل كان الوالد يضع الراديو على ال بي بي سي ولا يستمع الي لها كما حال جميع السودانيين وعندما يقال لك ان هذا الخبر جابتو ال بي بي سي فالموضوع لا يقبل جدال لما كانت تتمتع به من مصداقيه لدي الشعب السوداني.

وقد مره على هذه القناة فطاحله الاعلام السوداني في عصرها الذهبي، كالطيب صالح الاديب العالمي المعروف، وصلاح احمد محمد صالح، وإسماعيل طه، وايوب صديق، واحمد قباني الذي اختير من أفضل مائه مذيع مرو على تاريخ الإذاعة العالمية خلا ل الخمسين العام المضي. وزي ما بقول المثل السوداني (البحر المافيهو تمساح بقدل فيهو الورل)

والسؤال الذي يطرح نفسه من ماذا تخاف ال (بي بي سي) حتى لا تكون محايده في اطروحاتها فهي ليست مثلا كالغنوات الإخبارية العربية المعروفة تبعيتها الي الدول التي تمولها.

في يوم الاثنين كان هناك برنامج على ال (بي بي سي) اسمه نقطة حوار، موضوع البرنامج حول خيارات مصر بعد سد النهضة، وكان مقدم البرنامج مصري وكان منحازا لمصر في الاطروحات دون الحياد في المهنية، فكأنما هذا النيل العظيم ملك لمصر وحدها وهي تتصرف به كيف تشاء وكيفما تشاء.

ونجد هذه الهجمة الإعلامية الشرسة على سد النهضة يرجع الي ان مصر أوقفت الاجتماعات الفنية بين الدول الثلاثة بعد صدور تقرير من مكتب فرنسي عن الاضرار التي تحدث بعد تشيد سد النهضة، بعد هذا التقرير خرج الاعلام المصري يصف دور السودان بالسلبي والمنحاز لأثيوبيا، فكأنما السودان تابع لمصر ولابد ان تكون جميع مواقفه مع مصر حتى ولو كانت ضد مصالحه الشخصية، بل ذهبوا الي ابعد من ذلك بالتهديد بضرب السد، ونجد ان هذا كله من اجل اشغال الراي العام الداخلي ليس الا.

ففي عام 2013 حيث ناقش الفريق الدولي مع الرئيس السابق مرسي اقترحت القيادة السياسية في مصر تدمير سد النهضة ولقد كان هذا الاجتماع منقول على الهواء من غير علم المجتمعين وسمعه القاصي والداني، ولما استوضحت اثيوبيا مصر من هذا. قال الرئيس مرسي حينها لابد من الحوار، فخيارات ضرب السد بعيدة جدا ولها تبعيات خطيره على مصر والمنطقة

في بداية تشيد سد النهضة كان لمصر مخاوف في تأثير السد علي حصة مصر من مياه النيل ولذلك طلبت مصر من اثيوبيا الفحص والتفتيش على تصميم ودراسات السد لكن اثيوبيا رفضت هذا المقترح الا إذا تنازلت مصر من اتفاقية 1959.وقد أوضحت اثيوبيا لمصر انها لا تريد ان تنتقص حصة مياه مصر في النيل انما تريد ان تستفيد من هذا السد في الكهرباء. علما بان هذا السد يعد أكبر سد في افريقيا من حيث انتاج الكهرباء والعاشر عالميا.

وان هذا السد ينتج حوالي خمسة واربعون ألف ميغا واط كهرباء وتبلغ طاقة التوليد السنوي لسد النهضة حوالي ستة عشر مليون ميغا واط.ويبلغ ارتفاع السد 145 متر وطوله 1800 متر، ويكلف تشيد السد 4.8 مليار دولار. ويبعد سد النهضة حوالي أربعين كيلو من الحدود السودانية. ولذلك نجد السودان من أكثر المستفيدين من انشاء هذا السد وتأتي الاستفادة من الطاقة الكهربائية الرخيصة ولقربه من الحدود السودانية. وإذا رجعنا الي حصة مصر في مياه النيل نجد ان مصر لها نصيب الأسد فحصة مصر من مياه النيل خمسة وخمسون مليار متر مكعب وحصة السودان ثمانية عشر مليار متر مكعب والسودان لا يستفيد الا من عشرة منها والثمانية الأخرى تذهب الي مصر هديه، ومصر تستفيد من جميع حصتها من النيل ومعها الزيادة من حصة السودان، ورغم كل ذلك لا تريد مصر للأخرين ان يستفيدوا من هذا النيل.

نجد السياسة السودانية في الأوان الأخيرة بداءة تفهم لغة المصالح التي يتعامل بها كل العالم فالمصلحة أولا قبل العاطفة، فالسودان طوال عهده السابق قدم لمصر الكثير وفي المقابل لم يجد منها الا الخزي فماذا وجد السودان بعد تشيد السد العالي غير اغراق مدينه حلفا التاريخية بكل اثارها وحضارتها، وماذا وجد السودان من مصر غير احتضان الحركات المتمردة ودعمها بالسلاح الم يكن لمصر دور في فصل جنوب السودان، فتاريخ العلاقة مع مصر لاتسر.