التسول بطرق حديثة؟! بقلم عوض فلسطيني

التسول بطرق حديثة؟! بقلم عوض فلسطيني


11-22-2017, 04:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1511362873&rn=0


Post: #1
Title: التسول بطرق حديثة؟! بقلم عوض فلسطيني
Author: عوض فلسطيني
Date: 11-22-2017, 04:01 PM

03:01 PM November, 22 2017

سودانيز اون لاين
عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

أشواقٌ وأشواك

[email protected]



قبل سنواتٍ مضت سنّة الدولة قانوناً لمكافحة التشرّد والتسوّل،ونصّت فيه مواد على تجرّم التسوّل، وفرضت له عقوبات بالسجن والغرامة، القليل من المتسولين في شوارع الخرطوم ،طالهم القبض،من الذين ينتشرون بالعشرات في الشوارع والاسواق!
القانون نفسه الذي تفضلت به الدولة،كان مثار جدل ،حيث يرى الكثير من المتحفظين عليه ،أنّه مستنسخ من دول الجوار الإقليمي، وهي تختلف أوضاعها وتركيبتها وظروفها التي تمر بها، عن ألاوضاع في السودان،خاصة و ان الظروف الاقتصادية المتردية إضافة للنزوح الكبير من مناطق متعددة بسبب الحرب، فضلاً عن سياسة أريفة المُدن التي شهدتها العاصمة الخرطوم،كل هذه الاسباب جعلت الظاهرة تستفحل وتنتشر؟
ففلسفة وزارة التنمية الاجتماعية في ولاية الخرطوم من القانون الذي سنته،كانت تهدف إلى إخلاء العاصمة من الظاهرة التي زادت حدّتها في الفترة الأخيرة، و شملت متسوّلين من دول غرب أفريقيا،لان المتسولين في العاصمة وحدها قد وصل عددهم نحو 2700 متسوّل!!
وزيرة التنمية الاجتماعية، بالخرطوم أمل البيلي، تحدثت عن وجود شبكات تعمل على إدارة ظاهرة التسول ما يدلل على ان الظاهرة لم تكن مجرد صُدفة!؟
اليوم اصبحت تُستخدم في التسول طرقا متعددة وفنونا جديدة ، ففي موقف جاكسون وسط الخرطوم يلحظ المارة (مايكرفون) مسجلة به عبارات كثير مثل (ارحمونا يرحمكم الله) وغيرها من العبارات ،وهو ملقي بجانب صاحبه، يصيح بلا توقف ،إلا اذا نفدت الحجارة وتم استبدالها، ويواصل المايكرفون بينما يحصد صاحبه الجنيهات تلو الجنيهات وفي اماكن اخرى ترى رجلاً يجلس مبتور القدمين او اليدين فيكشف عنهما إستعطافاً للمارة، وبجانبه إناء يستقبل المساعدة، وفي مكان اخر وسط الخرطوم ،إمرأة تقف في مكانٍ معتاد ،تدعي العجز وكِبر السن وتُلحُ على المارة في السؤال، وعندما تهدأ حركة المارة تتغير هيئتها وتبدأ في حساب وارد اليوم من نقود، ثم تنهض متجهة الى دارها،!!
اكثر الظواهر دهشةً ان تجد فتيات وهن واقفات في كامل الزي والاناقة فتخاطبك احداهن( ياأخو دقيقة لو سمحت) وعندما تقف تتفاجأ بسؤالها لك دايرين حق المواصلات، وهناك كثير من الوسائل الغريبة التي تجعل الانسان في حيرة من امره؟؟
لماذا كل هذه الوسائل واساليب الخداع في سؤال الناس،وهل هذه الحالات هي نتاج لعوامل كالهجرة والنزوح، والتفكك الأسري وغياب المُعيل، إلى جانب الظروف الاقتصادية، ام هناك اسباب اخرى ؟!
وهل يدخل من ضمن هذه الاسباب عدم توفّر العدالة في توفير فرص العمل والضمان الاجتماعي،؟
واين يكمن الحلّ،و معالجة أصل المشكلة، للمساعدة في استباب السلام الاجتماعي، والقضاء على الرغبة في التسوّل بأشكاله المختلفة، إلى جانب تصحيح السلوك الاجتماعي وإعادة صياغة شخصية المتسوّل، ودمجه في المجتمع، مع إزالة الوصمة ،والتخلّص من الآثار السلبية للظاهرة المتمثلة في الشعور بالدونية، ومن المسؤول عن هذه المعالجات؟!
هل التعامل مع هذه الشريحة بتطبيق قوانين صارمة للحد من الظاهر يعد في حقها انتهاكاً لحقوق الإنسان، نظراً إلى استحالة معاقبة شخص لم تُوفَّر له الضروريات والحقوق الأساسية!!
اشواق الغلابة ان تقوم مؤسسات التكافل الاجتماعي وديوان الزكاة بسد حاجة المتعففين، حتى لا تجّرف أشواك الظلم الاجتماعي والحروب الطاحنة سماحة المواطن السوداني، وعفته بعامل العوز والحاجة.

الوان.