Post: #1
Title: الطاحونة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-20-2017, 02:08 PM
01:08 PM November, 20 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *تحدث الناس عن (الانقلاب) المفاجئ.. *وسرى الخبر بينهم سريان صوت الطاحونة عبر فضاءات البلدة.. *ليست الطاحونة التي هي عنوان كلمتنا هذه.. *وإنما الأخرى التي ما زال يديرها (كاجو) رغم بلوغه من الكبر عتيا.. *أما التي نعنيها هنا فهي طاحونة (النصارى) المهجورة.. *الطاحونة التي ارتبطت في أذهان الناس بأحداث عدة منذ توقفها عقب الفيضان.. *منها حادثة (زينة) بنات البلدة (زينة)... مع محجوب ال####################.. *وهي الحادثة التي رويناها بتفاصيلها الحزينة... في مناسبة سابقة.. *ومنها حادثة سائق البص السفري الخلوق (جنابو).. *فقد توقف عندها ليلاً قبيل توجهه إلى أم درمان... وغاب داخل أطلالها.. *توقف لسبب لا يزال مجهولاً لدى سكان البلدة.. *ولكن وفقاً لروايات البعض فإنه شاهد (التي) تُشاهد هناك أحياناً في الليالي المقمرة.. *ثم لم يجرؤ أحد على (الانجذاب) إليها سوى ثلاثة.. *أحدهم (جُذب)... والثاني (جذبه المرض)... والثالث (انجذب) للمجهول واختفى.. *أما جنابو فقد (تجاذبته) أيدي كل الذي كان يتجنبه سابقاً.. *أيدي الموبقات التي كان يهرب منها بسرعة هروب بصه من (أيادي رمال الباجة).. *فكان أن هرب منه صاحب البص... وزوجته... و(سمعته).. *ثم هربت منه روحه في ذات ليلة مقمرة بجوار الطاحونة وهو شبه عارٍ.. *ومنها حادثة (الانقلاب) موضوع كلمتنا اليوم.. *فالكبير كان يحيط نفسه بعصبة موالية... تقابلها مجموعة معارضة بزعامة داؤود.. *وداؤود هذا كان يطمع في الوجاهة منذ وفاة الوجيه الأب.. *فما كان يجد لذلك سبيلاً بفعل عامل الوراثة... وعنصر المعايشة... وقوة السلطة.. *وعنصر المعايشة نعني به الميل للتعايش مع الأمر الواقع.. *فأهل البلدة ما كانوا يحبون التحولات الفجائية إلا عند (الشديد القوي).. *وظل داؤود يسعى لتحقيق هدفه - دون جدوى - سنين عددا.. *فرغم قوة بأسه وناسه ودهائه إلا أن (عيون) الكبير كانت له دوماً بالمرصاد.. *المكان الوحيد الذي لم ينتبه له (عسس) الكبير هو الطاحونة.. *وفي (جوف) ليلة - غير مقمرة - احتوى داؤود وجماعته (جوف) طاحونة النصارى.. *وحين أشرقت شمس اليوم التالي كان داؤود يجالس الكبير.. *كان يصافحه... ويصالحه... ويضاحكه... ويعاهده على فتح صفحة جديدة معه.. *و(شرب) الكبير المقلب رغم دهائه... مع (شربه) القهوة.. *وفوجئ أهل البلدة بجماعة داؤود (من كل حدب ينسلون) ليلتفوا حول كبيرهم.. *ثم منه ينتشرون إلى مكامن عزه... وقوته... وسطوته.. *وآخر من بقي إلى جانب الكبير - من مواليه - كان ساعده الأيمن (شيخ البلدة).. *وبإحلال أحد رجال داؤود محله اكتمل الانقلاب (السلمي).. *واكتمل توقف الطاحونة الآن حتى عن طحن الأحداث.. *عقب توقفها قبلاً عن طحن الحبوب !!!.
assayha
|
|