العقل الباطن؛ التوجهات القومية.. خطل التفكير الرجعي.. واستحالة التطبيق.. بقلم ابراهيم اسماعيل ابراه

العقل الباطن؛ التوجهات القومية.. خطل التفكير الرجعي.. واستحالة التطبيق.. بقلم ابراهيم اسماعيل ابراه


11-16-2017, 08:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510862063&rn=0


Post: #1
Title: العقل الباطن؛ التوجهات القومية.. خطل التفكير الرجعي.. واستحالة التطبيق.. بقلم ابراهيم اسماعيل ابراه
Author: ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
Date: 11-16-2017, 08:54 PM

07:54 PM November, 16 2017

سودانيز اون لاين
ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين-
مكتبتى
رابط مختصر





الحرب مضيعة للوقت واهدار للارواح والموارد التي لو استغلت استغلالا امثل لكان السودان اليوم سلة غذاء العالم ولكان السودانيون ياكلون مما يزرعون ويلبسون مما يصنعون. يجب وقف العنف من كل الاطراف بكافة اشكاله؛ العنف اللفظي عبر الاسافير والاعلام والعنف المادي في سوح المعارك العبثية وفناء الجامعات كما يجب الكف عن اثارة النعرات القبلية والعنصرية؛ تنقية النفوس من الضغائن والامراض النفسية المستوطنة لتهيئة المناخ وكبادرة حسن النوايا من جميع الاطراف من اجل اعطاء فرصة للحوار الجاد والبناء فهما طال امد الحرب فلابد من الجلوس للتفاوض في نهاية المطاف. صراع الهويات لن يعود باي فائدة لاي عرق او قبيلة ولن يعود كذلك باي مصلحة لاولئك الذين يتبنون العروبة ولا لاولئك الذين ينادون بالافريكانية فكلنا سودانيون ولسنا بحاجة الى الحرب من اجل اثبات عروبة او افريقية السودان او الشعب فمن اراد ان يتبنى العروبة والافريقانية ان يتبناها بمعزل عن اقحام الدولة في مثل هذه التوجهات المدمرة وتجييش الشعب بالعواطف وترديد الشعارات العنصرية الفارغة التي تؤدي الى الفتنة وتنحدر بالانسان السوداني الى درك التخلف والرجعية وتشغله عن الاهتمام بقضاياه الاساسية؛ المسؤولية الاخلاقية والوطنية تحتم على البعثات الدبلوماسية وكل سوداني في الدول العربية ان ينقل تجربته المريرة مع العرب ويعكس نظرتهم الاستحقارية تجاه كافة السودانيين الذين في نظر العرب مجرد عبيد وخدم. ولذلك ينبغي علينا كسودانيين ان نرعى ونحافظ على مصالحنا الاقتصادية والسياسية والثقافية بعيدا عن المهاترات والصراعات الوهمية.

جاءت فكرة الدولة اساسا للحفاظ على مصالح الشعب المادية والمعنوية وحمايتها بكافة الوسائل الدفاعية الممكنة متى ما تعرضت لاي خطر من الخارج او الداخل. ومن واجبات الدولة ايضا حامية الشعب وتوفير الرفاهية وكل سبل الراحة المطلقة لهم كما على الدولة ايضا ان توفر لدافعي الضرائب مجانية التعليم والصحة والخدمات الاساسية دون النظر او اعتبار لخلفياتهم العرقية او انتماءاتهم الحزبية او توجهاتهم الفكرية فالمواطنة هي اساس الحقوق والواجبات.

واستطاعت الولايات المتحدة الاميركية واوروبا التفوق على العالم بعد التغلب على المشاكل الداخلية ووضع نهاية للحروبات الاهلية والاستفادة من التنوع وتوظيفه في خدمة المصلحة العامة للشعب التي الغت الحدود والفواصل بين دول الاتحاد الاروبي فلماذا لم يوحد العروبيون ودعاة البان افريكان البلاد العربية وافريقيا في دولة واحدة والغاء حدود الدول ان كانت الفكرة اصلا منطقية وقابلة للتطبيق على ارض الواقع؟؟

الافريكانية والعروبة وجهان لعملة واحدة لكونهما تتخذان من العرق وليس المواطنة منصة لبناء دولة عنصرية على انقاض الدولة العصرية التي تعتمد المواطنة اساس الحقوق والواجبات في دولة يسودها السلام والحب وتقودها قيم اخلاقية ويخضع فيها الجميع للقانون والمحاسبة في مقابل استئصال المحسوبية والفساد الذي ينبغي ان يكون الشغل الشاغل لاي دولة تسعى للارتقاء بمواطنيها الى مراتب الشعوب المتحضرة فتحافظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية والثقافية.

يجب تفكيك الادارة الاهلية في السودان وكل المؤسسات القبلية والعرقية لصالح دولة المواطنة والقانون التي يسود فيها العدالة والمساواة بين كافة المواطنين على اختلاف انتماءاتهم القبلية والعرقية والحزبية كما يجب ان تكون المواطنة هي المعيار الاساسي للدولة في التعاطي مع شعبها والا تحابي الدولة مواطنيها بناءا على الانتماء العرقي او القبلي او الديني او اي شكل من اشكال التمييز التي تفكك الوحدة الوطنية وتدمر الوطن.

لقد فشل العرق واللون وحتى الدين عبر التاريخ في توحيد بطون وعشائر الشعب الواحد ناهيك عن امم وشعوب تتحدث لغات مختلفة وتختلف عن غيرها جذريا في العادات والتقاليد فاللون لن يكون معيارا للوحدة ولا العرق او الدين بقدر قوة المصالح المشتركة التي وبحسب التجربة استطاعت ان توثق العلاقات بين الشعوب على اختلاف الوانهم واعراقهم وثقافاتهم ولذلك تحتفظ الولايات المتحدة الاميريكية على سبيل المثال لا الحصر بعلاقات وطيدة مع كثير من دول العالم لا تتفق معها في القيم انفة الذكر ولكن تبادل المنافع والمصالح المادية هي من تحدد طبيعة العلاقات بين الدول واستمراريتها.

وادى الصراع على النفوذ الى تقسيم المسلمين الى سنة وشيعة فيما ادخل العرب انفسهم في نفق الاقتتال القبلي - الطائفي المركب اسست لشرخ وانشقاقات عميقة عصفت بوحدة الامة العربية والمسلمين حيث ترفض ايران الانضواء تحت لواء المملكة العربية السعودية لدوافع عرقية لكنها تتخذ من الطائفية غطاء لتبرير عصيانها ومواقفها المناهضة للمملكة السعودية في جزيرة العرب ومهبط الرسالة المحمدية التي تدين بها ايران وتستنبط منها افكارها الثورية وتتخذ منها ايضا مرجعية للحكم وادارة شؤون الدولة.

ودفعت المصالح المشتركة سوريا الشيعية وقطر السنية الى مقاطعة المملكة العربية السعودية والتحالف مع ايران عدوتها اللدود في تجربة تعكس مدى عجز الدين والعرق في توحيد الامة الواحدة وقدرة المصالح في تقريب وجهات النظر وتجسير الهوة بين الفرقاء؛ السياسة لا تخضع للمعايير والقيم الاخلاقية بل تكتسي بها لاخفاء مكرها ودسائسها المدسوسة كالسم في الدسم.

ويتمظهر وهم الافكار القومية وتداعياتها الخطيرة واثارها السالبة في تمزيق الاوطان وتفكيكها الى كانتونات قبلية وعشائرية متناحرة ذاتيا وفيما بينها في نفس الوقت وتهدر الموارد في حروب عبثية تكرس للطائفية والانكفاء العرقي المغلق الذي يؤسس لاستمرار الظلم والفساد بغطاء ديني او طائفي او عرقي.

ولم يوحد القهر والاضطهاد الافارقة في حقبة الاستعمار التي ذاقوا فيها اقسى صنوف العذاب والتنكيل فسيقوا كالقطيع الى اسواق العبيد في اوروبا والشرق الاوسط وما وراء البحار في اميركا الشمالية وغيرها, وانقسم الاكراد على انفسهم فتحطمت احلام دولتهم التي سعوا لاقامتها منذ عقود بسبب الصراع الذاتي على النفوذ, وتحول حلم مشروع السودان الجديد الى كابوس بعد ان اختزلها الانكفائيون القوميون الدينكا والنوبة في قبيلة فكانت وبالا ونغمة على اهلها؛ فلماذا ينشطر القوميون على انفسهم اذا هم اصلا مؤمنون بالقومية؟؟

لقد اثبتت التجارب العلمية والعملية في دول افريقيا ان التغيير لم يكن الا من سيئ الى اسوأ وان المشكلة لا تكمن فقط في الانظمة الديكتاتورية بل في ما يسمى الحركات التحررية التي تطالب بالتغيير ولذلك فان ذهاب الانظمة لا يعدو ان يكون محض تغييرا في الشكل وليس المضمون. المطلوب من الافارقة انفسهم ودول الشرق الاوسط تغيير افكارهم الرجعية التي اقعدت اوطانهم وحبستها في نفق التخلف لقرون مستمرة فالى متى تدور الشعوب الافريقية او ما يسمى بالعالم الثالث في هذه الحلقة المفرغة وهي ترزح تحت وطأة الفقر المدقع والجهل وتستجدي الدعم والمساعدة من الغرب الذي تسبب في هذه المأساة الانسانية المستمرة منذ قرون؟؟

Post: #2
Title: Re: العقل الباطن؛ التوجهات القومية.. خطل التف�
Author: زول
Date: 11-17-2017, 10:53 AM
Parent: #1

يا سلام عليك يا استاذ ابراهيم
كفيت وأوفيت بهذه المقالة الحكيمة والمتزنة كطرح ومضمون وخلاصه للتجارب والعبر . ليتهم يعون ما تقول ... ليتهم يتعلموا