سيكتب التاريخ أن الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي محرر بلاده وقائد تحررها من الاستعمار، سار في ذات الطريق الذي سار عليه جاره ورفيقه كينيث كاوندا في زامبيا، فكلاهما قاد النضال المقد�" /�> سيكتب التاريخ أن الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي محرر بلاده وقائد تحررها من الاستعمار، سار في ذات الطريق الذي سار عليه جاره ورفيقه كينيث كاوندا في زامبيا، فكلاهما قاد النضال المقد��� /> وأخيراً .. موغابي باي باي بقلم الصادق الرزيقي

وأخيراً .. موغابي باي باي بقلم الصادق الرزيقي


11-16-2017, 04:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510847470&rn=0


Post: #1
Title: وأخيراً .. موغابي باي باي بقلم الصادق الرزيقي
Author: الصادق الرزيقي
Date: 11-16-2017, 04:51 PM

03:51 PM November, 16 2017

سودانيز اون لاين
الصادق الرزيقي -
مكتبتى
رابط مختصر



> سيكتب التاريخ أن الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي محرر بلاده وقائد تحررها من الاستعمار، سار في ذات الطريق الذي سار عليه جاره ورفيقه كينيث كاوندا في زامبيا، فكلاهما قاد النضال المقدس وحرر بلده من براثن المستعمرين الأوروبيين،

وكلاهما حكم حتى مله الناس واستسهلوا رحيله، كاوندا أسقطه عبر صناديق الانتخابات رئيس ضئيل الحجم قصير القامة يسمى فردريك شيلوبا في انتخابات عاصفة ١٩٩٠م، بينما أُسقط موغابي بالأمس عبر صناديق الذخيرة الجيش الزيمبابوي.
> غداة استقلال زيمبابوي وانتصار الأغلبية الإفريقية السوداء بفرض إرادتها على نظام أيان سيميث الممثل للأقلية البيضاء، بفضل نضالات حزبي زانو برئاسة موغابي وحزب زابو برئاسة بقيادة جوشوا نكومو، غداة ذلك اليوم لم يكن رئيس الوزراء موغابي وهو يؤدي اليمين الدستورية أمام عشرات الآلاف داخل استاد العاصمة هراري، وكان المغني الجامايكي ملك موسيقى الريغي في العالم بوب مارلي يصدح في أمام عشرات الآلاف وقادة زيمبابوي بحضور ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، بأغنيته ( زيمبابوي Zimbabwe) التي كتبها خصيصاً لاستقلال هذا البلد الإفريقي في الرابع من مارس ١٩٨٠م، ولم يكن موغابي يتصور أبداً أنه سيبقى في السلطة حتى أرذل العمر، يحصل خلالها على عشرات الشهادات الجامعية خاصة الماجستير والدكتوراة من جامعات إنجليزية وإفريقية وحوالى مائة دكتوراة فخرية، وحكم بلاده بيد من حديد وكان مطلق السلطات والصلاحيات، وعمَّر في السلطة إلى درجة أن شعبه تندر عليه بالقول: (يريد موغابي أن يموت على كرسي السلطة وليس في سريره) .
> مرت على موغابي مئات بل آلاف القادة العسكريين من الجيش الذي بناه وأسسه، ولكنه لم يتصور أبداً أن الضباط في عمر أحفاده وهو يخرط من عمر الزمان (٩٣) عاماً، يمكن أن ينقلبوا عليه.. لقد أمضى الرجل فتراته كلها وأنفق عمره متمرغاً في تراب السلطة، لم يملها أو يعافها او يأنف منها، تشبث بها حتى هرمت معه، لكنه كان مثل مخلوق أسطوري إفريقي مجيد، كلما تقدم به العمر جدد حياته، إما بدورة وولاية انتخابية جديدة أو زواج جديد وزوجة صغيرة في عشرينياتها، كأن إكسير الحياة يكمن في خياراته التي يختارها وهو مطمئن البال.
> لم يخن موغابي لا جسده الهرم، ولا ذاكرته المتقدة التي تختزن مرويات وأفكاراً وتاريخاً وحكماً وتعليقات، وقد عاصر أتراباً له ذهبوا إلى برزخ الحياة وتركوه كالسيف وحده يصارع ويتحدث ويسخر من إعداء بلاده وخصومه.
لعله هو آخر الرجال العظماء في إفريقيا مثله مثل نكروما ولوممبا وأحمد سيكتوري وسنغور وكنياتا وأحمد بن بيلا ونيريري وكاوندا ومانديلا وأياديما، لكن نهايته في الحكم كانت مأساوية، فمن ############ات السلطة الفسيحة إلى المعتقلات التي لا تناسب شموخه وعمره، وهي عبرة من عبر التاريخ وعظاته.
> تنتقل زيمبابوي بكاملها اليوم من عهد موغابي الطويل، إلى مستقبل محفوف بالمفاجآت وربما المخاطر، فالقوى السياسية التي قمعها موغابي ستعود، والنفوذ الغربي خاصة بريطانيا وأمريكا سيسارع بالعودة ووجهه الكالح ممتلئ بدمامل الظلم واستغلال الثروات والموارد الطبيعية التي نهبوها سنين وسنين.. فهل ستعود هذه الدولة الإفريقية الصميمة للوراء أم تتقدم بزوال حكم موغابي ومعه البطانة الفاسدة؟
> لكن الخوف والمعركة الضارية ليست هنا في الداخل الزيمبابوي وإنما خارجها، فستحاول الولايات المتحدة وبريطانيا الولوج إلى الداخل وإزاحة الصين التي دعمت نضال الشعب الزيمبابوي قبل الاستقلال وبعده، واستخدمت حق الفيتو لصالح موغابي الذي نادراً ما تستخدمه في السياسة الدولية.
> الفراغ الذي سيخلفه موغابي عريض وشاسع، وتفقد كل منطقة الجنوب الإفريقي نكهتها، لأن موغابي كان بحضوره السياسي وفكاهته ولسانه اللاذع هو أيقونة إفريقية خالصة ولؤلؤة متوهجة بسوادها.



alintibaha