وصلت الرسالة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

وصلت الرسالة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


11-14-2017, 02:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510665039&rn=0


Post: #1
Title: وصلت الرسالة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 11-14-2017, 02:10 PM

01:10 PM November, 14 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



كان كل شيء معداً بعناية تامة في المكتب الصغير بمقر إقامة الشيخ علي عثمان.. تم التحسب لكل الاحتمالات بما في ذلك إحضار قلم وورقة بيضاء.. وصل كرم الله عباس قبيل صلاة المغرب بقليل.. بعد الصلاة اختلى النائب الأول وقتها بوالي القضارف .. بعد سؤال مقتضب عن أحوال الناس في القضارف استعدل شيخ علي في جلسته طالباً من الوالي الاستقالة بسبب انعدام فرصة التعاون بينه ورئاسة الجمهورية.. تحسر كرم الله على انسداد مواعين الشورى داخل الحركة الإسلامية ثم خط استقالته على طاولة السيد النائب الأول وانصرف.. في ذاك الوقت كان إجبار والي ولاية على التنحي أمراً يرفع أنفاس المركز لأن آليات الحل كانت تستوجب أغلبية الثلاثة أرباع بالمجلس التشريعي وذاك بعض من الاستحالة.
قبل أسابيع فشلت جهود في الخرطوم وبورتسودان في إجبار أحمد همد رئيس تشريعي البحر الأحمر في تقديم استقالته.. وتمسك همد وقتها بمقابلة رئيس الجمهورية شخصياً قبل الالتزام بقرار التنحي.. لكن أخبار البارحة أفادت أن همد انحنى للعاصفة وذهب إلى الوالي شخصياً ليقدم بين يديه الاستقالة.. بعد ذلك جاء إلى الصحفيين يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة ليُعلمهم استعداده للعمل تحت إمرة الوالي.. رغم أن حالة همد تستدعي الرثاء لكنها تعبر عن عقلانية في مواجهة عواصف متوقعة إن ركب الرجل رأسه .
لكن لابد من قراءة بعض الشواهد في مسرح البحر الأحمر.. رئيس المجلس المقال كان من أنصار الوالي السابق طاهر إيلا.. في آخر زيارة وفي مناخ الأزمة اصطحب إيلا صديقه همد إلى مضارب الأهل والعشيرة نواحي جبيت.. هنالك استخدم إيلا ساتر (الرطانة) لتمرير رسائله السياسية، محرضاً الناس على التمرد في وجه المركز والإدارة الجديدة في بورسودان... بعد أن نصر المركز إيلا وأسقط عضوية نحو مائة نائب من أجل إرضائه بات من المهم لإيلا رد التحية المركزية بأحسن منها.. من هنا جاءت الاستقالة الجماعية لصقور البحر الأحمر.
من جهة أخرى كان أحمد همد ورفاقه المستعصون بالمؤسسية في خطر حقيقي.. فقد رأوْا بأم عينهم إراقة دم (من الله) في مسرح الجزيرة.. بعد أن رأوْا الحلاقة في رؤوس يتامى الجزيرة قرروا أن يفعلوا الأمر بيدهم .. بات في حكم المؤكد أن مؤسسة الرئاسة ستنحاز للولاة المعينين في أي نزاع مع المجالس النيابية المنتخبة على مستوى المركز والولايات.. لهذا عجل همد بالدخول بإرادته في بيت الطاعة الحكومي.. ولم يتحرج والي بورتسودان أن يأمر المجلس الرقابي أن يعقد دورته يوم غد الأربعاء .
في تقديري أن ما حدث بالجزيرة ومن بعدها في البحر الأحمر يؤكد أن العقلية الشمولية باتت مسيطرة على صناع القرار السياسي على مستوى المركز والولايات.. لن تتحرج مؤسسة الرئاسة أن ترفع البطاقة الحمراء في وجه المجلس الوطني إن وقف في طريقها.. في مثل هذه الأجواء القاتمة من السهل قراءة لماذا يتحرك قانون الصحافة عكس عقارب الساعة.. ولماذا يتقلص هامش الحريات مع فجر كل صباح.. المرحلة المقبلة تقتضي السمع والطاعة والهتاف بأعلى صوت وتحسس رغبات القيادة.
بصراحة.. كنت دائماً أخشى أن تفهم الحكومة السودانية قرار رفع العقوبات الأمريكية بشكل خاطئ.. هنالك من قادتنا من يظن أن العالم قرر أن يغمض أعينه تجاه ما يحدث في السودان .. لكن هذه الفرضية خاطئة العالم ما زال مهتماً بأمر السودان .. بل من المسيء جداً أن تمنحنا الحكومة الحرية فقط لأنها تحت الرقابة الدولية.

assayha