ذقن مُستعار ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

ذقن مُستعار ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


11-13-2017, 01:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1510531860&rn=1


Post: #1
Title: ذقن مُستعار ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 11-13-2017, 01:11 AM
Parent: #0

00:11 AM November, 12 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

صديقي عبد العزيز العائد من بعد 10 أعوام متتالية دون إنقطاع قضاها مابين ليبيا ومالطا وإيطاليا ، يصر على التعامل مع الواقع السوداني الجديد بما قد كان من (أوهام) عفى عليها الزمن وأصبحت في خبر كان ، فهو ما زال يعتقد أن دولة الإنقاذ التي إنفرجت أساريرها مؤخراً تجاه كل ما كان محظوراً ومنبوذاً لدى كهنتها في بداياتها ، كما يظن تعمل بذات الأدوات التي كانت هي أقرب المسارات للأشخاص الإنتهازيين الراغبين في إعتلاء صهوة السلطة والثروة والجاه ، قال لي عبد العزيز لقد حضرتُ (بسياسة) ومباديء جديدة ، أولها ومبتداها أن أكون إنتهازياً ووصولياً ومُدَّعياً لكل ما يجعل أهل الحل والعقد في منظومة الحكم الإسلامي راضين عني ، وهو بالواضح كده من النوع الذي يسبح نهاراً ويضبِّح ليلاً ، ولا علاقة له البته بالورع والتقوى والصلاح ، أول ما لاحظته على شخصيته الجديدة بعد العودة الطوعية ، هو إصراره على إطلاق لحيته والتي أسميها في مقامي هذا (لحية مستعارة) رغم أنها طبيعية وليست باروكة صناعية ، ثم من ملاحظاتي الأخرى على ما إستجد في صديقي عبد العزيز كثرة تعليقاته ومفرداته ذات المنحى الديني والتي هو بالتأكيد لا يردِّدها إلى في المحافل الإجتماعية وفي حضرة من بيدهم إيصاله إلى بداية الطريق نحو حوش السلطة والثراء و(اللغف) أذكر على سبيل المثال من تلك المفردات الإسلاموية التي إنتمى بها أصحابها إلى حزب الطاغوت الإسلامي في السودان (جزاك الله خير) و(فلان نحسبه من أهل الصلاح أو الجنه) و(الله أكبر) التي تُردَّد في كل مقام بنية التدليس والدهنسة لعباد الله دون المعبود جل جلاله ، وكذلك التكبير والتهليل الذي أنهك معاني التقديس في ما جعله الله سبحانه تعالى مقاماً للعبادة والتقرب لوجهه تعالى ، حاولتُ بكافة الأساليب أن ألفت نظر صديقي عبد العزيز أن دولة المؤتمر الوطني الجديدة بعد ما تكسَّرت حواجز الصلف الفكري فيها بواسطة الضغوطات الشعبية على قلتها والحصارات الدولية على فاعليتها ، قد رمت بعيداً عنها عباءة الشعارات المهرجانية التي كان الدين الإسلامي نسيجاً لها وذلك لصالح الدنيا الفانية بإعتبار أنها فانية ولكنها في نفس الوقت (لذيذة) و(مُمتعة) و تستحق (الإنبراش) ولومؤقتاً ، فالآن يا صديقي عِزو لن تنفعك لحيتك المستعارة لتجد لنفسك موطيء قدم مع هؤلاء ، ثم لن يلفت هتافك الإسلامي وتكبيرك وتهليلك كلما لاح لك أحد عظمائهم أسماعهم ولا أنظارهم ، لأنهم ببساطة لم يعودوا يرفعون شعار الدين ولا الشريعة ولا المشروع الحضاري الجديد ولا تعظيم شعائر الله التي بدأت بالصلاة وإنتهت بالزكاة ، فحكومة المؤتمر الوطني وكما قال الترابي رحمه الله إستفادت عبر التنظيم السياسي ما قبل تولي الحكم من علوم وخبرات وتدريبات كثيرة في مجالات السياسة والأمن والدعوة والتنظيم والتكتيك ، لكنها والحديث للترابي لم تتلقى دروساً ( في كبح جماح شهواتها تجاه التلذُّذ والتمتع بما لا يُقره القانون والعرف من سلطان الدولة ومالها العام) ، إذن فقد فات أوان الذقون المستعارة وليس من أحد في حكومة المؤتمر الوطني مُطالب بأن يتسم سلوكه الشخصي بما خطهُ الإسلام من مباديء وقيِّم وأخلاقيات ، جل ما يمكن أن تحتاجه للوصول إلى السلطة والثروة وجاه الدنيا الزائل أن تتصف بقلة الكبرياء وقلة الحياء والإيمان بأن كل من حولك لا يفقهون ولا يستحقون ، يعني بإختصار يا عِزو شوف ليك مدخل تاني فقد سبق السيفُ العزّل .