Post: #1
Title: تقييم بالنظر !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 11-12-2017, 04:04 PM
Parent: #0
03:04 PM November, 12 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر *الزوجة لا تلاحظ تأثير السنوات على زوجها.. *وكذلك هو لا ينتبه لما أحدثته معاول الزمن من خراب في بنيانها الجسدي.. *والأمر ذاته ينطبق على كل الذين يتعايشون مع بعض.. *سواء في نطاق الأسرة... أو العمل... أو الحي... أو الأنشطة المشتركة.. *ومن هذه الأنشطة المجال السياسي... وخصوصاً الشمولي منه.. *فحسني مبارك- مثلاً- لم يظهر في الصور بعمره الحقيقي إلا عقب زوال نظامه.. *أما قبل ذلك فكل الصور الدعائية لشخصه كانت خادعة.. *فهي صور لرجل في الأربعين من عمره ؛ أقل من ذلك... أو أكثر بقليل.. *بمعنى أنه بقي كما هو منذ لحظة استلامه السلطة (شاباً).. *وإلى لحظة خلعه منها (هرماً) يزحف عمره نحو التسعين.. *ونميري ظلت صورته كما في الجنيه... لم يكبر عاماً واحداً لحين سقوط مايو.. *فكل صوره الدعائية في الشوارع لوجهه ذاته يوم البيان الأول.. *فالإنسان لا يرى الأعمار... والأشياء... والأحوال على حقيقتها... إلا عن بعد.. *ولا يرى صور الشموليين على حقيقتها إلا بعد تركهم الكراسي.. *والآن؛ إن أردت رؤية أوضاع بلادنا على حقيقتها فغادرها إلى حين... ثم عد.. *أوضاعها السياسية... والاقتصادية... والاجتماعية... والإعلامية.. *أو حاول انتهاج سياسة (التقييم بالنظر) - رغم صعوبتها - وأنت مقيم فيها.. *أي حاول أن تنتزع نفسك من قلب الواقع... ثم انظر إليه.. *سوف تدهشك الكثرة في كل شيء...... مع فقر المردود في كل شيء.. *كثرة في المغنين الصغار... والمردود ترديد لأغنيات الكبار.. *كثرة في أندية كرة القدم... والمردود صفر كبير على مستوى التنافس الخارجي.. *كثرة في الصحف... والمردود قلة توزيع.. وتأثير.. وانتشار.. *كثرة في الفضائيات والإذاعات... والمردود تلكم الطرفة المنسوبة إلى البنغالي.. *فقد قال حين سُئل عن رأيه فيها (اتنين كلِّم... واهد غنِّي).. *بمعنى أن تلفزيوناتنا وإذاعاتنا ليس فيها سوى الكلام... والغناء.. *والآن بدلاً من (واهد غنِّي) صار يغني أكثر من خمسة في شاشة واحدة.. *ثم كثرة في مجال السياسة... والمردود؛ ولا شيء... ولا شيء.. *أكثر من ثمانين حزباً.... والمردود لا جماهير... ولا برامج... ولا (وجود).. *برلمانيون لا عد لهم ولا حصر... والمردود صفر.. *وزراء بعدد الرمل والحصى والتراب... والمردود مص دم الشعب في لا شيء.. *فارهات... ومخصصات... وسفريات...... والحال في حاله.. *وقبل فترة ظهرت مقارنة ظريفة - وحزينة - في وسائط التواصل الاجتماعي.. *صورة جماعية لوزراء فرنسا... وأخرى لوزراء ولاية الخرطوم.. *فقط ولاية الخرطوم..... دعك من الولايات الأخرى... ووزراء المركز.. *والمقارنة العددية فضيحة بكل المقاييس... وكذلك الأدائية.. *ولكن حكومتنا لا ترى هذه الفضيحة بما أنها تعايشها... وتجاورها... و(تحايثها).. *هي مثل الزوجة التي لا ترى الزمن في زوجها... والعكس.. *فلكي نرى واقعنا علينا بنهج (التقييم بالنظر !!!).
assayha
|
|